فتنة تقود إلى الهاوية
يقول د. علي الطراح: عندما ينادي البعض بفكرة التغيير، فقد يكون هذا مقبولاً جزئياً، حيث إن كثيراً من الأوضاع بحاجة للمراجعة وإعادة التقييم، حرصاً على النجاح. وثمة مشكلة تعانيها مملكة البحرين حالياً، مشكلة يعيها الحكم الذي لم يواجه دعوات الإصلاح بالنفي أو النكران، بل برغبة معلنة في تحقيق الإصلاح، وهذا ما ينبغي الانطلاق منه. لكن هناك انقساماً طائفياً يهدد المجتمع ويضيع طاقته، ولن يقود إلى الإصلاح المنشود. مجتمعاتنا تقوم على قيم مرتبطة بالعائلة والقبيلة والطائفة، والعلاقات الاجتماعية تتأثر بهذه القيم، ونحن جميعاً نريد لمجتمعاتنا التخلص من التأثير السلبي لهذه القيم لأنها تقلل من قيمة المساواة. لكن لا أعتقد أن انقسام مجتمعاتنا طائفي أو مذهبي فقط، فالمعادلة التقليدية للتقسيمات الاجتماعية مضرة بالمجتمع، وعلى الجميع قبول فكرة المساواة، والسعي لتحقيق قاعدة المواطنة التي يقوم على أساسها مجتمع تسود فيه العدالة.
للبيت ربٌّ يحميه
يقول د. صالح بن عبدالرحمن المانع: أثار نبأ اكتشاف السلطات السعودية لشبكة استخباراتية تابعة لإحدى الدول الإقليمية استياء كثيرين. فالأهداف التي حاولت هذه العصابة التحرّي عنها كانت أهدافاً دينية واقتصادية وعسكرية. وعلى رغم عدم الإعلان عن اسم الدولة التي وقفت وراء هذه العصابة، إلا أنّ الأصابع تشير إلى إحدى الدول الإقليمية التي تتميّز علاقاتها اليوم بالكثير من التوتر مع السعودية، ومع دول الخليج العربية الأخرى. وللأسف، فقد تعوّدنا من مثل هذه الدولة أن تثير خلافاتها مع دول الخليج العربية، في حال توترت علاقاتها مع الغرب، وكأنها تبعث برسالة معيّنة إلى القوى الغربية بأنّ باستطاعتها أن تستخدم نفوذها غير المباشر في البلدان العربية، خاصة بلدان الخليج العربي، لتؤثر سلباً على التطورات السياسية فيها، وأن تقايض مثل هذا النفوذ، بتنازلات معيّنة في ملفها النووي.
ومثل هذا الطموح الدبلوماسي من قِبل هذه الدولة ليس له ما يبرّره. فالمملكة العربية السعودية، وبقية بلدان الخليج العربي، أصبحت مهمة للشرق والغرب. وأصبحت دولة مثل كوريا الجنوبية تستورد حوالي 100 مليار دولار من احتياجاتها النفطية من منطقة الخليج العربي. وبالمثل، فإنّ الهند تستورد حوالي 90 في المئة من احتياجاتها النفطية، وكذلك الصين 30 في المئة من المنطقة نفسها، والحال كذلك مع اليابان. وكل ذلك يؤكد أنّ مصالح هذه الدول الشرقية، وليس الغربية فقط، باتت مرتبطة بحصولها على إمدادات آمنة من النفط والغاز، وكذلك فإنّ أمنها الاقتصادي وتطورها بات مرتبطاً بمناطق إنتاج النفط العربي في الخليج.
الأزمة العربية الراهنة… التشخيص والحل
استنتج د. حسن حنفي أن العرب في مفترق طرق. في الداخل، نظام قديم يتلاشى، ونظام جديد يتخلق. وفي الخارج، الأحادية القطبية وأشكال الهيمنة الجديدة. ضعف في الداخل، وقوة في الخارج. وفي الوقت نفسه يشعر العرب بأنهم على أعتاب نهضة عربية ثانية تستثمر خبرات النهضة العربية الأولى التي بدأت منذ قرنين من الزمن. ثم انتهت إلى غير ما بدأت به، من بناء الدولة إلى تفككها، ومن الإصلاح إلى الماضوية، ومن التحرر الوطني إلى الاحتلال المباشر.
