الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غلطة ميسي بألف!

27 يونيو 2016 21:02
هذا هو قدر النجوم اللامعة، فقد ترك العالم منتخب تشيلي بطل كوبا أميركا، وأمسك في ميسي وفي اعتزاله الدولي، وأمسكت الصحف في ألم النجم الأرجنتيني وفي تصريحاته: انتهى الأمر، لقد حاولت أن أكون بطلاً مرات عدة وفشلت، لا خيار الآن. لم يكن ميسي سيئاً في كوبا أميركا، ولكنه ميسي أو «سوبر مان» برشلونة، والفائز بـ 25 بطولة متنوعة مع ناديه، فكيف لا ينتزع لبلاده كأس العالم، أو لقب كوبا أميركا؟. إنه الفارق بين أساليب اللعب، وبين المجموعة التي تحيط بميسي في ناديه، وبين المجموعة التي تحيط به في منتخب بلاده، وهو الفارق بين المباريات والخصوم في الدوري الإسباني، وبين مباريات المونديال وكوبا أميركا، وللأسف، إن الإعلام العالمي بكل أشكاله لا يرى تلك الفروق، وتغيب الرؤية والدقة والعمق بتلك المقارنة التي تطل برأسها مع مارادونا، كلما انتصر ميسي، أو كلما انكسر ميسي، وهي مقارنة غير مقبولة، لأن كرة القدم باتت أكثر جماعية، وأصبحت مساحات اللعب والتحرك أضيق، بينما في زمن مارادونا كان الأمر مختلفاً، كما كان مختلفاً جداً في وقت بيليه عن وقت مارادونا، وقوة الفرق الآن تكمن في الجماعية والتناغم، وفي التجديد المستمر. إن كرة القدم لم تعد لعبة مراكز، وإنما مهام وواجبات، وعلى سبيل المثال دراكسلر لاعب وسط ألمانيا، هو جزء من الهجوم، ومجموعته في «المانشافت» كذلك موللر وتوني كروس وأوزيل بجانب جوميز. إن قصة ميسي مع منتخب بلاده، هي نفسها قصة رونالدو مع الريال والبرتغال، ينتظر منه الإعلام كأس أوروبا وكأس العالم ولقب أي بطولة يشارك بها، بغض النظر عن زملائه ومهاراتهم، ومستوى اللعب الجماعي ومستوى الخصوم أيضاً، فهو فارس الفرسان أمام المجر بعد التعادل 3 -3، وهو جواد يفتقد الفارس رغم الفوز على كرواتيا التي كانت أفضل!. تبقى متعة متابعة كأس أوروبا، ومتعة الكرة التي يلعبها الألمان، بغض النظر عن النتائج، فقد خسرت سويسرا أمام بولندا بركلات الترجيح، مع أنها كانت أفضل، واستمرت ويلز بروح المحاربين القدماء، من دون أن تجعل الملعب مسرحاً لفنها الكروي، إن كانت تملك هذا الفن.. وما زالت إنجلترا تحلم بلقب وهي صاحبة أقوى دوري. كرة القدم تعلمنا الحكمة، وقد أصابت بعض المشجعين، بما أصاب سقراط من زوجته فأصبح فيلسوفاً!.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©