الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أرت دبي».. بوصلة نحو الارتقاء الفني ولقاء الشرق بالغرب

«أرت دبي».. بوصلة نحو الارتقاء الفني ولقاء الشرق بالغرب
23 مارس 2013 13:30
يعيش زوار المعرض الفني الدولي، «أرت دبي» الذي انطلقت فعالياته في مدينة جميرا 20 مارس الجاري، وتستمر على مدى خمسة أيام، تجربة الدهشة مع أصالة الفن المعاصر، حيث تظهر عبر لوحات ومقتنيات وأعمال فنية تجسد بهيئاتها وطقوسها وعاداتها أفكاراً بين الشرق والغرب، تفرض وتعكس حماساً غير متوقع في ذهن الزائر، الذي يجد في المكان نسيجاً من الجمال، من خلال التجول بين 75 صالة فنية لأعمال من 29 دولة. دبي (الاتحاد) - أصبح «أرت دبي» في طليعة معارض العالم في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، ويمثل حجر الزاوية لمجتمع الفن المعاصر المتطور بصورة كبيرة في المنطقة، كما يمثل مواطناً لمجموعة منتقاة ومتنوعة من الأعمال الفنية ذات السمعة العالمية المرموقة، كما أنه يقوم بدوره الريادي كمحطة متميزة على خريطة الفن المعاصر العالمية وفي الوقت ذاته يبقى بوصلة ومحوراً أساسياً في عالم الفن، من خلال توفيره فرصة الالتقاء والتفاعل مع مجموعه شاملة ومتنوعة من الفنانين البارزين من خارج المشهد الفني الغربي. وتبدأ رحلة الزائر من «ماركر»، وهو من الأقسام المنسقة في المعرض، حيث يلعب دوراً كبيراً في اكتشاف المواهب والتبادل الثقافي، وتشرف على هذا القسم بيسي سيلفا المقيمة في لاجوس بنيجيريا، حيث يجسد طبيعة المدن المتغيرة عبر أعمال لفنانين ومنظمات فنية من غرب أفريقيا. متنزه المنحوتات ومن البرامج الجيدة التي أطلقها «أرت دبي» هذا العام على الشاطئ، متنزه المنحوتات وهو معرض على نطاق واسع من الأعمال الفنية على شاطئ ميناء السلام الذي يبعد خمس دقائق من صالات المعرض، وتم اختيار الأعمال الفنية من قبل المقيم شس مارتينيز رئيس متحف ديل باريو، رئيس قسم دوكيومنتا 13 سابقاً. ويحول برنامج «ذي هاتش» ضمن فعاليات المعرض الدرج العادي إلى فضاء حميم للأفلام وعروض الفيديو بإشراف مها مأمون، المؤسس المشارك لمركز الصورة المعاصرة في القاهرة، ويحتوي البرنامج على سلسلة لأربعة فنانين يمثل كل منهم برنامجاً عن آخر أعماله، ويتم عرض برامج الفيديو بالتعاون مع الجناح الوسط وسط مدينة دبي. عروض الفائزين وقدمت جائزة حمدان بن محمد الدولية للتصوير الضوئي أعمال الفائزين بدورتها الثانية، وشكلت تلك الأعمال عامل جذب للزوار الذين شعروا أن الجائزة، حملت على عاتقها تعزيز أهمية الصورة على مستوى العالم ورفع مستوى الاحترافية لدى المصورين، بهدف بناء أكبر قاعدة للمصورين في العالم، حيث أبرمت الجائزة شراكة مع ارت دبي بغرض الترويج للمشاركين في مسابقاتها، وتسليط الضوء على أعمالهم. ودشن برنامج الشيخة منال للرسامين الصغار، أولى فعالياته بهدف دعم ثقافة الطفل في الدولة عن طريق إظهار الميول الفنية المتميزة عنده وتعزيز موهبته وتطوير قدراته، ويضم البرنامج مجموعة من ورش العمل