وتعني الأزمة تفاقم المخاطر والتحديات وضعف الوعي بها أو العجز عن مواجهتها. ولكل شعب تحدياته ولكنه أيضاً له حلوله. وقد تتحول الأزمة الطارئة نظراً لتراكمها من جيل إلى جيل، ومن عصر إلى عصر، إلى أزمة مستعصية تصبح من كثرة تكرارها وتناولها جزءاً من الشخصية القومية. وتتحول من المتغيرات إلى الثوابت، ومن الأعراض إلى الجوهر. وتقدم الحلول للتكيف معها وليس لتغييرها.
ويمكن تشخيص الأزمة على مستويات متعددة، واقتراح الحلول المتباينة. وهو اجتهاد يصيب أو يخطئ. وقد لا يكون له أثر عملي. فقوى التغيير ما زالت بيد الدولة التي تنقصها إرادة التغيير أو في يد الفعاليات الجديدة، منظمات المجتمع المدني التي ما زالت في البداية. ومع ذلك قد تساهم في الوعي بالأزمة. والوعي جزء من الحل.
النظام السوري … محاولة فاشلة لاستمالة الهند
أشار د.ذِكْرُ الرحمن إلي أن بثينة شعبان، زارت الهند في الأسبوع الماضي كمبعوثة للرئيس السوري، بحيث كان واضحاً أن المسؤولة السورية تبحث عن دعم الهند باعتبارها عضواً في مجموعة «بريكس» التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، ووقوفها إلى جانب نظام الأسد، والسبب هو اعتقاد دمشق أن المجموعة بما تمثله من وزن اقتصادي على الساحة الدولية قادرة على إيصال رسالة إلى الدول الغربية بتخفيف الضغط عن النظام.
وتكتسي الهند أهمية خاصة باعتبارها رئيسة الدورة الحالية لمجموعة «البريكس»، واستضافت في السنة المنصرمة قمة المجموعة على أراضيها، فيما يتوقع أن تؤول الرئاسة خلال وقت لاحق من السنة الجارية إلى جنوب أفريقيا. وفي الوقت الذي يواجه فيه الأسد انتفاضة شعبية تهدد بالإطاحة به ومفضلاً التعامل القمعي مع تطلعات شعبه والتعامل معها بقسوة ووحشية، بدأ يتجه مؤخراً في محاولة يائسة لإنقاذ نظامه إلى مخاطبة دول العالم، علها تساعده في البقاء، ورغم أن المسؤولة السورية التي حلت ضيفاً على نيودلهي، التقت بمستشار الأمن القومي، «شيف مينان»، ووزير الخارجية، سلمان خورشيد، إلا أنها لم تتمكن من رؤية رئيس الوزراء، «مانموهان سنج»، رغم محاولاتها المستميتة للقاء به، كما فشلت في الاجتماع برئيسة حزب «المؤتمر» السيدة، سونيا غاندي، وهو ما يكشف المزاج العام للقيادة الهندية تجاه ما يجري في سوريا، وقد حرص المسؤولان الهنديان خلال لقائهما ببثينة شعبان التأكيد على قلق الهند البالغ من معاناة الشعب السوري بسبب استمرار أعمال العنف وتصاعدها، فالهند كانت من مؤيدي اتفاق جنيف الذي جاء بخطة النقاط الست التي اقترحها المبعوث الأممي السابق لسوريا، كوفي عنان.
أوباما: الأولوية لإسرائيل
يرى غازي العريضي أنه قبل أن يأتي الرئيس الأميركي إلى المنطقة ليزور إسرائيل ورام الله والأردن، كتب الصحفي توماس فريدمان مقالاً اعتبر فيه أن زيارة الرئيس ستكون زيارة «السائح». وأن أولوية اهتمامات الإدارة الأميركية ليست في المنطقة، وسّربت معلومات تتحدث عن ضغوطات يتعرض لها أوباما لزيارة الكنيست وإلقاء خطاب فيه.
