الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

كأس أوروبا ترفض الاحتكار

كأس أوروبا ترفض الاحتكار
5 يوليو 2008 23:10
لم يبتسم الحظ لأي منتخب أوروبي حصل على لقب الفوز ببطولة الأمم الأوروبية، لكي يحتفظ بكأسها في النسخة التالية·· تلك هي الميزة - وربما كانت العيب - الذي انفردت به هذه البطولة منذ بدء انطلاقها عام ،1960 عن كل البطولات القارية الأخرى وأيضاً عن بطولة كأس العالم· وكأنها بطولة تكره ''الاحتكار'' وتدعو إلى إذابة الفوارق بين·· المنتخبات! وإذا كانت يورو 2008 التي ذهب لقبها إلى منتخب إسبانيا هي النسخة رقم ''''13 في تاريخ هذه المسابقة التي تأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية والإثارة والمتعة ونسبة المشاهدة على الهواء مباشرة أو في الملاعب بعد بطولة كأس العالم لكرة القدم فإن أي منتخب من المنتخبات التي تشارك فيها لم يستطع ان يكرر انجاز الفوز بها مرتين متتاليتين منذ انطلاقها قبل 48 عاماً مضت عندما حصل عليها الاتحاد السوفييتي في نسختها الأولى عام 1960 بعد فوزه على منتخب يوغوسلافيا 2/·,1 ولكن هذا لا يمنع ان هناك منتخب شهير حاول ان يحقق هذا الانجاز - انجاز الفوز بها مرتين متتاليتين - أكثر من مرة ولكنه لم يوفق في انتزاع الكأس الثانية المتتالية، وهو منتخب ألمانيا الذي كان أكثر المنتخبات وصولاً الى النهائي في هذه البطولة·· فمنتخب الماكينات الألمانية حصل على البطولة عام 1972 في نسختها الثالثة ولكنه أخفق في النسخة الرابعة عام 1976 رغم وصوله الى المباراة النهائية حيث خسر من منتخب تشيكوسلوفاكيا وقتها ''قبل التقسيم الى جمهورية التشيك وجمهورية السلوفاك''· ولكن منتخب ألمانيا الرهيب، ''ملحوظة: المنتخب المقصود وقتها هو منتخب ألمانيا الغربية قبل توحيد شطري ألمانيا الشرقية والغربية في مطلع التسعينيات من القرن الماضي'' استطاع عام 1980 ان يحصل على كأس البطولة مرة أخرى بعد الفوز على بلجيكا في النهائي ·12 بطولة المفاجآت وحتى عندما حصلت ألمانيا الموحدة على بطولة 1996 في انجلترا لم تنجح في البطولة التالية لها عام 2000 في الحصول على كأسها أو حتى الوصول الى مباراتها النهائية بل حقيقة الأمر انها خرجت من دورها الأول، وفازت بها فرنسا بعد تغلبها على إيطاليا في المباراة النهائية 2/1 بعد تعادل الفريقين في الوقت الأصلي 1/1 ثم فازت فرنسا بالهدف الذهبي الذي كان مطبقاً وقتها· وعدم نجاح أي منتخب أوروبي في الحصول على هذه البطولة خلال نسختين متتاليتين، انما يحمل أكثر من معنى فهو قد يعني ان هذه البطولة الأوروبية من القوة بحيث يصعب على أي منتخب الفوز بها مرتين متتاليتين رغم وجود أكثر من منتخب أوروبي يمكن ان نطلق عليهم لقب ''الكبار'' فهؤلاء الكبار ألمانيا وفرنسا وإيطاليا مثلاً لم ينجح في أن يفعلها في هذه البطولة وهو ما يجعلنا نطلق عليها أحياناً ''بطولة المفاجآت'' مثلما حدث في عام 1992 وفازت بها الدانمارك التي شاركت فيها أصلاً في اللحظات الأخيرة بعد ان استبعد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم منتخب يوغوسلافيا كعقوبة لهذا البلد الذي تفشت فيه الديكتاتورية بشكل بشع وكان في حالة انقسام وحرب تحول دون تقبل الرأي العام الأوروبي والعالمي لمشاركة يوغوسلافيا أصلاً في أي تظاهرة رياضية عالمية· أصحاب المقام الرفيع ومثلما حدث أيضاً في البطولة السابقة في 2004 بالبرتغال حيث فاز بها منتخب اليونان الذي لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع تخطيه لدور البطولة الأولى فإذا به يخرج لسانه للجميع وينتزع كأسها من