السفينة العُمانية «زينة البحار» تنشر الحب والسلام بين الدول

في إطار إحياء الموروث البحري العُماني تجوب حالياً السفينة السلطانية "زينة البحار" في رحلة تحمل مشاعر المودة والأخوة والصداقة إلى موانئ بدول مجلس التعاون الخليجي والجمهورية الإسلامية الإيرانية لتعزيز الروابط بين دول المنطقة وشعوبها. خط الرحلة تبدأ رحلة "زينة البحار" بميناء الشويخ في الكويت ثم ميناء سلمان بمملكة البحرين الشقيقة ثم ميناء الدوحة في دولة قطر لتنهي آخر مرحلة من الرحلة بزيارة ميناءي بندر عباس ومكران بالجمهورية الإسلامية الإيرانية قبل عودتها إلى ميناء السلطان قابوس بمسقط في النصف الثاني من شهر يناير الجاري. وتعتبر السفينة السلطانية "زينة البحار" وما سبقها من رحلات قامت بها للعديد من الموانئ العربية وغير العربية بمثابة سفير عُماني متجول لتعزيز أواصر الصداقة والمحبة بين السلطنة والعالم من حولها. ويشار إلى أن السفينة "زينة البحار" من نوع البغلة سفينة خشبية شراعية تم بناؤها في صلالة، ودشنت لأول مرة في شهر مارس عام 1988، ويبلغ طولها 61 مترًا وتتسع لـ 75 شخصاً. وشاركت زينة البحار في احتفالات الذكرى الـ815 لتأسيس ميناء هامبورج بألمانيا، حيث قطعت 6500 ميل بحري خلال الرحلة. كما شاركت أيضاً في المهرجان البحري لمنتدى برشلونة بإسبانيا، والذي أقيم عام 2004 وذلك لتعزيز روابط الصداقة بين السلطنة والدول التي تمت زيارتها. تعزيز الأواصر تستمر رحلة "زينة البحار" ناشرة المحبة في كل ميل تقطعه، حيث غادرت مؤخراً ميناء سلمان بمملكة البحرين متجهة إلى ميناء الدوحة بقطر، وبعدها إلى ميناء بندر عباس بالجمهورية الإسلامية الإيرانية. وحول دور السفينة في تعزيز العلاقات بين مسقط والمنامة، قال حمود آل خليفة محافظ العاصمة البحرينية المنامة إن زيارة سفينة زينة البحار لمملكة البحرين يدل على قوة العلاقات المتينة بين السلطنة والمملكة الضاربة جذورها منذ القدم، حيث إن بين السلطنة والمملكة تشابهاً كبيراً وباعاً طويلاً في المجال البحري، و"زينة البحار" جاءت لتؤكد وتجدد وتنقل رسالة سلام عن طريق موروث عماني أصيل معروف منذ القدم. وأضاف أن "هذه الرحلة تأتي امتداداً لرحلات بحرية سابقة قامت بها "زينة البحار" لعدد من الموانئ العربية والآسيوية والأوروبية بهدف تعزيز أواصر الصداقة والمحبة التي تربط السلطنة بتلك الدول، وتجسيداً لتاريخ عُمان البحري". من جهته، قال عبد الله العامري، سفير السلطنة المعتمد لدى مملكة البحرين، إن الحضور الكبير واللافت لحفل الاستقبال الذي أقامته السفارة احتفاء بقدوم "زينة البحار" دلالة واضحة لما يكنه الشعب البحريني من محبة واحترام للشعب العماني وقيادته، وهي علاقة امتدت منذ قرون من الزمن بين الشعبين العريقين العماني والبحريني وهي الآن تعيش تطوراً ملحوظاً في مختلف. تجديد الروابط قال عبد الله آل ثاني، سفير قطر المعتمد لدى مملكة البحرين، إن "زيارة زينة البحار وجولتها التي تقوم بها لعدد من الدول تنقل رسالة جميلة ومعبرة من السلطان قابوس بن سعيد بالطريقة العُمانية القديمة إلى رؤساء تلك الدول، يخط من خلالها أسطر ملأى بالمحبة والسلام تعمل على تجديد الترابط بين السلطنة والدول المجاورة". بالنسبة لزيارتها القادمة قال آل ثاني إن "زيارة السفينة لدول الخليج تزيد الترابط بين أبناء دول مجلس التعاون ككل فبالتالي نحن نرحب بزيارة زينة البحار لدولة قطر، ومما لا شك فيه أن ما يربطنا بالسلطنة من أخوة شيء كبير وقديم". وقالت ندى ياسين، القائمة بأعمال الوكيل المساعد للسياحة في مملكة البحرين "تمثل زيارة "زينة البحار" تعميقاً لأواصر المحبة والإخاء بين الدول التي تمر بها، كما أنها رسالة توضح الدور الريادي للسلطنة في المجال البحري، وهذا الوجود يعزز كثيراً من النواحي سواء الاقتصادية أوالاجتماعية أو السياحية". دلالات ورموز ترفع سفينة “زينة البحار” مجموعة من الأعلام التي تتزين بها السفينة في المناسبات المختلفة، والتي يمثل كل علم منها دلالة أو رمزاً ونداءً معيناً متعارفاً عليه في عالم الإبحار وعادة ما تستخدمها معظم السفن المبحرة. استعراضات الجاهزية في كل زيارة تقوم السفينة بعرض مهاري يقوم به ثلاثة من بحارة السفينة بالصعود إلى أعلى صواري السفينة الثلاثة بشكل يجذب أنظار الحضور، وبمهارة أكدت مدى جاهزية هؤلاء البحارة للتعامل مع مختلف الظروف البحرية التي قد تنشأ أثناء الإبحار.