الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خيم الإفطار.. «اهتمام 5 نجوم» بالصائمين

خيم الإفطار.. «اهتمام 5 نجوم» بالصائمين
27 يونيو 2016 18:54
أحمد السعداوي (أبوظبي) قبل نحو نصف ساعة قبل موعد أذان المغرب، انتظم ضيوف الرحمن من الصائمين جلوساً في صفوف متقابلة في انتظار موعد الإفطار، أخذ بعضهم في ترديد أذكار المساء، والبعض الآخر يتلو بعض سور وآيات القرآن الكريم بصوت منخفض، وفريق ثالث أخذ يدعو الله في تبتل وخشوع في هذا الوقت المستحب فيه الدعاء، كان هذا الحال في إحدى خيم الإفطار المنتشرة في أبوظبي، والتي تعكس مدى الحفاوة التي يتسم بها شعب الإمارات عبر عدد هائل من الخيم خاصة في جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، مقدمة أرقى أنواع الخدمات وأصول الضيافة للصائمين من طعام لذيذ وحلوى وعصائر، تلبي ذائقة الجميع على اختلاف جنسياتهم. وزاد من جمال الضيافة أن من يشرفون على تقديم وخدمة ضيوف الرحمن بوجوه مبتسمة وإخلاص وتفان ليس بغريب على أهل الإمارات الذين يعرفون بحق قيمة وأصول «السنع والمواجيب» (أي أصول الكرم والضيافة)، وهو ما أشاد به كل من عاش تجربة الإفطار داخل إحدى الخيام المنتشرة في طول الإمارات وعرضها. خدمة مميزة ويقول أسامة عبد الرحيم، مسؤول مبيعات بإحدى شركات بيع الأثاث، إنه نظراً لجودة الأطعمة والخدمة المميزة التي يلقاها الصائمون داخل هذه الخيم، فإن ضيوفها من جميع الجنسيات والفئات المجتمعية بغض النظر عن مستواهم الاجتماعي والمادي، ما يعكس صورة رائعة من صور التلاحم والتآخي بين أفراد المجتمع المسلم يزين كل ركن وزاوية في هذه الخيم التي صارت تقليداً راسخاً في الإمارات ينتظره الجميع العام تلو العام مع حلول شهر رمضان الكريم. ويذكر أنه جاء إلى الإمارات في عام 2008، وعمل بعض الوقت إلى أن تزوج وبقيت زوجته معه عدة سنوات قبل الرجوع مرة أخرى إلى مصر، ولذلك فإنه قضى سنوات طويلة هنا في الإمارات بمفرده، وكان يفطر في معظم تلك الأوقات في الخيم الرمضانية بأبوظبي، مشيراً إلى أن أجمل ما في هذه الخيم هو النظام المتناهي في عملية الدخول والخروج وتوزيع الطعام ما يسهم في راحة الجميع، فضلاً عن أن الخدمة التي تقدم داخل الخيم ممتازة لأن معظم هذه الوجبات إن لم تكن كلها جاءت من أرقى الفنادق والمطاعم في أبوظبي، وهو ما يلمسه أي شخص عبر تذوق أطعمتها الشهية، وطريقة التغليف الفخمة التي تعكس مدى الاهتمام المتناهي بالصائمين، فضلاً عن المعاملة الكريمة من قبل المشرفين على الخيام. ويروي صلاح مخاليف، ويعمل مشرفاً معمارياً بإحدى شركات المقاولات، إنه وبصحبة خمسة من أصدقائه من مهن مختلفة، كان كل منهم يفطر بمفرده في شهر رمضان، ولكن ذلك لم يكن يشعرهم بجو وروح رمضان في الغربة، فاتفقوا على الذهاب إلى إحدى خيمة إفطار ملحقة بأحد المساجد الموجودة في منطقة كورنيش أبوظبي، وحين ذهبوا للمرة الأولى تفاجئوا بأعداد كبيرة وخافوا ألا يكفي الطعام هذا العدد الهائل، ولكنهم فوجئوا بأن الأكل كان كثيراً إلى درجة توزيع وجبات كاملة ومغلفة بشكل جميل على من لم يجد مكاناً للجلوس في داخل الخيمة أو أراد أن يفطر في مكان آخر. تنظيم