الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نقاد: ضعف النقد يعود لأزمة العرب الاجتماعية

5 يوليو 2008 23:14
''النقد الأدبي العربي إلى أين؟''، كان ذلك التساؤل محور إحدى الجلسات التي عقدت على هامش المؤتمر العربي للنقد الأدبي، الذي عقد مؤخراً في العاصمة المصرية القاهرة، وأدارها الدكتور أحمد درويش، وطلب من المشاركين التركيز على كيفية إعداد الناقد وتكوينه العلمي والأدبي وواقع النقد الأدبي من أكاديمي وصحفي يشمل الصفحات الأدبية والملاحق الثقافية ولغة النقد الأدبي؛ لأن هناك نقاداً يكتبون لغة صعبة تستعصي على الفهم، مما أبعد القارئ عن النقد رغم أن المفروض في النقاد أنهم طليعة لا نخبة مغلقة على ذاتها· وفي الجلسة، أكد الناقد الدكتور جابر عصفور أن النقد الأدبي في أزمة تعود إلى تخلف علاقات الإنتاج المعرفي في العالم العربي وأدواتها، الأمر الذي يجعلنا نتلقى من الآخر ولا ننتج معرفة، وهذا ينعكس على النقد بشتى مجالاته الأكاديمي والصحفي والرسائل الجامعية· وقال عصفور: هناك مثلث ذهبي يجب على الناقد أن يلم به، ويتمثل في معرفة الواقع الثقافي والأدبي، والإلمام بالتراث النقدي العربي، والمعرفة بما لدى الآخر، وهكذا كان حال النقاد الكبار في عصرنا، لكن الملاحظ الآن حالة من العشوائية في النقد، ويمكن أن نتابع بعض النقاد فلا تجد علاقة لمقال يكتبه أحدهم بمقال آخر ولا نجد هدفاً جامعاً ولا محوراً يضم هذه الأعمال، وفقدان النقد للهدف وللمحور العام دليل ضعف، ولا يوجد نقد عربي بل يوجد فقط عرض لبعض نظريات أجنبية في النقد الأدبي أو تناول لبعض أفكار تراثية· أما الناقد الدكتور حسين نصار، فقال: إن بعض النقاد الذين يكتبون عن النظريات الغربية أو المناهج التراثية لا يفهمون هذا ولا ذاك، ولكنهم ينقلون ويرددون· ويرجع الضعف النقدي إلى أزمة اجتماعية يعيشها المجتمع العربي في الربع الأخير من القرن العشرين وإلى اليوم أدت إلى فقدان الفرد الطموح والتطلع نحو النهوض وانعكس ذلك على المجتمع، وبات هناك فقدان للحماس الاجتماعي، فلا يوجد مشروع مجتمعي، وبعض الذين يشرفون على رسائل أكاديمية لا يقرأونها، والطالب يسمح له بغير النقل الحرفي عن أستاذه، والحل هو في إطلاق حرية الأفراد في التعبير عن آرائهم وملكاتهم، وساعتها سوف يكون هناك ازدهار للنقد· من جانبه، أكد الناقد الدكتور حمدي إبراهيم أن النقد لن يزدهر في مجتمع أمي، ويلاحظ أن الباحثين في النقد لا يجيدون قراءة الكتب التراثية في أصولها، كما لا يجيدون القراءة باللغات الأجنبية، لذلك يكون المنتج النقدي ضعيفاً· وعند الناقد الدكتور محمد زغلول سلام، تكمن مشكلة النقد في إهمال دراسة التراث النقدي والبلاغي والاكتفاء بالنظريات النقدية الغربية، موضحاً أن ذلك قد حدث منذ منتصف الخمسينات من القرن الماضي رغم أن الإحياء ارتبط بالتجديد وكانت الحركة النقدية نشيطة للغاية وجمعت بين التراث والتجديد الأصيل والوافد، كما ازدهرت على صفحات الصحف والمجلات، ولكن منذ أن ابتعدنا عن التراث واكتفينا بالوافد وقعت الأزمة· الناقد الدكتور