السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الهريس» العماني صامد أمام تسونامي الأطباق العالمية

«الهريس» العماني صامد أمام تسونامي الأطباق العالمية
3 سبتمبر 2009 22:56
تشهد المجمعات التجارية الكبرى سباقا محموما على التزود بالأطعمة والمشروبات بما يشبه الاستعداد لـ «مجاعة قادمة». واللافت أن الشراء يكون بالجملة من كل صنف بما قد يكفي لشهر كامل لملء عشرات الأطباق التي زحفت إلى المائدة العمانية في العقدين الأخيرين. والسلطنة كبقية دول المنطقة اعتادت على الحياة البسيطة خاصة خلال الشهر الكريم الذي لم يكن بين أيدي الناس ما يجعلهم يندفعون بهذه الطريقة إلى جمع كل جديد إلى مائدتهم الرمضانية، وتمسك الناس بتلك البساطة زمنا حتى إذا زحفت الأموال إلى أيدي الناس أطلت أطباق الكرة الأرضية على مائدة الإفطار، وقديما كان الماء والتمر والقهوة العمانية الأبرز على مائدة الإفطار. تنوع الأطعمة لم تكن المائدة تستوعب أكثر من التمر أو الرطب الذي تجود به نخيل عمان، وفناجين القهوة بطريقة تقديمها التقليدية، أما الناظر إلى حال المتحلقين اليوم على مائدة الإفطار فإنه يشعر بهم وكأنهم مقبلون على تعويض صيام طال عدة أيام، فالأطباق أكثر من أن تحصى والتسميات جاءت بها المدنية الحديثة على نحو قد لا تحتمله غالبية ميزانيات العائلة التي تصرخ في هذا الموسم لولا أن البنوك تبادر لغرض في نفس يعقوب بتأجيل دفع قسط لكي تكتمل فرحة العائلة حول ما لذ وطاب من طعام وشراب. والتنوع في الأطباق ليس تميزا طبقيا فالتنافس يبدو محتدا لكسب مواقع جديدة على قائمة الأطعمة المعروفة والتي تأتي بها الفضائيات بين جميع فئات المجتمع، ومائدة الفقير عامرة بمسميات عديدة يقتنيها كما تباع في المحلات الكبرى، ويشكل الجيل الحديث في عمان إضافة لخاصية التغير التي أصابت مفاصل المجتمع التقليدي، فأمهات العصر الراهن يختلفن عن أمهاتهن اللاتي لم يجدن الفرص متاحة كما هي عليه الآن لتطوير نمط حياتهن خاصة على مستوى التقاليد الغذائية في شهر رمضان، وما تعجز عنه الأم المعاصرة ستأتي به الشغالة المتفرغة للمطبخ، لصنع ألوان من الأطعمة، في الوقت الذي توفر فيه الثلاجات الأطعمة الجاهزة، وما على ربة المنزل أو وكيلتها الا وضع الخلطات في الزيت أو في الماء لتخرج ما يسيل له لعاب الصائم.. في لحظات. الهريس باق يعد الهريس الأطباق التقليدية في عمان ويصنع من الحب المهروس مع اللحم أو الدجاج والمرشوش بالسمن وما يزال محافظا على موقعه في القائمة، وكذلك الشوربة القريبة الصنع من الهريس، ووجدت الأطباق الغرب آسيوية مكانها في مائدة الإفطار العمانية (والخليجية) ومن المثير أن يختلف سكان المنطقة على تسمية بعض الأنواع كون أن النطق كان مختلفا بين أفراد الجاليات الآسيوية خاصة من الهند وباكستان، لكن السمبوسة وأخواتها من المعجنات الأخرى تفردت بمكانة خاصة إلى جانب التأثيرات المصرية والشامية وبدت المائدة الخليجية تعاني من كل تلك الهجمات وإن وجدت بعض التفرد في القرى البعيدة إلى حد ما عن التأثير السريع. وتمكن الإشارة هنا إلى أن مفهوم القرية يعاني هو أيضا من اختلال مسماه، ومع وجود الفضائيات فإن وصول الوصفات إلى ربات الأسر عبر برامج الطبخ لا يجعل من المائدة التقليدية إلا نوعا من الفولوكلور الشعبي. وقبل الأذان بدقائق توضع الأطباق على مائدة طويلة، وبالأسلوب التقليدي يصطف افراد العائلة أو ضيوفهم حولها انتظارا لسماع الله أكبر ليبدأ الهجوم على مشروبات متعددة من ألبان وعصائر ومأكولات لا تقل أطباقها عن الخمسة وبينها فناجين القهوة تتداولها الأيدي. وينهض الجميع لصلاة المغرب ليعودوا مرة أخرى الى الأطباق المصطفة، ومن لا يتناول افطاره في البيت فإن معظم الجوامع والمساجد الكبرى توفر ذلك عن طريق مال الوقف للمسجد أو تبرعا من مقتدرين وفاعلي الخير.
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©