عراقيون مفعمون بالأمل يحتفلون بالعام الجديد

احتفل الآلاف من سكان بغداد، عائلات وشباناً فرادى، بليلة رأس السنة وهم مفعمون بالأمل للمرة الأولى منذ سنوات مع تراجع العنف في عموم العراق، حيث تم تسجيل أدنى حصيلة شهرية لضحايا الهجمات والتفجيرات والاعدمات الطائفية عبر أنحاء البلاد منذ شهر فبراير عام ·2006 وقضى العراقيون طيلة نهار أمس في الأسواق لشراء الكعك والبالونات والزينات والملابس الجديدة للاحتفال على أمل أن يكون عام 2008 أكثر سلاماً بعد نحو 5 سنوات من الصراع الطائفي· وزينت متاجر واجهاتها الزجاجية بكتابات بالقطن منها ''مرحبا ''2008 و''عام جديد سعيد'' وعلقت متاجر أخرى زينات وأشجار عيد الميلاد· وفي متجر للزهور كان إياد عيسى يشتري باقة ليقدمها لزوجته وقال ''نرى الأمور تتحسن''· وفي الشارع كان أبو وسام يشتري قبعات خاصة بالاحتفالات من بائع متجول وقال ''أتمنى الأفضل لكل العراقيين·'' وفي متجر قريب كانت براء مع نساء يشترين ملابس وقالت ''قررنا أنا وصديقاتي وابنة عمي التجمع في منزلي للاحتفال· حاولنا العام الماضي التجمع أيضا لكن ابن عمي قتل عشية رأس السنة''· وأضافت أنها، مثل كثير من العراقيين، افتقدت أفرادا من عائلتها غائبين نزحوا إلى خارج البلاد· وخلصت إلى القول ''إن شاء الله سيعم السلام هذا العام وسيعود المهاجرون''· وقال الكاهن الكاثوليكي قيس منصور ''سنتلو الصلوات شكراً لله على أننا لا نزال على قيد الحياة ونسأله أن يتحسن الوضع ويكون العام القادم أفضل· نأمل أن تتفق الأحزاب السياسية على أننا كلنا بشر وأن نحترم بعضنا وأن نعيش في سلام''· وأطلق الأهالي عند منتصف الليل ألعاباً نارية في جميع انحاء بغداد احتفالا ببداية السنة الميلادية الجديدة وأقيمت احتفالات صاخبة في الكرادة وسط بغداد حيث تم تعزيز الاجراءات الامنية واغلقت الشوارع بشكل كامل تقريبا بينما انتشر رجال الشرطة بأعداد كبيرة· وطغت مظاهر الفرح وامتلأت سماء بغداد بألعاب نارية اطلق معظمها شبان وشابات من الجنسين من شرفات وحدائق المنازل· وقال عدد من رجال الشرطة والمحتفلين إن شوارع العاصمة لم تشهد حشدا من هذا النوع في ليلة رأس السنة منذ الغزو الأميركي للعراق في شهر مارس عام ·2003 وقال أحد ضباط شرطة المرور، الرائد زهير ''هناك تعزيزات للشرطة في كل أنحاء المدينة تقريبا ولم يقع أي حادث''· وقال حسن علي وهو يحتفل مع زوجته وأولاده الثلاثة ''نشعر بالأمان حاليا في شوارع بغداد، لذلك خرجنا وأطفالنا نحتفل بالعام الجديد''· وقال سائق سيارة الأجرة صفر محسن ''انها المرة الاولى التي نحتفل بهذه الطريقة منذ سقوط النظام السابق· كانت الاحتفالات الأخيرة عندما امتلأت شوارع بغداد بالناس في يوليو الماضي، لدى فوز الفريق العراقي لكرة القدم بكأس آسيا''· وازدحمت صالات مطاعم الوجبات السريعة ومحال بيع الحلويات بزبائن، فضل معظمهم اقامة الولائم وسط اجواء عائلة· وقالت أم سري ''رغم توفر كل وسائل الراحة في البيت لكن الفرحة اجمل وسط الشوارع وبين الناس''· اما عامل الكهرباء محمد عوض، فلم يخف فرحته برؤية شبان يرقصون في شوارع بغداد· وقال ''لدي احساس بعودة الحياة الى طبيعتها تقريبا في بغداد الحبيبة''· وانهمك مئات الشبان في الرقص والغناء بصوت مرتفع بالتزامن مع انطلاق أصوات الاغاني من اجهزة الكاسيت في سياراتهم· وحضر طالب كلية الاقتصاد أثير علي إلى قاعة الرقص في فندق فلسطين وقال ''الحمد لله·· هذا شعور جميل· نتمنى أن نفعل هذا كل يوم ونريد أن نستمتع بحياتنا· كفانا عنفا''· في غضون ذلك، ذكرت إحصائية أصدرتها وزارات الدفاع والداخلية والصحة العراقية أن نحو 568 مدنياً عراقيا قتلوا و730 اصيبوا بجروح خلال ديسمبر الماضي في عموم العراق· كما شهد الشهر نفسه مقتل 24 عسكرياً و64 شرطيا وإصابة 277 عسكرياً وشرطياً بجروح ومقتل 251 ''ارهابيا'' واعتقال 1146 آخرين·