محمد عبدالمطلب قال: إن هناك محاولة للعودة إلى التراث النقدي والاستفادة به منذ التسعينات من القرن الماضي وقبلها في الثمانينات كان هناك ازدهار لما سماه نقد النقد، حيث كثرت الدراسات في مجلة ''فصول'' مثلاً حول نقد ومراجعة النظريات النقدية، وهناك ثلاثة تيارات نقدية موجودة في الساحة العربية: تيار يعتمد على الماضي والتراث، وتيار يطبق الوافد والنظريات الغربية، وهناك نقد تطبيقي يقوم على معرفة النص الأدبي وكيفية التعامل معه، وهذا ما يسميه ''النقد الجديد''، ولم ينكر أن هناك أشباه نقاد، يقفون عند عنوان العمل ويطبقون عليه ''اكلشيهات'' نقدية من بعض النظريات فتحول الأدب لديهم إلى نص واحد تقريباً رغم أن كل نص يفرض الطريقة التي يتم التعامل معه بها، وهاجم بضراوة النقد الأكاديمي؛ لأنه يؤدي إلى تشويش النص في ذهن القارئ أو المتلقي، وحديث الأزمة كان مطروحاً باستمرار وحتى أيام قريبة كانت هناك شكوى من أن النقد في أزمة، ويبدو أن ذلك الحديث سوف يستمر· وترى الدكتورة هدى وصفي أن كثيراً من الذين يتحدثون عن أزمة النقد كانوا في وقت ما في مواقع المسؤولية وساهموا في الوصول إلى هذه الحالة، وهي عدم نشر المعرفة وإقامة مجتمع المعرفة، وهناك نقد الآن لكنه نقد للنخبة فقط، ولا يصل إلى عموم الناس، وتلك مشكلة كبرى، مضيفة: ونحن معجبون بعدد من الرواد في الجيل القديم، وبعض هؤلاء كانوا ينقلون حرفياً من بعض الكتب والأفكار الغربية وتحديداً كتب النقاد الفرنسيين، وبعضهم لم يفهم كتب الغرب بدقة· ولا نود أن نذكر أسماء بعينها كي لا نجرح أحداً· وتحدث الدكتور محمد أبو الفضل بدران عن أن الحياة الثقافية والأدبية العربية الآن بها نقاد مزيفون وهؤلاء صنعوا شعراء وكتاباً مزيفين، أي روجوا لما هو زائف، وقد أدى ذلك إلى ابتعاد المتلقي عن الأعمال الإبداعية والنصوص الأدبية· وأخذ الناقد محمود أمين العالم على زملائه أنهم يتحدثون عن النقد بمعزل عن اللحظة الاجتماعية الراهنة في العالم العربي· وقال: إن النقد ليس موقفاً جمالياً فقط، لكنه موقف اجتماعي نقدي لا ينفصل عن الأوضاع السياسية والاقتصادية في العالم العربي، وهي أوضاع متدهورة وسيئة للغاية والحريات متراجعة تماماً، وفي كل هذا يكون طبيعياً ان يتراجع النقد والنقاد· أما الدكتور ياسين الأيوبي، فبدأ معترضاً على مصطلح أن النقد العربي في أزمة، وقال: نحن الآن نطلق المصطلحات، ولا نحاول التحقق من صدقيتها، ونردد لعقود أن الأدب في العصر المملوكي هو أدب عصر الانحطاط وصدرت عشرات الكتب بهذا المعنى وأخذنا بهذا المصطلح نقلاً عن أحد رواد النهضة، وهو جورجي زيدان، وكان زيدان قد أخذها عن عدد من المستشرقين· وأضاف: حين تخصصت في هذا الأدب ودرسته، وجدت أنه على غير ما قيل ويقال، ويكفي انه قدم أسماء مثل: صفي الدين الحلي وغيره، والأمر نفسه ينطبق الآن على ما يقال عن أزمة النقد وكلنا يردد هذه الكلمة، وعلينا أن نعيد النظر فيها، وعلى أن النقد ليس فيه أزمة بالشكل الذي تحدث به الزملاء الحضور·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©