رائع ويتابع مخاليف، كان التنظيم أكثر من رائع بفضل جهود مشرفي الخيم، رغم الجموع الكبيرة وكان كل أربعة يشتركون في صينية بها طعام على مستوى عال وتضم مقبلات وعصائر ولبناً وتمراً إلى جانب الطعام الرئيسي، وكأنك في فندق تماماً، وبعد أن أكلنا أنا وأصدقائي قررنا أن نكرر التجربة لاحقاً، سواء بالجلوس في الخيمة، أو تلقي الوجبة الموجودة في الكرتونة المغلفة بشكل راق، فكان هذا تقليداً يومياً في شهر رمضان على مدار ثلاث سنوات كاملة من رمضان عام 2009 إلى رمضان عام 2012، ولكن كانت العقبة الوحيدة في هذه الخيمة الموجودة بهذا المسجد هو الازدحام الكبير للسيارات ما يتوجب الذهاب إلى هناك قبل الإفطار بفترة كافية. وبذكر مواقف السيارات، يورد أيمن دمشقية، ويعمل موظف بإحدى الجهات الحكومية، أن خيمات الإفطار الملحقة بجامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي تعتبر من أفضل الأماكن التي توفر ساحات انتظار كبيرة جداً تكفي أعداد هائلة من السيارات ما يشجعه هو وأصدقاءه إلى الذهاب وتناول إفطاره هناك بشكل يومي دون القلق من التأخر في الوصول أو إضاعة وقت كبير للبحث عن موقف للسيارات. كما أن الوجبات المقدمة هناك بالغة الفخامة ومعاملة المشرفين بمنتهى الود والاحترام، ما يجعله يشعر، وكأنه في وسط أهله، مشيراً إلى أن هذه الأجواء الترحيبية داخل خيمة الإفطار تشجعه على البقاء داخل الجامع فترات طويلة سواء في انتظار موعد صلاة العشاء وتأديتها مع صلاة التراويح ثم يعود مع أصدقائه إلى البيت بعد رحلة إيمانية جميلة بدأت بتناول إفطار على أفضل وأشهى ما يكون، وانتهت بتأدية صلاة التراويح في مسجد يحمل اسم الوالد زايد رحمه الله، الذي أعطى المثل للعالم كله في الكرم وحسن معاملة الضيوف، وهو ما يقوم به أبناء الإمارات المنتشرين في خيمات الإفطار لتقديم أرقى الخدمات لجموع الصائمين. إكرام الضيف أما محمد شاهد، ويعمل في مجال صيانة السيارات، فيوضح أن منطقة المصفح الصناعية التي يعمل بها تمتلئ بخيم الإفطار، وتقدم جميعاً أصناف شهية ومتنوعة من الغذاء ولا تقتصر على ما تفضله جنسية بعينها، حيث يمكن للصائمين تناول مأكولات وحلوى عربية وهندية وباكستانية إلى جانب المأكولات الإماراتية، وتجرى عملية دخول الخيام في تنظيم مريح للصائمين، كما أن بعض الخيم يقف القائمين عليها لمناداة المشاة والمارة وقت الإفطار لدعوتهم إلى تناول الإفطار في هذه الأجواء الجميلة التي تجعل المترددين على الخيم يشعرون بالأجواء والنفحات التي تميز شهر رمضان عن باقي شهور العام، كما تساعد كثير من المغتربين على التغلب على شعور البعد عن الأهل والاجتماع معهم على مائدة الإفطار في مثل هذا الوقت من كل عام، وهو جهد كبير يستحق الشكر لمن قام به من منظمي هذه الخيم من مؤسسات وأفراد. من ناحيته يقول الدكتور حسن المرزوقي، رئيس قسم الشريعة والدراسات الإسلامية في كلية القانون بجامعة الإمارات، إن المجتمع الإماراتي يلعب دوراً كبيراً في إحياء ثقافة إطعام الطعام عبر الاهتمام الكبير بالخيم الرمضانية، مؤكداً أن مما عرف به العرب قبل الإسلام حرصهم على إكرام الضيف وإطعام الطعام، ولهذا كان يُضرب المثل بمن اشتهر منهم