باكتمال إجراء قرعة تصفيات أمم آسيا 2011 يجد منتخبنا الوطني نفسه أمام ثلاثة استحقاقات خارجية كبرى، لم يتعود عليها الجيل الجديد للكرة الإماراتية نظراً لأهمية الرهانات وقيمة الأحداث التي تنتظره، حيث سيكون زملاء إسماعيل مطر على موعد مع التاريخ لتسجيل أسمائهم من ذهب بتحقيق حلم الوصول إلى نهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 ، والتأهل إلى أمم آسيا بقطر، والدفاع عن التاج الخليجي الذي فاز به الأبيض في يناير·2007
وبقدر أهمية هذه الاستحقاقات بقدر صعوبة المهمة خاصة أنها ستقام في فترة زمنية واحدة، وذلك من خلال إقامة الأحداث الثلاثة على مدار 11 شهراً، بداية من سبتمبر 2008 وحتى مارس 2010 ، حيث ستقام تصفيات المونديال الحاسمة خلال ستة أشهر موزعة من سبتمبر 2008 وحتى يونيو ،2009 بينما تقام تصفيات آسيا خلال أربعة أشهر موزعة من يناير 2009 وحتى مارس 2010 أما كأس الخليج التاسعة عشرة فستقام بنظام التجمع على مدار أسبوعين وذلك خلال ديسمبر 2008 أو يناير·2009
وأولى الاستحقاقات التي تأتي في مقدمة اهتمامات الشارع الرياضي نجد تصفيات المونديال حيث يداعب الجميع حلم معاودة مشاهدة كرة الإمارات في نهائيات كأس العالم بعد عشرين عاماً من الغياب، حيث نجح الأبيض في ضمان تواجده ضمن صفوة المنتخبات العشرة المرشحة للوصول إلى جنوب أفريقيا 2010 وبالتالي سيكون الحلم كبيرا بالظفر ببطاقة التأهل مع هذا الجيل الجديد الذي بدأ يعيد الصورة المشرقة لكرتنا، ويمسح اخفاقات السنوات العجاف، وبقيادة مدرب محنك يتعامل بواقعية كبيرة ويعرف خفايا وأسرار القارة الصفراء·
وتبدأ مهمة الأبيض في تصفيات المونديال 6 سبتمبر حيث سيلعب 8 مباريات في هذه الصفيات موزعة على ستة أشهر من سبتمبر 2008 وحتى يونيو 2009 ، وسيلاقي منتخبنا كوريا الشمالية على ملعب محمد بن زايد بأبوظبي ثم يستضيف المنتخب السعودي 10 من نفس الشهر وعلى نفس الملعب، بينما سيتنقل إلى كوريا الجنوبية في 15 أكتوبر المقبل ويختتم الدور الأول من منافسات المجموعة الثانية بملاقاة إيران بالإمارات 19 نوفمبر 2008 ·
ويستأنف الأبيض مشواره في الدور الثاني بداية من 28 مارس 2009 حيث يخضع للراحة في فبراير مقابل مواصلة بقية منتخبات المجموعة اللعب وسيواجه منتخبنا في الجولة الأولى من المرحلة الثانية نظيره الكوري الشمالي خارج الإمارات ويتحول إلى السعودية في الجولة التي تليها لملاقاة الأخضر 1 أبريل 2009 ثم يستقبل كوريا الجنوبية بأبوظبي 6 يونيو على أن يختتم آخر مبارياته بالسفر إلى طهران لملاقاة إيران 10 من نفس الشهر، سينتهي مشوار تصفيات مونتخبنا في تصفيات المونديال قبل انتهاء الموعد المحدد للتصفيات وبالتالي سيتعرف على مصيره مبكرا مقارنة ببقية منتخبات مجموعته·
وتعتبر حظوظ الأبيض في تصفيات المجموعة الثانية لتصفيات كأس العالم قائمة بقوة باعتبار التوزيع المريح للمباريات وقدرة منتخبنا على استغلال الدور الأول بنجاح وجمع أكبر عدد ممكن من النقاط من منطلق خوض ثلاث مباريات بالإمارات، كما أن منتخبنا سوف يستفيد من جملة من العوامل أبرزها تفادي السفرات الطويلة خاصة خلال شهر رمضان حيث سيلعب مباراتين على ملعبه في شهر الصيام·