والجولات الاستكشافية الفنية المخصصة للصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و14 عاماً، ويندرج ضمن منصة الفن التثقيفي للأطفال، التي هي من المشاريع غير الربحية للمعرض، ويعزز تنمية القدرات الإبداعية لدى الأطفال والطلاب عن طريق البرامج التدريبية والفنية المختلفة، وتصقل من مواهب هذه الشريحة المهمة في المجتمع. منصة عالمية ويحمل منتدى الفن العالمي الذي تم إطلاقه عام 2007، اسم «أنه يعني هذا» ضمن فعاليات المعرض، والمنتدى هذا العام منصّة عالمية رائدة للنقاشات والحوارات الثقافية، وجمع تحت سقفه نخبة من الفنّانين والكتّاب والمفكّرين ومديري المتاحف والاستراتيجيين، وكانت انطلاقة المنتدى في المتحف العربي للفنّ الحديث بالدوحة خلال 17 و18 مارس الحالي، وتواصل مع آرت دبي بمدينة جميرا، ويُعقد بدعم من هيئة دبي للثقافة والفنون، وبالتعاون مع المتحف العربي للفنّ الحديث بهيئة متاحف قطر. وأقيم منتدى الفنّ العالمي هذا العام تحت إدارة الكاتب المحرّر اتش جي ماسترز المقيم في اسطنبول، وبتكليف من الكاتب والناقد والقيّم شمون باسار، واستكشف موضوع النظريات الفكرية للمفاهيم، حيث أخذ على عاتقه مسؤولية تفسير العبارات والكلمات والمصطلحات المتداولة في عالم الفنّ وما بعده، وبالتالي سعت حلقات النقاش والعروض والأعمال الأدائية فيه إلى إعادة تفسير تلك العبارات والكلمات والأفكار التي نشعر بأنّنا نعرفها. معرض «سكة» الفني وعلى هامش المعرض أقيم معرض «سكة الفني» في حي الفهيدي التاريخي، محور الحياة الثقافية والفنية في المدينة، ويقدم أعمالاً فنية لأكثر من 70 فناناً إماراتياً ومقيماً في الدولة، فضلاً عن 14 مبادرة ومجموعة فنية متعددة المجالات، وباقة متميزة من المشاريع الخاصة، وجلسات النقاش، والعروض الموسيقية والترفيهية الحية، وعروض الأفلام، والفنون الأدائية، والبرامج التعليمية الموجهة للأطفال، إلى جانب الجولات مع المرشدين أو الجولات الفردية. وأتيحت لزوار المعرض فرصة التعرف إلى أكثر من 45 عملاً فنياً جديداً، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من المشاريع التفاعلية وورش العمل التي سلطت الضوء على غنى وتنوع النسيج الثقافي والفني في مدينة دبي. ويحتل معرض سكة الفني مكانة استثنائية في القطاع الفني بدبي، من خلال تركيزه على دعم وتطوير المواهب الواعدة من الفنانين الإماراتيين والمقيمين على حد سواء، وعلى مر السنوات الثلاث الماضية. وشكل المعرض منطلقاً نموذجياً لتسليط الضوء على غنى المواهب الفنية التي تحتضنها الإمارات، وقدم هذه السنة مجموعة هي الأكبر في تاريخه من الإبداعات الفنية والعروض الأدائية والمبادرات الاجتماعية، التي تستند إلى الإرث الثقافي والتراثي العريق، وساهم بدور محوري في مد جسور الحوار الثقافي البنّاء بين الحضارات. كما يقدم المعرض يومياً عروضاً فنية لأحدث إبداعات الموسيقيين المكلفين من قبل «دبي للثقافة»، بالإضافة إلى عروض للأفلام التي قام بتنفيذها نخبة من ألمع المواهب