البيت الأبيض ردّ في بيان يقول: «الرئيس لا يزور إسرائيل سائحاً»! أعتقد كثيرون أنه سيأتي في زيارة سياسية يؤكد فيها مواقفه عن السلام والاستقرار في المنطقة.
لكن المدافعين عن أوباما قالوا: «الزيارة هي لطمأنة إسرائيل، أما زيارة رام الله والأردن، فهي على الهامش»، يعني العرب هوامش. قضيتهم الأساسية هامشية، مصالحهم مهمشة. الزيارة لهم هي لرفع العتب والسياحة!
غزو العراق... وقرار المنحى المختلف
يقول ماكس بوت إن عملية الغزو برمتها، والتي تمت بناءً على معلومات خاطئة ومغلوطة، كانت مصابة بالنحس من البداية. ومع ذلك فقد كان بالإمكان، حتى بعد عدم اكتشاف أي أسلحة دمار شامل، أن تتخذ الأمور منحى مختلفاً لو أنه تم اتخاذ قرارات مختلفة: فمثلا، لو استعددنا على نحو جدي لإدارة عراق ما بعد صدام، ولم نفكك الجيش العراقي بدون داع، وأرسلنا منذ البداية عدداً كافياً من القوات للسيطرة على كامل البلاد، وتواصلنا مع القبائل السنية مبكراً، وأرسلنا الجنود إلى المراكز السكانية بدلا من تركهم معزولين في قواعد كبيرة، وأخيراً بقينا بعد عام 2011.
والواقع أنه كان بإمكان قرار مختلف في كل واحد من هذه الأمثلة أن يأتي بنتيجة مختلفة. لكن أملنا الوحيد الآن هو، أنه مثلما فوجئنا بحركة التمرد الأولى في العراق وفوجئنا، بعض الشيء لاحقاً، بنجاح «الزيادة» في هزم المتمردين، أن نفاجأ مرة أخرى بالطريقة التي يمكن أن يتغير بها العراق إلى الأحسن.
المسبار كريوزيتي ودلائل المياه على سطح المريخ
أشارت أمينة خان إلى أنه من المعروف أن مواد الهيدروجين، والكربون، والأكسيجين، والنيتروجين، والكبريت، والفوسفور، تشكل 96 في المئة تقريباً من المواد التي تتكون منها الحياة على ظهر الأرض. الخبر الجديد أن هذه المواد الستة عشرة عثر عليها في عينة من صخور المريخ. فقد أعلن علماء «ناسا» مؤخراً أن المسبار «كريوزيتي» اكتشف هذه المواد الأساسية للحياة في الصخرة التي قام بالحفر فيها واستخلاص عينة منها بحجم قبضة صغيرة، ونقلها للمختبر الذي يحمله لتحليلها وإرسال نتائج التحليل للعلماء في محطة «ناسا». وتشير علامات أولية أن الكوكب الأحمر، كان قادراً في زمن ما في الماضي على توفير ظروف الحياة لأنواع بدائية من الميكروبات.
تعليقاً على ذلك، يقول «مايكل ميار» العالم، الذي يرأس «برنامج استكشاف المريخ» بوكالة «ناسا» الفضائية في مؤتمر صحفي عقده في واشنطن عقب إذاعة الخبر:«يمكن القول إن المريخ يمتلك كافة المؤشرات الدالة على أنه كان يمثل بيئة صالحة للحياة في زمن ما».
والنتائج التي توصلت إليها مهمة المسبار «كريوزيتي» تملأ فراغات صورة كوكب يتبين على نحو متزايد أنه كان يمثل بيئة مغرية، تتسم بانخفاض مستوى الحموضة، وتمتلئ بالماء، وتحتوي على أدلة على وجود مركبات متكاملة كيميائياً.
عدد اليوم
