السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تمسك اليمنيين بالعادات الرمضانية يعكس أصالتهم

تمسك اليمنيين بالعادات الرمضانية يعكس أصالتهم
27 يونيو 2016 20:15
مهجة أحمد (عدن) لا تزال طقوس من الموروث الأصيل حاضرة في اليمن، إذ يحرص اليمنيون على صور الابتهاج بشهر رمضان الفضيل، وتزخر المدن اليمنية من أقصاها إلى أدناها بالكثير من العادات والتقاليد الرمضانية التي لا يزال الجزء الأعظم منها يُعمل به حتى اليوم وإن كان بعضها تأثر بعض الشيء بمظاهر الحداثة، فيما اندثر بعضها الآخر بسبب الأوضاع. ويبدو المهندس، علي الحارثي، موظف بمؤسسة الكهرباء بحضرموت، راضياً عن ثوابت العادات الحضرمية التي تعيش أجواءها مدن وعوائل حضرموت المتمسكة بالعادات الرمضانية. ويقول «يبدأ استقبال شهر رمضان بترحيب بالمساجد حيث ينشدون «مرحب مرحب يا رمضان.. شهر الفضيلة وشهر الصيام»، بعد أذان صلاة عشاء اليوم الذي يسبق إعلان رؤية هلال رمضان، فيما يستقبل الأهالي شهر رمضان برش الماء في الشوارع، وتزيين بيوتهم بالأنوار، وطلاء أبواب ونوافد المنازل بطلاء جديد، وكأنه ضيف عزيز قادم لزيارتهم»، مضيفا «يقوم الأطفال بتنظيف شوارع أحيائهم وبعد الانتهاء، يتسلوا بالألعاب النارية التي إعلانا بقدوم الشهر الفضيل، وهناك البنات الصغيرات يلعبن في براءة ويرددن بعض الأهازيج الرمضانية الأثيرة التي لا تسمعها على الإطلاق إلا في رمضان». ويؤكد أن عادات استقبال رمضان لاتزال موجودة في مدينة سيئون الحضرمية، والوادي، وواصل حديثة. ويقول «في المساجد تكون الاستعدادات مضاعفة لاستقبال ضيوف الرحمن، والتأكد من أن كل المتطلبات متوافرة»، مشيرا إلى أنه في اليوم السابع من رمضان تختم المساجد المصحف بصلاة التراويح. وأمام المساجد يفرش الباعة المتجولون بضائعهم التي تجذب الأطفال، وترى المكان كله منتعشا بالحركة والفرحة تطغى على المكان. وتقف عجلة التاريخ أمام هذه المدينة القديمة، الذي اكتست ثوب الحاضر وحافظت على مكنونه الأصيل والعريق، وعن العادات الرمضانية التي اختفت في صنعاء حاضرة اليمن وبوابته للعالم الخارجي تقول، الناشطة في المجال الشعبي والاجتماعي أفراح الخلقي إن مدينة صنعاء القديمة كانت تملك الكثير من العادات الرمضانية الجميلة، مثلا يجتمع الرجال أمام المسجد الكبير، في المدينة القديمة بالعاصمة صنعاء، ليقوموا بوضع الكُحل في أعينهم، ضمن واحدة من أقدم عادات اليمن في رمضان، ولكن معظم الشعائر الرمضانية القديمة التي كانت تشاهد في القدم، انقرضت منها عادات خاصة بالأطفال، فقد كان الأطفال بصنعاء القديمة وبمساعدة من الكبار يعملون على بناء «ديم» أي بيوت من الطين في نهاية شهر شعبان وهذه البيوت تستخدم في رمضان للأطفال يفطروا فيها بدلا من المساجد. وتضيف «من ضمن العادات تبادل الأطعمة والمشروبات بين الجيران وهذه لا تزال موجودة ولكن على نطاق ضيق». وتوضح أن النساء كن يتعاون فيما بينهن في إعداد اللحوم، وهي من الأشياء المهمة نظرا لما تتطلبه عملية الإعداد من وقت وجهد كبيرين فقد كانت نساء صنعاء في الحارات ينظمن أنفسهن على شكل مجموعات كل يوم تكلف واحدة بإعداد اللحوم وتوزيعها على النساء الأخريات وهكذا حتى نهاية الشهر»، معللة أسباب اختفاء بعض العادات الجميلة عن المجتمع اليمني بمشاغل الحياة والظروف الاستثنائية التي مرت بها البلد التي باعدت بين الناس. غير أنها تؤكد في الوقت نفسه حرص بعض الأسر في الريف اليمني على التمسك بالعادات والتقاليد القديمة مثل الاجتماع على مائدة واحدة، وتجمع الأهل والجيران بعد صلاة التراويح، واجتماع النساء كل يوم في منزل إحداهن للسمر وتناول الحلوى. وتعود التقاليد الرمضانية بجذورها في المدن الجنوبية اليمنية، كعدن ولحج وابين إلى بداية العهود القديمة، وقد تطورت تلك التقاليد لتتكيف مع الحاجات الاجتماعية والظروف الاقتصادية لكنها استمرت لتتكيف مع تلبية النداء الروحي للشهر الفضيل. إلى ذلك، يقول محمد توفيق، رب بيت وموظف حكومي «كانت العادات والتقاليد في مدينة عدن تحول البيوت العدنية في الأسبوعين الأخيرين من شهر شعبان إلى ورش عمل حقيقية لكل الأعمال والمهارات اليدوية بدءاً بغسل الفرش والستائر وطلاء الجدران وشراء الحصير المصنوع من عزف أشجار دوش «الطاري»، الذي يزرع بكثرة في فرية الحسوة أطرف مدينة عدن، كما تنشط الصناعة الحرفية في قرى بئر أحمد والحسوة والمهرام ولرباك مثل صناعة «الزنابيل والجعاب» الحافظة للخبز وكلها تصنع من شجر الدوش بأيدي نساء ماهرات يقمن بصناعتها في ليالي السمر مع أواخر شعبان وحتى منتصف شهر رمضان». جلسات سمر من العادات الرمضانية التي حافظت عليها كثير من المناطق اليمنية، اجتماع العائلات كل ليلة من ليالي الشهر الكريم، بعد الإفطار في جلسة حميمة يتسامر فيها أفرادها، ويتناولون الشاي في جو بديع تغمره الضحكات والابتسامات، لينسى الجميع كل الخلافات والمشاحنات، ويفتح الكل صفحة جديدة، مستبشرا بحلول شهر رمضان، وتستمر الجلسة حتى يحين موعد صلاة العشاء، فتفترق الأبدان وتبقى القلوب مجتمعة على الخير والمحبة والصفاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©