الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

من أين تبدأ الخصخصة؟!

من أين تبدأ الخصخصة؟!
5 يوليو 2008 02:50
من أين تبدأ الخصخصة؟·· القضية لا تتعلق بقوانين تطلق سراح الأندية نحو عالم الاحتراف والتحول إلى شركات وكيانات تجارية تطبيقاً لشروط الاتحاد الآسيوي، ولكنها في الأساس تتعلق بخطة عامة تصرح للأندية وترسم لها في نفس الوقت خطوات محددة يمكن أن تتبعها وصولاً إلى الهدف المأمول· وكانت كل الأطراف قد نفضت يديها من القضية تاركة الأندية في متاهة لا تجد فيها بؤرة ضوء ولا تعرف أين تضع قدميها ومن أين تبدأ الطريق·· المجالس الرياضية لم تبذل خطوة عملية واضحة للمساعدة وألقت بالعبء على الهيئة العامة للشباب والرياضة التي استغرقت أكثر من ستة أشهر حتى الآن لاستصدار التعديلات المنتظرة على القانون 12 الذي يضيف نصوصاً تسمح بالاحتراف في العمل الرياضي بعد أن قصره القانون في نسخته الأصلية على الهواية وحظر الاحتراف، ولضيق الوقت أصدرت الهيئة قراراً مؤقتاً يسمح للأندية بالتحول إلى كيانات تجارية دون انتظار· أما رابطة المحترفين، فقد اكتفت بنقل تعليمات الاتحاد الآسيوي إلى الأندية ودعت الهيئة والمجالس الرياضية إلى معاونة الأندية في الإسراع ببدء التحول المطلوب قبل 15 نوفمبر القادم موعد الزيارة الأخيرة للجنة التفتيش الآسيوية، وحذرت الرابطة من عقوبات تصل إلى حد تخفيض المقاعد الأربعة المخصصة لأندية الإمارات في دوري الأبطال الآسيوي إلى مقعد واحد ما لم يكن تقرير لجنة التفتيش الذي يصدر في ديسمبر القادم في صالح أندية الدولة· وهكذا ألقى الجميع بالكرة في ملعب الأندية لتتصرف كل طبقاً لاجتهاداته الخاصة دون خطة عامة واستراتيجية شاملة متكاملة واضحة المعالم تحدد البداية والنهاية والإجراءات القانونية والإدارية والتمويل وتوزيع الحقوق والأهداف وفرص الاستثمار وغبرها من خطوات المنظومة الطويلة التي يستلزمها مثل هذا التحول كي لا يكون شكلاً متعثراً متخبطاً يخلو من أي مضمون· يقول يوسف بن غليطة أمين السر العام بنادي الشباب والذي أعد دراسة حول القضية إن الحل السريع يبدأ من المجالس الرياضية التي تطلق شرارة البدء باستصدار رخص تجارية للأندية أو تتحرك لدى كافة الأطراف المعنية والشريكة للاتفاق على تفاصيل الشراكة والحصص وخلافه، كما تتحرك في نفس الوقت لدى الحكومات المحلية لاستصدار الأوامر اللازمة بالتحول إلى كيانات تجارية بما يستتبعه مثل هذا القرار من تسهيل الإجراءات القانونية والإدارية ومن ثم توضع القاعدة الأولى التي تليها خطوات تنفيذية يتم خلالها الاتفاق على هوية وحصص الشركاء في الشركات المساهمة التي سوف تنشأ عن هذه التحولات وأولهم الجهة الحكومية صاحبة الأرض والمنشآت وكافة الأصول الرأسمالية المتراكمة بالأندية، أما الشريك الثاني فهو رئيس النادي الذي يقدم الدعم المالي، والشريك الثالث مجموعة المساهمين الذين يتقدمون لامتلاك حصص من أسهم الشركة الجديدة ويمكن للمجالس الرياضية أيضاً أن يكون لها نصيب في الملكية تقدم في مقابله حصة معلومة من الدعم السنوي وبعد الاتفاق وتحديد الشركاء ونسب المساهمة والحصص الخاصة بكل شريك يتم توقيع عقد الشراكة واتخاذ الخطوات التأسيسية عن طريق الحكومات المحلية وهو الطريق الأسرع والأسهل واستصدار التراخيص اللازمة وتشكيل مجالس الإدارات وتحديد الاختصاصات وأوجه الاستثمار الممكنة وهي كثيرة ومتنوعة منها المتعلق بالنشاط الرياضي ومنها ما يتخطى هذا الإطار، كما هو الحال في الكثير من الأندية الأوربية الشهيرة والتي يمكن لأندية الدولة أن تسير على نهجها وأن تحقق مكاسب استثمارية كبيرة وأن تناطحها ذات يوم من حيث القدرة الاستثمارية وتحقيق الربح·· وعلى سبيل المثال نجد نادي أرسنال الإنجليزي يستثمر في العقارات والعديد من الأنشطة التجارية التي بوسعنا أن نحقق من خلالها مكاسب كبيرة وأن نعمل على تنميتها بمرور الوقت ونضوج التجربة· يضيف بن غليطة إن الأمر أسهل من كل التعقيدات الحالية ولا يحتاج إلى قوانين اتحادية، حيث إن الطريق سوف يطول في هذه الحالة بين القوانين الاتحادية ومجلس الوزراء واللجنة التشريعية وغيرها من الدائرة الطويلة التي يمر من خلالها القرار، ثم إنني أسأل هل الرخصة التي تأتي عن طريق الحكومة المحلية رخصة منقوصة أو غير معترف بها؟ ولماذا الإصرار على إجراءات مطولة لم تصل إلى النهاية حتى الآن· النقل التليفزيوني وعلى صلة بنفس القضية، قال يوسف بن غليطة إن التسويق جانب مهم تماماً وركيزة أساسية من ركائز التحولات الجديدة المستهدفة وأنه مع التوجهات التي تنادي بالحصول على أكبر عائد ممكن حصيلة التسويق باحتراف لاسيما على جانب استغلال حقوق النقل التليفزيوني، ولو أدى الأمر إلى إرساء المزايدة على قناة تليفزيونية مشفرة طالما كانت تفي بالتطلعات التمويلية لرابطة المحترفين وأعضائها، الأمر الذي لابد أن ينعكس إيجاباً على الجهود الرامية للتطوير ويواكب نظم ومقومات الاحتراف، وأضاف أنه يتعين علينا أن نسعى إلى تغيير الواقع الراهن الذي يقل فيه الإقبال الجماهيري ولا توجد نظم احترافية في تسويق المباريات ونرى أن تكون البداية بتوقيع عقود مع الأندية الأعضاء تنص على الحقوق المتبادلة لكل من رابطة المحترفين والأندية حصيلة الجهود التسويقية ليأخذ كل ناد حصته طبقاً لبنود العقد·· ومع احترامي للقنوات التليفزيونية المحلية أرى أن الرابطة من حقها البحث عن العائد الأكبر وفتح المجال للمنافسة بين جميع القنوات ومنها القنوات المشفرة للمنافسة على حقوق النقل الحصرية لأن العائد الذي عرفناه من القنوات المحلية هزيل جداً ولا يتناسب مع المسابقة التي يمكن أن تكون في طبعتها الجديدة من أهم وأكثر الدوريات العربية إثارة وقوة وندية· وأضاف بن غليطة إننا يجب أن نعي أن الاحتراف عالم آخر له قوانينه المختلفة وألا نحارب زيادة استثمارات الأندية، وهذا المشروع الجديد يمكن أن يدر دخلاً كبيراً سوف تكون الأندية خلال المراحل القادمة في أمس الحاجة إليه، ونحن في بلد خير ولم ينطلق مشروع من الإمارات وفشل، ولذلك فإن هذا المشروع الذي نبدأه لا يجب أن يفشل، بل إن لديه كل مقومات النجاح إذا سوقنا له بالصورة الصحيحة، وسوف يزيد الحضور الجماهيري فترتفع سخونة المسابقة وتتضاعف العوائد المالية ومن يرغب في المشاهدة من المنزل ولا يدفع ثمن التذكرة أو يتحمل مشقة الذهاب إلى المدرجات، فعليه أن يتحمل في المقابل تكلفة التشفير· الجوانب الفنية وتطرق بن غليطة إلى الجوانب الفنية، فأشار إلى أن نادي الشباب يؤيد كافة الإجراءات التي تحقق المزيد من الانضباط للمسابقة وتجنب التوقفات الطويلة التي عرفتها سابقاً، ولو أدى الأمر إلى اللعب أحياناً بدون اللاعبين الدوليين طالما زاد ارتباط اللاعب بالمنتخب عن أسبوع أو أسبوعين على أقصى تقدير وهو الحد الذي يجب ألا نتجاوزه في توقفات المسابقة طالما ارتضينا أن نكون من المحترفين·· وأضاف أن حظر التعاقد مع حراس المرمى لا معنى له الآن وأغلب الدوريات المعروفة فيها حراس أجانب مثل الدوري الإنجليزي بقطبيه أرسنال وليفربول وكذلك الدوري الإسباني والإيطالي وغيرها ولا حرج في ذلك· وقال يوسف بن غليطة إن على الرابطة أن تسارع في اتخاذ القرارات الضرورية فيما يخص الخطط التسويقية والمعايير الفنية وجدولة المسابقات دون إبطاء ولو بدون استطلاع آراء الأندية الأعضاء لأن الوقت يسرقنا ولم يعد هناك غير فترة حرجة تزيد قليلاً عن شهر واحد قبل انطلاق الموسم الجديد وطالما وضعنا ثقتنا في الرابطة فعليها اتخاذ القرار بحرية ولو تعارض مع رأي البعض كي لا تتعطل المسيرة ويمكن بحث الاعتراضات فيما بعد·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©