الشابة، وتشمل: 90% نفسي لأمل العرقوب، وحيدةً في الليل لأنوشكا أناند، مقصورة تصوير سكة لكامل مالات، قلبي رفيقي في الأسفار لحانيا أنصاري، السفر عبر الزمن لمحمد المرزوقي، شدي حيلك لسلمى الشامي. وشارك في المعرض 45 من مبدعي الفنون المرئية الذين قدموا أعمالاً بأساليب تعبيرية متنوعة شملت التصوير الفوتوغرافي والتركيب والتصميم الجرافيكي والنحت والرسم والفيديو والوسائط المتعددة وغيرها. وتشتمل الفنون المرئية على العديد من الأعمال المميزة في مجالي التصوير الفوتوغرافي والفيديو والتركيبات الفنية، حيث يضم المعرض منزلاً خاصاً لفنون التصميم، يتواجد فيه نخبة من المصممين الشباب الذين يعتمدون مقاربات مبتكرة في إبداعاتهم بعيداً عن المنحى التجاري. نزهة مجانية في باريس يتيح «أرت دبي» للزائر فرصة التنزه مجاناً في «كارتييه» برؤية خيالية لباريس، حيث تتجسد فن صناعة المجوهرات، فتعرض دار كارتييه ومؤسسة كارتيية للفن المعاصر «لوفيزاج أركاييك»، وهو الصرح الفني في منتصف ساحة مركزية. ويشاهد الزائر للمكان عملاً أشبه بمزيج بين قطعة المجوهرات والأضحية المنذرة، مصنوع من الفسيفساء الذهبية مع لمسة من القاسة، وعلى عنق التمثال، يتألق عقد بثلاث قلادات نفيسة من الذهب تمت صناعتها في ورش عمل كارتييه بناء على طلب الفنان في عام 2002، ولا زال دور هذه القطع غامضا عن قصد، فهي قد تكون مجوهرات أوقرباناً مقدساً، فيما يبقى السؤال دون إجابة محددة، يحق للزائر أن يفكر ويخمن وهو يرى تلك الروائع. والتألق يبدو جلياً في شارع رو دو لابيه، أحد أرقى شوارع العاصمة الفرنسية باريس التي تتألق بإطلالتها الجيدة والمبتكرة من ترابط دار كارتييه ومؤسسة كارتييه للفنون في معرض ارت دبي، حيث ينتشي الزائر من رائعة منديني ذات الوجه القديم، التي تضيء بشكل خاص على الرقم 13 العنوان التاريخي لدار كارتييه، فالمتجول حقا لهذا الشارع المتميز بديكوره المتناسق ينبهر بالمجوهرات ونوافذ العرض تكشف سلسة من الصالونات الخاصة والتصاميم والأسرار التي تجعل من كارتييه اسماً متألقاً ومشهوراً. وأعرب المدير الإقليمي لكارتييه الشرق الأوسط والهند وأفريقيا، لويس فيرلا، عن سعادته المتناهية للمشاركة في ارت دبي، موضحاً أنها تأتي في إطار التزام مؤسسة كارتييه للفن المعاصر، التي أنشئت عام 1984 بهدف تشجيع الفنانين من مختلف أنحاء العالم وتوفير لهم منصة تتيح لهم ممارسة إبداعاتهم بكل حرية. ويتابع لويس أن كارتييه حريصة بالمشاركة في ارت دبي من منطلق رغبتها في تقديم مجوهرات تعكس ابتكارت كارتييه التي بدأت منذ عام 1847، حيت تجلى فيها الخيال الممتزج بالخبرة التي لا تضاهي، فكانت النتيجة ابتكارات دفعت بالملك إدوارد السابع على تسمية كارتييه صانع مجوهرات الملوك وملك صناع المجوهرات. ارتفاع حجم المبيعات شهد «ارت دبي» زيادة في حجم المبيعات هذا العام، وعبر الفنانون عن سعادتهم بهذه المبيعات التي تعبر عن المستوى الرفيع الذي وصل إليه فنهم والتذوق الراقي لزوار المعرض من مواطنين ومقيمين وزوّار