بلغ عدد حوادث الحريق في مدينة أبوظبي منذ مطلع العام الجاري وحتى يوليو الماضي 240 حادثاً، وفق رئيس قسم الحرائق في إدارة الأدلة الجنائية في شرطة أبوظبي المقدم خبير راشد عبد الرحمن البركاني.
وأوضح البركاني أن 64 حريقاً شبت خلال فترة 7 أشهر، نتجت عن الأعطال الكهربائية، و21 حادثاً بسبب تسرب الوقود، و 6 نتيجة أعطال ميكانيكية، و 13 تسبّب به مصدر حراري عن لهب ثقاب أو قداحة، إلى جانب 10 حرائق نتجت عن مصدر حراري بطيء مثل عقب سيجارة أو جمرة بخور، و126 حريقاً أسبابها متنوعة مثل انفجار غازي أو ترك مقلاة على موقد غاز وأسباب أخرى. وأرجع البركاني وقوع تلك الحوادث إلى عدم مطابقة التمديدات الكهربائية في المنازل والمنشآت التجارية للمواصفات الفنية والأحمال الزائدة والاعتماد على فنيين غير متخصصين أو غير ماهرين، ما يتسبب في حدوث تماس كهربائي ينتج عنه اشتعال الحرائق في المنزل أو المنشأة. ووصف بعض التمديدات الكهربائية بـ«العشوائية»، لافتا إلى تزايد أعداد حوادث الحريق خلال الصيف نتيجة استخدام المكيفات على مدار اليوم، خصوصا المنفصلة منها، مضيفاً أن التمديدات الكهربائية السيئة تشكل عاملا رئيسيا لاندلاع الحريق في هذه الحالات. وأوضح رئيس قسم الحرائق في الأدلة الجنائية أن القسم يضم فرعيّ فحص آثار الحرائق واختبار المواد وتحليل العينات، شارحاً خطوات فحص مسرح الحادث وصولا إلى كتابة التقرير الفني الذي يقدم إلى النيابة العامة والمحكمة، بحيث ينتقل الخبير الجنائي بصحبة المصور الجنائي حال تلقي بلاغ بوقوع حادث حريق في إحدى المنشآت إلى مركز الشرطة الذي تتبع له القضية. وأضاف أن الخبير يطلع على إفادات الشهود ومحاضر التحقيق والإلمام بظروف وملابسات الحادث، فيما يبدأ عند وصوله إلى مسرح الحادث في إجراء الفحوص الفنية من خلال دراسة آثار الاحتراق ودرجات التفحم وشدة التدمير وآثار امتداد النيران وأماكن توقفها، ليتمكن من الوصول إلى أكثر منطقة تركز فيها الحريق والتي تسمى منطقة بداية الحريق. وأشار إلى انه يبدأ في البحث عن أنواع المصادر الحرارية المحتمل وجودها أو بقاياها في منطقة البداية. وتابع، وفي التقرير الفني يبيّن الخبير أسباب اشتعال الحريق بالأدلة والصور الجنائية المرفقة ويرسله إلى النيابة أو المحكمة، وفي حال التباس الأمر على النيابة في إحدى نقاط التقرير تستدعي الخبير لأخذ إفادته وشرح النقاط غير الواضحة. وقال «إننا نعتزم إرسال نتيجة الفحوص الفنية التي أسفر عنها التقرير بواسطة النظام الجنائي المستخدم في الشرطة إلى النيابة، وذلك للمساهمة في سرعة إنجاز العمل خصوصاً أن الأمر يرتبط بأمور مادية ومصائر أشخاص»، مشيراً إلى أنه في حال طلب النيابة العامة المزيد من المعلومات التفصيلية يتم حينذاك إرسال التقرير المفصل إليها.وعن أهم ما يستخدمه خبير الحرائق لفحص مسرح الحادث، قال إن الجهاز الرئيسي المستخدم هو جهاز «جروماتوجرافيا الغاز (GC/MS)» وهو خاص بتحليل عينات مخلفات الحريق للبحث عن أي مواد معجلة للاشتعال مثل المواد البترولية وهو من أحدث الأجهزة في العالم وتصل درجة حساسيته واحد جزء من المليون. وهناك جهاز يدوي يعرف باسم «الكاشف الكربوني» يستخدمه الخبير في مسرح الحادث ليتأكد من وجود بقايا لمواد بترولية في المسرح. وحذر المقدم البركاني، ربات البيوت لتفادي اندلاع الحرائق، حيث تندلع الكثير منها لأسباب قد تكون بسيطة أو نتيجة الإهمال، ناصحاً إياهن بإجراء الصيانة الدورية للتمديدات الكهربائية في المنزل بشرط أن يقوم بها فني معتمد.
عدد اليوم
