أصبح ماركوس هتشينز نجم الشباك الأول في العالم منذ الكشف أمس الاثنين عن أنه هو الشاب البريطاني الذي استطاع وقف أكبر هجوم إلكتروني عرفته البشرية حتى الآن.
وتمكن هتشينز الذي يبلغ 22 عاماً يوم السبت الماضي على نحو مفاجئ من وقف هجوم الفدية الإلكتروني الذي تسبب في وقف وتشفير بيانات آلاف الأجهزة في العديد من دول العالم منذ يوم الجمعة.
ولم يكن اسمه معروفًا حتى أمس الاثنين فقد كان يكتفي قبل ذلك بنشر تغريدات حول ما يقوم به من جهود عبر حساب على تويتر يدعى (@malwaretechblog).
ولم يعرف الكثير عن هتشينز سوى أنه شاب يعيش مع عائلته في بلدة ساحلية إنجليزية ويعمل لحساب شركة (كريبتوس لوجيك) ومقرها مدينة لوس أنجلوس الأميركية.
وكانت صحيفة ديلي ميل البريطانية هي صاحبة السبق في الكشف عن اسم خبير الأمن الإلكتروني الشاب أمس، وقد فجرت اليوم الثلاثاء مفاجآت جديدة عن هتشينز.
وقالت الصحيفة في تقرير لها على موقعها الإلكتروني إن هتشينز كان قد عوقب بالإيقاف عن الدراسة بعدما اتهم بقرصنة النظام الإلكتروني الخاص بمدرسته كما فشل في اجتياز اختبار الشهادة العامة للتعليم الثانوي في مجال تكنولوجيا المعلومات.
وقال هتشينز للصحيفة إنه أخذ إلى مكتب ناظر مدرسة ايلفراكومب أكاديمي في ديفون، وطلب منه شرح سبب توقف شبكة المدرسة.
وأنكر هتشينز صلته بالأمر وقال إنه كان متصلاً بالشبكة بالصدفة في التوقيت نفسه.
وأجبر على عدم الحضور إلى المدرسة لمدة أسبوع في أوائل ربيع عام 2010. وحاول الطالب المراهق آنذاك الطعن على القرار واثبات براءته لكن رفضت المدرسة كل مبرراته.
ولم تكتف المدرسة بحرمانه من الدراسة لأسبوع بل منعته من استخدام أجهزة كمبيوتر متصلة بالإنترنت وهو ما اضطره لدراسة منهج تكنولوجيا المعلومات الخاص بالشهادة الثانوية على الورق فقط.
وذكر هتشينز أنه فشل في اجتياز اختبار نظم المعلومات بسبب ذلك.
وأثرت هذه الواقعة على حياة هتشينز وجعلته يكره الدراسة الأكاديمية منذ ذلك الحين.
وكان الشاب العبقري كشف أمس الاثنين عن سبب إخفاء اسمه لأيام. وقال إنه كان يخشى على حياته الشخصية ومن انتقام منفذي الهجوم الإلكتروني منه إذا أفصح عن اسمه.
وأعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم شادو بروكرز (Shadow Brokers) مسؤوليتها عن الهجوم، وهي الجماعة التي أعلنت العام الماضي عن سرقة "أسلحة سيريانية" أو أدوات هجوم إلكترونية من وكالة الأمن القومي الأميركية.
وتمكن المهاجمون من تشفير بيانات الكثير من الهيئات والشركات وهددوا بمحوها والاستيلاء عليها إذا لم تستجب هذه الجهات بدفع فدى مالية نظير التوقف عن مهاجمتها.
ونجح هتشينز في وقف الهجوم «غير المسبوق» بشكل مؤقت عبر شراء نطاق إلكتروني مشوه مخبأ داخل البرنامج الضار الذي يستخدم لشن الهجوم. وقالت تقارير صحفية سابقة إنه فعل ذلك بمساعدة دارين هوس الذي يعمل في شركة بروفوانت للأمن الإلكتروني.
وذكرت (ديلي ميل) أن هتشينز يعمل حالياً مع مركز الأمن السيبراني الوطني التابع للحكومة البريطانية لمنع ظهور أي نسخ جديدة من الفيروس الخبيث الذي استخدم في شن الهجوم.
وعلى الرغم من عروض الوظائف المغرية التي انهالت عليه فور تمكنه من وقف الهجوم قال هتشينز إنه لا ينوي ترك عمله الحالي في شركة (كريبتوس لوجيك) الأميركية.
ورفض هتشينز عرضا من شركته للقيام برحلة مجانية بالكامل إلى لوس أنجلوس مكافأة له على جهوده خوفا من استهدافه من قبل منفذي الهجوم.
وتزايدت عدد المتابعات لحساب هتشينز على تويتر ووصلت إلى أكثر من 30 ألفاً خلال الأيام القليلة الماضية كما استقبل آلاف الرسائل على بريده الإلكتروني.
عدد اليوم