عرب وأجانب، وقد لقيت روائع المشاركات الأولى لعدد من المشاركين مزاجاً ميالاً إلى الإقبال غير المتوقع والذي يؤكد المكانة والسمعة التي وصلت إليه المهرجان الذي يتسابق جميع الفنانين من دول العالم المختلفة للمشاركة به عبر استعدادات مبكرة أظهرت المعرض في أزهى صورة من حيث التنسيق والديكور والتنظيم الرائع. المعروضات تلفت انتباه الزوار وتبهرهم بكنوزها الفنية دبي (الاتحاد) - خلال جولة بين الزوار الذين اكتظت بهم الصالات التي تعرض ارت دبي، تقول سميرة إسماعيل، وهي سيدة أعمال وفنانة تشكيلية، أحرص دوماً على الحضور إلى دبي من السعودية لمتابعة معرض ارت دبي المبهر، حيث المعرض الكثير من المعروضات القيمة، التي تذهل الإنسان بجمالياتها وسحرها الأخاذ. وتضيف المعرض يقدم لنا كزوار ومقيمين فنون العالم جديد المبدعين العالميين، ويجعلنا نعيش جماليات الكون في ساعات معدودة في مشاهد قلما ما تتكرر، من خلالها نشعر أن للعالم وجود وجمال ينعش بذاكرتنا الراغبة بحب في الاطلاع والمعرفة على هذا المخزون العالمي. وترى أمينة نقي أن الأعمال الفنية الموجودة في المعرض تعد من روائع الفنون بمختلف قطاعاتها المتنوعة، حيث تجولت كثيرا في هذا المعرض وتعرفت على أعمال تصفها بأنها غاية في الروعة والجمال، وجعلتها تتردد على زيارة المعرض لأيام عدة كي تمتع ناظرها وتحس بالقيمة الحقيقة للجمال الطبيعي الذي يصنعه الإنسان المبدع. وثمن الزائر عبدالرحمن محمد سعيد الرواس الكنوز الفنية التي يضمها المعرض بقوله إن المعرض عرض طفرة من الإبداعات التي تبرز مجموعة من التجارب العالمية، حيث حافظت على حضورها وعلاقتها الأصيلة بالفن، كما يمكن للمشاهد أن ينهل من منابع فنية مختلفة جسدت مفاهيم إنسانية متنوعة تبين ازدواجية المكان والزمان وتبرزت هوية الإنسان الباحث عن حياة أكثر انفتاحاً، بعيدة عن جملة المتناقضات التي يعيشها. أما صفاء محمد ممدوح المقداد، فتشير إلى أن هذه هي زيارتها الأولى للمعرض، حيث استمتعت كثير واستفادت بشكل لم تكن تتصوره، فالمعرض فتح لها آفاقاً فنية وجمالية تشاهدها للمرة الأولى، فالفن المعروض اثبت حضوراً لافتاً في أسلوبه المتفرد ومقارباته الزخرفية المتنوعة. وتتابع: ما شدني كثيراً الأعمال العربية التي لا تقل عن الأعمال العالمية، بل تتفوق عليها في بعض الأحيان من حيث الرؤية الابداعية الدقيقة أو الحس البصري الذي يعكس مخزوناً فنياً عربياً كبيراً بحاجة ليرى النور وترجمة حتى يتعرف علية الجميع. وأوضحت رانيا صوايا أن ما شاهدته في هذا المكان يعتبر تحفة إبداعية متعددة الفنون، فالصالات مكتظة بالأعمال الرفيعة التي يتهافت لرؤيتها الزائرين الذين تختلف جنسياتهم وأشكالهم وربما أذواقهم. وتحرص سهاد إبراهيم منذ الطفولة على زيارة المعارض المختلفة، حيث ترى في هذا المعرض تنوعاً بين الصورة واللوحة والمقتنيات والمجوهرات المختلفة، وأحست أنها في عالم جميل صنعه الإنسان ليؤكد أن الجمال ينسينا همومنا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©