الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العودة إلى الإمارات

العودة إلى الإمارات
27 يونيو 2016 23:41
كل من عاش في الإمارات زمناً طال أو قصر، لا بد وأن يطيب له العيش فيها وكل من زارها للسياحة أعجب بها أيما إعجاب، ولابد أن يعود إليها مرة ومرات، أنا وأصحاب وأقارب لي كتب علينا العيش في بلاد الغربة، وتفرقت بنا السبل والأوطان بعيداً عن الوطن، وفي بلاد شتى، وكان هذا هو حظنا ونصيبنا من الدنيا مشيناها خُطىً كتبت علينا، ومن كُتِبَت عليه خطىً مشاها. وكان جل هؤلاء الأقارب والأصحاب يأتون لزيارة الإمارات قادمين من الشتات في بلاد الفرنجة البعيدة والمتقدمة والمنفتحة، ولكنهم وبلا استثناء، ومن غير مجاملة لأحد كانوا يتغزلون بما شاهدوه ويشاهدونه في الإمارات، خصوصاً حينما تكون هذه الزيارات في فصول، الخريف والشتاء والربيع والممتدة لنحو ثمانية أشهر، حيث يكون فيها الجو معتدلاً، وعلى العكس من بلاد قدموا منها ويعانون فيها الثلوج والبرد والأمطار والعواصف وندرة الشمس وسماء ملبدة بالغيوم، وفي تلك المواسم والأوقات نفسها، فالشوارع تخلو من المارة بعد الرابعة عصراً والمراكز التجارية تغلق أبوابها، عدا متاجر الأغذية فهي تستمر لوقت أطول. هنا في الإمارات يجد السائح أو الزائر مدناً تزخر وتنبض بالحياة والناس، ومن كل الأجناس منتشرين في كل مكان، بين مرح وجد وتجارة وبيع على مدار ساعات الليل والنهار دونما انقطاع، وكثيراً ما تصيبهم الحيرة والذهول لأنهم سمعوا بمكان ما أو مطعم أو معلم سياحي أو ترفيهي، ولم يتسن لهم زيارته لضيق الوقت وزحمة جدول الزيارات بين أماكن عديدة لا تستطيع أن تغطيها فترة قليلة. المدن هنا تنبض بالحياة، وتعكس كل الألوان وعلى طول فصول العام، وخلصت من هذا كله وتيقنت بأن الذي يزور الإمارات مرة لا بد أن يعود لزيارتها مرة أخرى وربما لعدد من المرات، ويبدو أن هناك سراً وراء هذا الأمر، فربما يكون نقاء وصفاء الجو هنا، وربما يكون طابع الدفء والحميمية التي تشكل الجو العام، وربما طبيعة المدن والأسواق المزدحمة دوماً بالناس، وفي كل مكان والنسيج الرائع والمتنوع من آلاف السياح، ومن شتى بقاع الأرض، ولكن الأكيد هو الشعور بالأمن والأمان ومشاعر الحب الصادقة، والتي يفوح عطرها من بين جنبات هذا البلد الآمن. مؤيد رشيد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©