الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سف الخوص» حرفة قديمة تفرض وجودها على المهرجانات التراثية

«سف الخوص» حرفة قديمة تفرض وجودها على المهرجانات التراثية
1 ابريل 2014 20:51
خولة علي (دبي) تظل الحرف القديمة عنصراً له قيمته في رسم أبعاد الحياة في الماضي، وتتجلى صوره في مشاهد وملامح تعكس الهوية المحلية للموروث الشعبي، حيث نرى فصوله النابض بحس الحرفي، وهو كان يصنع من خامات بسيطة منتجاً له أهميته وقيمته في تلبية الاحتياجات اليومية للأهالي قديماً، والحرف التراثية نراها حاضرة بملامحها الأصيلة في كل المهرجانات، وتنبض بالحياة في ساحات المناطق التاريخية، لتكشف لزوارها عما تحمله هذه الأرض من موروث يسرد قيمة الحرف قديماً وارتباط الناس بها. ومن بين هذه الحرف «سف الخوص»، وهي من الحرف القديمة المهمة، التي سهلت حياة الأهالي واحتياجاتهم اليومية قديماً. حول إيقاع هذه الحرفة التي تعد النخلة هي المصدر والخامة التي اعتمد عليها في رسم أبعاد وملامح البيئة المحلية، تحدثنا الباحثة في التراث فاطمة خليفة، قائلة: تظل الحرف التراثية القديمة نافذة يمكن أن تكشف واقع حياة الأجداد، وكيف استطاعوا أن يطوعوا الخامات البسيطة، في إنتاج أدوات ومقتنيات تلبي احتياجاتهم، وتسهل عليهم حياتهم، وبدافع الحاجة سعى الحرفيون إلى ابتكار مجموعة من هذه الأدوات، التي لا تخلو منها المنازل القديمة، ومن بين هذه الحرف نجد حرفة «سف الخوص»، القائمة على حياكة أوراق جريد النخل، لإنتاج مجموعة واسعة من الأدوات كالمهفة، وهي المروحة اليدوية، السفرة والحصير، والسلال، وأحجام مختلفة من الأوعية، لحفظ التمور، وأيضاً حياكة المكبة، وهو غطاء على شكل مخروطي يتم استخدامه لحفظ الطعام المقدم على السفرة. وحول تقنية ومراحل هذه الحرفة توضح فاطمة خليفة: عادة ما يتم تجهيز الخوص بعد أن يؤخذ من الجزء الأعلى من النخلة نظراً لكونه أكثر ليونة في التشكيل، وبعد مرحلة تنظيف الخوص وغسله يتم تشريحه لشرائح رفيعة ثم تغمس في أصباغ معينة، وهي أصباغ طبيعية، ثم تترك لتجف ثم يُعاد غسلها مجدداً لتكتسب مرونة وليونة أيضاً، حتى لا تترك الصبغة أثراً على الأصابع أثناء التجديل، وبعد الانتهاء من عملية «السفه» أي عملية تشابك الخوص والتحامها مع بعضها البعض بطريقة فنية متناغمة، تبدأ مرحلة الخياطة، أي ربط وتركيب الجدايل مع بعضها البعض وفقاً للشكل المطلوب والأداة المرغوب صنعها. وتتابع فاطمة: كل قطعة من هذه القطع تعتمد على غرزه واحدة إلا أن تقنية العمل تختلف من أداة إلى أخرى، وهذا يرجع إلى مهارة الحرفي ومدى قدرته على نسج وحياكة قطع تلعب دوراً في طبيعة هذه الحياة القديمة. ومن هذه المنتجات التي يمكن صناعتها بهذه الجدايل، السرود «أي السفرة»، وهي عبارة عن قطعة من الحصير عادة ما تكون دائرية الشكل ويلتف حولها الأفراد لتناول الطعام، ويتم تشكيل الجدايل بطريقة دائرية إلى أن نحصل على الحجم المطلوب، كما تصنع أيضاً من سف الخوص «الجفير»، وهي عبارة عن سلة يتم حملها أثناء التسوق وعادة ما يتم صنعها عن طريق عمل مجدولة من سف الخوص بشكل حلزوني، وما أن نصعد إلى الأعلى حتى تزيد اتساعاً وحجماً، ويتم تزويدها بعروتين لتسهيل حملها. وللحرف التقليدية، على حد قول فاطمة خليفة، بصمتها وإيقاعها في الكثير من الفعاليات والمهرجانات، فالماضي موجود بفنونه الذي يجذب الكثير من الناس الراغبين في معرفة وجه من وجوه الحياة ومفرداتها القديمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©