بين أنياب الأسد البرتغالي صاحب الأرض والجماهير· ومن الممكن ان نطلق على بطولة الأمم الأوروبية أيضاً لقب بطولة ''العامة'' فهي لم تكن محجوزة دوماً لأصحاب ''المقام الرفيع''، ولم تكن أيضاً بطولة ''الصفوة المختارة'' كما انها لم ترتبط بنتائج المنتخبات المشاركة فيها في مرحلة التصفيات فلم تعد التصفيات مؤشراً كافياً لاختيار أو ترشيح البطل· وهكذا كان تكرار الانجاز صعب المنال في هذه البطولة حتى بطولة هذا العام خرج حامل اللقب ''منتخب اليونان'' من دورها الأول وخرج الوصيف أو طرف المباراة النهائية منتخب البرتغال من دور الثمانية· وإذا ما انتقلنا الى كل البطولات القارية الأخرى، أو حتى بطولة كأس العالم فسوف نجد ان تكرار الانجاز في نسختين متتاليتين ''وربما ثلاث نسخ أيضاً'' قد حدث لأكثر من منتخب في بطولات كأس العالم نجح منتخب الآزوري الايطالي بالحصول على الكأس دورتين متتاليتين عامي 1934 و·1938 كما فعلها منتخب السامبا البرازيلي مرتين متتاليتين أيضاً عامي 1958 و·1962 وعلى صعيد قارة آسيا وبطولتها الرئيسية كأس الأمم نجح المنتخب السعودي في الحصول عليها مرتين متتاليتين عامي 1984 و1988 بينما حصل عليها منتخب اليابان مرتين ايضاً متتاليتين عامي 2000 و2004 وفعلتها ايضاً كوريا عامي 1956 و،1960 أما المنتخب الإيراني فقد تفوق على نفسه وعلى الجميع عندما حصل على أمم آسيا ثلاث مرات متتالية 68 و72 و·1976 وفي أفريقيا نجح منتخب الكاميرون ''الأسود التي لا تقهر'' في فترة ازدهاره وتألقه في بداية الألفية الثالثة ان يحصل على كأس الأمم الأفريقية مرتين متتاليتين عامي 2000 و2002 كما نجح منتخب غانا ''النجوم السودا'' في تحقيق نفس الانجاز عامي 1963 و·1965 أما منتخب الفراعنة المصري فقد كرر هذا الانجاز مرتين·· الأولى عامي 1957 و،1959 والثانية عامي 2006 في القاهرة ثم 2008 في غانا، ليكون الفريق الوحيد في القارة الأفريقية الذي كرر نفس الانجاز مرتين في حقبتين مختلفتين· السامبا والتانجو وفي قارة أميركا الجنوبية كان منتخب التانجو الأرجنتيني هو صاحب المقام الرفيع في تحقيق هذا الانجاز اكثر من مرة وفي أكثر من مرحلة فقد حصل عليها ثلاث مرات متتالية أعوام 45 و46 و1947 عندما كانت تقام سنوياً، كما حصلت عليها مرتين متتاليتين عامي 27 و1929 ثم مرتين أخريين عامي 91 و،1993 أما المنتخب البرازيلي فقد أمم هذه البطولة في نسختي 97 و1999 كما فعلها منتخب أوروجواي ونال شرف الحصول على بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية ثلاث مرات· وفيما يتعلق بمنطقة ''الكونكاكاف'' التي تضم أميركا الشمالية والوسطى جاء منتخب المكسيك في المقدمة حيث أحرز لقب هذه البطولة ثلاث مرات متتالية أعوام 94 و96 و،1998 بينما حققها منتخب الولايات المتحدة مرتين متتاليتين عامي 2005و·2007 أما في منطقة الأوقيانوسية فيتعاقب منتخبان على الحصول على بطولتها وكأسها هما المنتخب الأسترالي والمنتخب النيوزلندي· ولتذكرة القارئ بأبطال النسخ الـ13 في أوروبا هم: الاتحاد السوفييتي ''''1960 وإسبانيا ''''1964 وإيطاليا ''''1968 وألمانيا الغربية ''''1972 وتشيكوسلوفاكيا ''''1976 وألمانيا الغربية ''''1980 وفرنسا ''''1984 وهولندا ''''1988 والدانمارك ''''1992 وألمانيا الموحدة ''''1996 وفرنسا ''''2000 واليونان ''''2004 وإسبانيا (2008)· وهكذا ستبقى كأس الأمم الأوروبية هي البطولة الوحيدة التي تبخل على المشاركين فيها بالفوز ببطولتين متتاليتين، لحين إشعار آخر في بطولة ''يورو 12''20 ·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©