حظوظ قوية في الآسيوية
يبدو برنامج تصفيات أمم آسيا 2011 أكثر راحة لمنتخبنا الوطني باعتبار أن جدول المباريات يتضمن ست مباريات فقط طوال التصفيات موزعة على ستة أشهر حيث تبدأ المهمة في يناير 2009 وتنتهي في مارس 2010 وستكون أبرز ايجابيات القرعة أن منتخبنا سيلعب مباراتين في يناير بتاريخ 14 و28 ومباراتين في آخر السنة بتاريخ 14 و18 نوفمبر من نفس السنة المقبلة بينما تستكمل التصفيات في 2010 بخوض آخر مباراتين في يناير ومارس·
كما ضمت مجموعة منتخبنا منافسين أقل مستوى من الأبيض بالرغم من التطور الذي تشهده الكرة بشرق آسيا خلال السنوات الأخيرة حيث تعتبر حظوظ منتخبنا قوية لانتزاع بطاقة التأهل لنهائيات كأس آسيا والتواجد في الحدث القاري الكبير·
ويعتبر الدوري الأول من هذه التصفيات مواتيا لتحقيق نتائج ايجابية خارج ملعبنا باعتبار أن المنافسين في المتناول حيث سيلعب الابيض أمام ماليزيا في كوالالمبور والهند في الهند بينما سيستضيف المنتخب الأوزبكي الذي يعد أقوى المنافسين بالمجموعة مما يساعد منتخبنا على جمع أكبر عدد ممكن من النقاط وأخذ الفارق عن بقية المنتخبات الأخرى لخوض المرحلة الثانية في ظروف أفضل، ولا تتعارض تصفيات أمم آسيا مع تصفيات المونديال حيث تقام في أشهر متباعدة نسبيا مما يضمن التركيز في كل استحقاق على حدة·
وعلى الرغم من أن المجموعة الثالثة هي الأضعف في المجموعات الخمس وترشيح المتابعين لمنتخبنا وأوزبكستان لحصد بطاقتي التأهل، إلا أن التصفيات الآسيوية عادة ما تحمل الكثير من المفاجآت نظراً لامتداد المنافسات لفترة زمنية طويلة·
اللقب الخليجي
مع رفض الاتحاد الآسيوي تأجيل موعد مباريات تصفيات كأس آسيا في يناير المقبل، أصبح من المؤكد تغيير موعد بطولة كأس ''خليجي ''19 إلى ديسمبر 2008 أي بعد أربعة أشهر فقط من الآن، مما يعني ازدحام البرنامج أكثر بالنسبة لمنتخبنا باعتباره سيلعب آخر مباراة في الدور الأول لتصفيات كأس العالم أمام إيران 19 نوفمبر المقبل، ويسعى الأبيض إلى المحافظة على لقبه الذي فاز به لأول مرة في 2007 وتأكيد المكانة التي وصلت إليها كرة الإمارات على مستوى المنطقة وعودة الأبيض إلى وضعه الطبيعي كأحد أقوى المنتخبات المنافسة في كؤوس الخليج·
ولن تكون المهمة سهلة للاعبينا على اعتبار ضغط المباريات وتوالي الاستحقاقات إلى جانب استئناف الدوري بالإضافة إلى قوة بطولات الخليج في السنوات الأخيرة بعد النقلة التي سجلتها المسابقة والاهتمام الكبير الذي أصبحت تحظى به جماهيرياً وإعلامياً·
ويذكر أن بطولة كأس الخليج تقام بنظام التجمع بمشاركة ثمانية فرق تقسم إلى مجموعتين· ويلعب كل منتخب ثلاث مباريات في الدور الأول على أن تتواصل المنافسة في الأدوار ربع النهائي ونصف النهائي والنهائي· وبالتالي سيخوض منتخبنا عدداً لا بأس به من المباريات الرسمية في كأس الخليج إلى جانب إمكانية التجهيز للحدث بعدد آخر من المباريات الودية التي تسبق الحدث مما يرفع من إجمالي المباريات التي سيخوضها الأبيض في تصفيات المونديال وأمم آسيا وكأس الخليج، ويجعل الأجندة مزدحمة وتحتاج إلى تنظيم جيد من جانب اتحاد الكرة لتوزيع الجهد وإعداد البرنامج الدقيق·
عدد اليوم
