الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فنزويلا... وانتخابات ما بعد شافيز

22 مارس 2013 23:01
أندريه أوبنهايمر كاتب متخصص في شؤون أميركا اللاتينية عندما يقول مرشح المعارضة الفنزويلية «إنريكي كابريليس رادونسكي» إن انتخابات الرابع عشر من أبريل المقبل الرئاسية ستكون أشبه بقتال بين عملاق قوي وقزم ضعيف يمتلك فيه مرشح الحكومة امتيازاً واضحاً، فإنه لا يمزح. ذلك أن الانتخابات التي سيتم فيها اختيار خلف للرئيس الراحل هوجو شافيز ستكون بالفعل واحداً من السباقات الانتخابية الأكثر تفاوتاً في العالم خلال السنوات الأخيرة، وذلك لجملة من الأسباب: فأولاً، رئيس البلاد بالنيابة ومرشح الحكومة «نيكولاس مادورو» تلاعب بالأجندة الانتخابية عبر تمديد فترة الحداد على وفاة شافيز لعدة أسابيع. وهو ما يمنحه امتيازاً كبيراً بخصوص الدعاية. ثم إنه لن يستفيد فقط مما يشبه تأليه الرئيس الراحل في وسائل الإعلام التي تخضع لسيطرة الدولة. ولكنه سيستطيع أيضاً استغلال الفعاليات اليومية التي تنظمها الحكومة تخليداً لذكرى شافيز لإلقاء خطابات تبث على شاشات التلفزيون الوطني. ثانياً، «مادورو» استفاد من وقت أكثر بكثير لتنظيم ماكينته الانتخابية مقارنة مع «كابريليس»، لأنه ضلل الفنزويليين ودفعهم للاعتقاد بأن حالة شافيز الصحية آخذة في التحسن، وأنه لن تكون ثمة حاجة للانتخابات. فحتى وقت قريب قبيل إعلان وفاة شافيز، ادعى مادورو على مدى أشهر أن شافيز أخذ يتعافى، وأنه قام شخصياً بعقد اجتماعات حكومية من على فراشه في المستشفى الكوبي. وعندما كانت بعض التقارير الصحفية تثير شكوكاً بشأن الحالة الصحية الحقيقية لشافيز، كان مادورو يندد بهذه التقارير بشدة ويصفها بأنها «أكاذيب تقف وراءها سي. آي. إيه». ثالثاً، «مادورو» سيكون لديه امتياز يفوق 10-1 من حيث الوقت المخصص للدعاية التلفزيونية. ذلك أن حملة مرشح المعارضة سيكون لديها الحق في استعمال أربع دقائق فقط من الوقت المخصص للإعلانات مدفوعة الأجر في اليوم، ولكل قناة تلفزيونية. هذا في حين سيستطيع «مادورو» استعمال تلك الدقائق الأربع نفسها، إضافة إلى 10 دقائق أخرى مخصصة لإعلانات الخدمة العامة الحكومية، إضافة إلى وقت غير محدود للخطابات الوطنية الواجب بثها، والتي يستطيع «مادورو» أن يلقيها بصفته رئيساً بالنيابة، وأن يتناول فيها أي موضوع يختاره، أو خطاباته في المراسم والفعاليات التي تقام تكريماً لذكرى شافيز. وباحتساب هذه الأخيرة، فإن امتياز «مادورو» بخصوص الوقت المخصص له على التلفزيون قد يكون أقرب إلى 100 – 1. رابعاً، الحكومة لم تقبل حتى الآن طلب «كابريليس» القاضي بتنظيم مناظرة تلفزيونية وطنية. خامساً، الحكومة لم تسمح بتخصيص وقت لإجراء مراجعة شاملة للوائح الناخبين المسجلين. ففنزويلا لديها عدد مرتفع على نحو غير عادي للناخبين المسجلين – قرابة 19 مليون ناخب في بلد عدد سكانه 29 مليون نسمة – وهو ما يدفع زعماء المعارضة إلى الاشتباه في قيام المسؤولين الكوبيين، المكلفين رسمياً بنظام الهوية الوطنية في فنزويلا، بتوزيع أكثر من بطاقة ناخب على الموظفين العامين الموالين للحكومة. سادساً: انتشار الترهيب الحكومي للناخبين المعارضين لشافيز، ولعل من المفيد الإشارة هنا إلى ما قاله وزير الدفاع «دييجو موليرو»، الذي ستتولى قواته المسلحة حماية مكاتب التصويت يوم الاقتراع، من أن القوات المسلحة البوليفارية الوطنية لفنزويلا «تشافيزية واشتراكية ومعادية للإمبريالية». والمهم بالقدر نفسه، هو أن الكثير من الفنزويليين يعتقدون أن المراقبين الحكوميين لبطاقات الهوية البيومترية في مكاتب الاقتراع يستطيعون التعرف على ناخبي المعارضة. ويُعتقد أن الحكومة تشجع هذه الشائعات لأنها تزرع الخوف في نفوس الكثير من المعارضين لسياسات شافيز، وتثنيهم عن التصويت، كما يقول زعماء المعارضة. سابعاً، حكومة «مادورو» لن تسمح بمراقبين دوليين محايدين من أجل مراقبة الانتخابات، مثل بعثات مراقبين للانتخابات من الاتحاد الأوروبي أو منظمة الدول الأميركية. وبدلاً من ذلك، فإنها ستسمح فقط بـ«بعثة متابعة الانتخابات»، وهي من المجموعة الإقليمية لأميركا الجنوبية التي ساهم شافيز في تأسيسها، والتي كثيراً ما لعبت دور المبارِك لسياساته. ولئن كانت بعثات مراقبة الانتخابات تمثل جهداً لتقييم عملية انتخابية بكاملها، ومن ذلك الوصول المتساوي والمتكافئ، لكل الأطراف إلى وسائل الإعلام، الذي يبدأ قبل أشهر، فإن «بعثات المتابعة» لا تصل إلى البلاد إلا مع اقتراب يوم الاقتراع للوقوف على عملية التصويت. ثامناً، السلطات التي ستشرف على الانتخابات في فنزويلا تثير الجدل، على غرار النظام القضائي للبلاد. ذلك أن المجلس الانتخابي الوطني والمحكمة العليا يديرهما مسؤولان مواليان للحكومة. والمدعية العامة الفنزويلية ليست سوى أحد أنصار الحكومة -إنها زوجة «مادورو». وشخصياً، أعتقدُ أن انتخابات الرابع عشر من أبريل المقبل، وأكثر من مجرد قتال بين عملاق قوي وقزم ضعيف، على حد وصف «كابريليس»، ستكون قتالاً سيدخل فيه أحد المقاتلين -مرشح المعارضة- الحلبة ويداه مقيدتان خلف ظهره. صحيح أن «كابريليس» يجب أن يترشح، فهو لا يملك خياراً آخر. كما أنها ستكون كارثة إذا استسلمت المعارضة وفككت جهازها الانتخابي، ولم تحاول هزم «مادورو»... غير أنه إذا فاز «مادورو»، مثلما يبدو ذلك مرجحاً، فإنه سيكون من غير المعقول أن يحكم العالم على نتيجة الانتخابات باعتبارها دليلاً على أن الحركة التشافيزية تحظى بشعبية واسعة في فنزويلا. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. انترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©