بذلك بين الناس، ولذا نجد في كتب الأوليين أخبارهم أو سيرهم ونقلوا عنهم هذه الخصلة الحميدة، والتي أقرها الإسلام وأكدها، يقول الإمام ابن حبان رحمه الله: «كل من ساد في الجاهلية والإسلام عُرف بالسؤدد ولم يكن كمال السؤدد إلا بإطعام الطعام وإكرام الضيف». إكرام الضيف أوضح محمد شاهد، الذي يعمل في مجال صيانة السيارات، أن منطقة المصفح الصناعية التي يعمل بها تمتلئ بخيم الإفطار، وتقدم جميعاً أصناف شهية ومتنوعة من الغذاء ولا تقتصر على ما تفضله جنسية بعينها، حيث يمكن للصائمين تناول مأكولات وحلوى عربية وهندية وباكستانية إلى جانب المأكولات الإماراتية، وتجرى عملية دخول الخيام في تنظيم مريح للصائمين. كما أن بعض الخيمات يقف القائمين عليها لمناداة المشاة والمارة وقت الإفطار لدعوتهم إلى تناول الإفطار في هذه الأجواء الجميلة التي تجعل المترددين على الخيمات يشعرون بالأجواء والنفحات التي تميز شهر رمضان عن باقي شهور العام، كما تساعد كثير من المغتربين على التغلب على شعور البعد عن الأهل والاجتماع معهم على مائدة الإفطار في مثل هذا الوقت من كل عام، وهو جهد كبير يستحق الشكر لمن قام به من منظمي هذه الخيمات من مؤسسات وأفراد. إطعام الطعام قال الدكتور حسن المرزوقي إن موقف دولة الإمارات وأبنائها في إحياء ثقافة إطعام الطعام تتجلى في مواضع كثيرة جداً وبصورة واضحة ولكل فرد يعيش على هذه الأرض الطيبة، بل لكل من يقرأ عبر الوسائل المعلوماتية أو يسمع من خلال الإذاعات والمشاهدات التلفازية، فهذه عادة قديمة متأصلة وطورت بحيث امتدت إلى المجتمع سواء من خلال البيوت أو من خلال الجهات الرسمية وشبه الرسمية وسواء داخل الدولة أو خارجها، فكم من خيم منصوبة على مستوى الدولة وفي حي بجانب كل مسجد لإفطار الصائمين وكم من بيوت تشترك وتخرج وتطعم من حواليها من العمال وغيرهم، وكذلك من إطعام الطعام وتوزيعها قبيل الغروب أو عند الغروب عند الإشارات والدوارات حيث تجد شباباً يقومون بتوزيع وجبة الإفطار ويعملون كخلية النحل بكل جد ونشاط وهمة دون كسل أو تردد وكم وضعت برادات المياه أمام البيوت سبيلاً للمارة ولمن شاء أن يستسقي، بل في المساجد هناك برادات الماء فضلاً أن باب المشاركة مفتوح لمن أراد أن يسهم في مشروع السقيا وبكل سهولة وهو إرسال رسالة نصية، وبذلك يعتبر متبرعاً ومشاركاً في هذا العمل الخيري. ويتابع: «إذا نظرنا إلى جهود الدولة عن طريق الهلال الأحمر أو غيره من الجمعيات الرسمية المعترف بها خارج الدولة سواء كان في فلسطين أو باكستان والهند وغيرها، بل نجد في كل بقعة وفي كل زاوية للدولة غنوة وجهوداً وعطاء مستمراً. وذلك أن من ثمرات إطعام الطعام وبذل الماء والعطاء: التودد والتحبب والاجتماع إلى الخير وسد خلة المحتاج، بل إن الناس يقبلون على هذه الخيم والضيافات أو المطابخ، وتوزيع الطعام من الأطعمة المطبوخة أو التمر أو العصير أو غير ذلك بكل فرح ونفس طيبة، أضف إلى ذلك أن هناك جهات تسمى بحفظ النعمة حيث تقوم بجمع الأطعمة من الولائم والمناسبات وإيصالها للمستحقين والمعوزين بمعنى الحفاظ على النعمة ومنحها من التلف».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©