الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صناعة ألواح الطاقة الشمسية بالصين تواجه تراجع الطلب في الأسواق

صناعة ألواح الطاقة الشمسية بالصين تواجه تراجع الطلب في الأسواق
22 مارس 2013 22:35
أطاحت شركة سنتك مصنعة ألواح الطاقة الشمسية الصينية مؤسسها تشاي زنرونج في قضية تبرز الانكماش الحاد الذي يشهده قطاع ألواح الطاقة الشمسية الصيني. يأتي استبدال تشاي رئيس الشركة الذي وصفه هو بأنه إجراء غير مبرر وغير قانوني، في وقت تعاني فيه سنتك المدرجة في سوق نيويورك للأوراق المالية، وأكبر منتج ألواح شمسية في العالم من حيث حجم المبيعات، من اضطرارها إلى جمع التمويل اللازم لتسديد سندات قابلة للتحويل مستحقة عليها خلال شهر مارس الجاري، تبلغ قيمتها 541 مليون دولار. يذكر أن الصين هي أكبر مصدر ألواح طاقة شمسية في العالم، غير أن إفراط ما يعرضه المنتجون في السوق دفع إلى هبوط الأسعار العالمية، وجعل العديد من شركات الطاقة الشمسية سواء في الصين عرضة لخطر الإفلاس. وقال أحد المسؤولين بقطاع الطاقة الصيني العام الماضي إن مصنعي الألواح الشمسية بالصين أشبه ما يكونون بمريض بغرفة الإنعاش، وإنه يلزم خفض سعة إنتاج الألواح إلى النصف لإعادة القطاع إلى توازنه السابق. عقب تعاظم خسائر سنتك، استقال تشاي الذي أسس الشركة عام 2001، والذي يملك 29% من أسهمها، كرئيس تنفيذي في شهر أغسطس من العام الماضي، وفي 4 مارس الجاري أطاح مجلس إدارة الشركة به كرئيس للمجلس. الحفاظ على البيئة وفي تصريح علني غير معتاد، قال تشاي مؤخراً إن قرار مجلس الإدارة باستبداله كرئيس للمجلس غير قانوني وباطل، وقال إنه عازم على اتباع السبل كافة اللازمة لحماية الشركة من الإجراءات غير المشروعة. كان تشاي يعتبر فيما سبق ضمن أكبر الأثرياء في الصين بفضل نجاح سنتك، كما فاز بعدد من الجوائز الدولية بصفته أحد رواد الحفاظ على البيئة. غير أن سنتك لم تحقق أرباحاً منذ الربع الأول من عام 2011، جراء هبوط أسعار ألواح الطاقة الشمسية. وتلقت الشركة العام الماضي إنذاراً باستبعادها من سوق نيويورك للأوراق المالية، وأجبرت على اللجوء إلى طلب تمويل طارئ، دبرته لها الحكومة المحلية لمدينة ووكسي منشأ سنتك وموقع مقرها الرئيسي. دافعت سنتك عن قرارها بالإطاحة بتشاي، وقالت في تصريح أصدرته مؤخراً إن قرار تعيينها رئيسة مجلس إدارة جديدة للشركة صحيح وفق قانون جزر كايمان المسجلة فيها الشركة، وأضافت الشركة أن تشاي سيظل عضواً بمجلس إدارة الشركة. ومع اقتراب تاريخ تسديد 541 مليون دولار قيمة السندات المستحقة خلال شهر مارس، حسب مسؤولين رسميين بقطاع الطاقة الصيني، بحثت الشركة عن سبيل للتمويل من خلال محادثات مع حكومة مدينة ووكسي التي يقع فيها مقر سنتك الرئيسي. وكشف الإعلام الصيني عن أن حكومة ووكسي تشترط إبعاد تشاي عن الشركة قبل إقدامها على أي استثمارات. يذكر أن صافي ديون شركة سنتك بلغ 1?6 مليار دولار في أواخر شهر مارس 2012، حسب أحدث بيانات صدرت عن سنتك، وقال محللون إن ديونها تزايدت وتراكمت طوال العام الماضي. وقال تشالز يونتس محلل الطاقة المتجددة في مؤسسة سي إل إس إيه للوساطة والخدمات المالية في هونج كونج: “لا يوجد سبيل ممكن أمام سنتك لتحقق ربحية في العام المقبل”، وأضاف: “إن الشركة متورطة في مشكلات كبيرة”. يتوقع يونتس استمرار المصاعب التي يواجهها مصنعو ألواح صناعة ألواح الطاقة الشمسية في الصين، ويترقب تكبد القطاع خسائر العام المقبل، ما قد يترتب عليه إجراء اندماجات واسعة النطاق. تراجع الأسعار يذكر أن أسعار ألواح الطاقة الشمسية العالمية انخفضت بنسبة 30% في العام الماضي، بسبب سعة المعروض المفرطة، وإن بدأت الأسعار في الثبات خلال الأشهر الستة الماضية. ويعد انهيار سنتك شاهداً على التراجع الحاد لصناعة الطاقة الخضراء في الصين خلال السنوات الأربع الماضية، وكانت الصين أكثر من أي دولة أخرى قد عولت بكثافة على الطاقة المتجددة كحل لمشكلاتها المعقدة المتعلقة بتلوث هوائها الشديد، واعتمادها الزائد على استيراد الطاقة من دول مضطربة سياسياً في الشرق الأوسط وأفريقيا. كما أن الصين معرضة بشدة لمشكل ارتفاع درجات حرارة العالم على طول ساحلها السهل كثيف السكان، المعرضين أكثر من غيرهم في أي منطقة في العالم للتهجير نتيجة ارتفاع مناسيب البحار المرتقب، بحسب تقارير إدارة الطاقة الأميركية. غير أنه ثبت أن مقاربة الصين إلى الطاقة البديلة غير مجد سواء من الناحية المالية أو من حيث علاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. قروض ميسرة ذلك أن البنوك الوطنية الصينية قدمت 18 مليار دولار فيما بين عام 2008، وعام 2012 قروضاً ميسرة لمصنعي الألواح الشمسية الصينية لتمويل سعة إنتاج زادت إلى أكثر من عشرة أمثالها في تلك الفترة، الأمر الذي ترتب عليه هبوط أسعار الألواح الشمسية بنسبة 75%، وما نتج عنه تكبد الشركات الصينية خسائر فادحة العام الماضي. وترتب على تلك القروض الضخمة، وتدني الأسعار، أن قامت شركة سولار وورلد الألمانية وفرعها الأميركي برفع دعاوى منع الإغراق والحد من الدعم في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ضد صادرات الألواح الشمسية الصينية، واستجابت الولايات المتحدة بأن فرضت رسوماً جمركية تبلغ نسبتها نحو 40% على الخلايا الشمسية والألواح الشمسية الواردة من الصين. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©