الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

30 سيدة من أندونيسيا.. أصل السكان في مدغشقر

21 مارس 2012
من الأرجح أن تكون مدغشقر قد أصبحت مأهولة بالسكان بالتزامن مع وصول نحو 30 امرأة من اندونيسيا إلى هذه الجزيرة قبل حوالى 1200 سنة، بحسب ما أظهرت دراسة استندت إلى مقارنة "جينات" سكان مدغشقر بـ"جينات" سكان مناطق مختلفة من إندونيسيا. ويعتبر سكان مدغشقر مرتبطين بإفريقيا المجاورة من الناحيتين الحيوية واللغوية بقدر ارتباطهم بجنوب شرق آسيا الأكثر بعدا. وقد أكدت دراسات جينية، وأثرية عدة هذا الازدواج الافريقي الآسيوي في قرابة الأسلاف، لكن تاريخ سكان مدغشقر الأوائل وظروف عيشهم تبقى مجهولة نسبيا بسبب عدم توفر المحفوظات ذات الصلة. وبغية توضيح الظروف التي أحاطت بنشوء الجماعات الأولى في الجزيرة، قام العالم موراي فوكس من معهد علم الأحياء الجزيئي في جامعة ماسي في "نيوزيلاند" وزملاؤه بمحاكاة نموذج جيني عن تلك الجماعات. وركزوا على السلالة الأمومية الوحيدة التي يسهل تتبعها من خلال فحوص الحمض النووي. وبالتالي، استندوا إلى عينات الحمض النووي المتوافرة لديهم والتابعة لـ2745 فردا يمثلون اثنتي عشرة مجموعة من الجرز التي تشكل الأرخبيل الاندونيسي. ثم قارنوا قاعدة البيانات الجينية تلك بالحمض النووي الخاص بـ266 شخصا متحدرين من ثلاثة مجموعات إثنية من مدغشقر، مرتكزين على "علامات" جينية تميز سكان مدغشقر الحاليين، ولا سيما "النمط البولينيزي" وخصوصا أحد أنواعه الذي اكتشف مؤخرا وسمي "نمط مدغشقر". ولاحظ الباحثون أن 2% فقط من الاندونيسيين الحديثين يحملون "النمط البولينيزي" وأن "نمط مدغشقر" غائب نسبياً لديهم فيما نجده لدى 22% من عينات مدغشقر وبنسبة 50% لدى إحدى الاثنيات التي أجري عليها الاختبار. وانطلاقا من هذه المعايير، تمكن الباحثون من وضع سيناريوهات مختلفة في ما يتعلق بنشوء الجماعات الأولى في مدغشقر. وتشير الفرضية "الأكثر رجحانا إلى أن مدغشقر أصبحت مأهولة للمرة الأولى قبل 1170 سنة". وبالتالي، فإن عددا محدودا من النساء، ثلاثين على الأرجح، كان وراء نشوء سكان مدغشقر"، بحسب ما جاء في الدراسة التي نشرت الأربعاء في المجلة البريطانية "بروسيدينغز أوف ذي رويال سوساييتي بي". وأضاف الباحثون أن 93% من النساء اللواتي رافقهن على الأرجح رجال، كان لديهن أسلاف اندونيسيين. وبالإضافة إلى الفرضيتين القائلتين بأن مدغشقر أصبحت مأهولة بفضل تجار عبروا البحار انطلاقا من إندونيسيا أو نتيجة سياسة استعمارية متعمدة شجعتها امبراطورية سريفيجايا في جنوب سومطرة، أشار الباحثون إلى فرضية ثالثة وهي غرق سفينة في المحيط الهندي قبالة شواطئ مدغشقر. وعلى الرغم من أن هذا السيناريو يبدو غير محتمل إلا أنه يتوافق في رأي الباحثين مع التيارات البحرية والرياح الموسمية في تلك المنطقة. وقال الباحثون في دراستهم "خلال الحرب العالمية الثانية، جنحت سفن محطمة باتجاه مدغشقر بعد أن تعرضت للقصف في محيط سومطرة وجاوا، وحصل الأمر نفسه مرة مع شخص في زورق نجاة".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©