كولومبيا وأميركا تنفيان دفع فدية لتحرير الرهائن

نفت كولومبيا والولايات المتحدة مزاعم عن دفع فدية مقابل تأمين اطلاق سراح مرشحة الرئاسة الكولومبية السابقة انجريد بيتانكور و11 جندياً وشرطياً و3 اميركيين من قبضة مسلحي ''حركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية'' المتمردة ''فارك'' يوم الأربعاء الماضي· وقد صرح الصحفي السويسري في محطة الإذاعة السويسرية، فريدريش بلاسيل بأن عملية الجيش الكولومبي الناجحة لإنقاذ الرهائن الخمس عشرة تعد من ''تلفيق'' حكومة الرئيس الكولومبي ألبارو أوريبي· وقال لإذاعة كولومبية إن أحد المتمردين الذين تم اعتقالهما خلال العملية ويدعى ''ثيسار'' تسلم مبلغ 20 مليون دولار مقابل تسليم الرهائن إلى عناصرالجيش الكولومبي· وذكر نقلاً عن مصدر لم يذكر اسمه أنه ''لم تكن هناك مفاوضات مباشرة بين الحكومة الكولومبية والحركة ولكن المفاوضات كانت مع قائد واحد فقط هو ثيسار''· وأكد أن الولايات المتحدة قامت بتمويل الصفقة بسبب وجود الأميركيين الثلاثة رهائن لدى الجماعة· وقال نائب رئيس كولومبيا فرانشيسكو سانتوس في مقابلة إذاعية: ''لقد كانت عملية نظيفة ومن أكثر العمليات نجاحاً وما تردد عن فدية قدرها 20 مليون دولار معلومات مضادة من جانب فارك''· وأضاف أن ''سويسرا التي يوجد بها معقل للحركة بدأت بوضوح إصدار مثل هذا النوع من المعلومات لبث معلومات مضادة في مواجهة الهزيمة السياسية الكبيرة التي تعرضت لها فارك''· وقال وزير الدفاع الكولومبي خوان مانويل سانتوس: ''إن معلومات الاذاعة السويسرية لا اساس لها من الصحة ولا نعرف مصدرها· لكن هذه العملية ليست إخراجاً ولم يُدفع سنت واحد''· وأضاف خلال مؤتمر صحفي أن الحركة ''أصابها التشقق والضعف'' بعد العملية· ونفى أيضاً أي مساعدة أجنبية في العملية، خصوصاً إسرائيلية، كما ذكرت الإذاعة العسكرية الاسرائيلية· وشدد على أن عملية ''كش مات''، كانت ''كولومبية مئة بالمئة''، رغم اعترافه بأن قوات بلاده تتلقى مساعدات من الولايات المتحدة وإسرائيل· وأكد السفير الأميركي في كولومبيا وليام براونفيلد الجمعة أن الحكومة الاميركية لم تدفع أي فدية· وقال ''كم دفعنا من اجل تحرير مواطنينا الثلاثة ؟ صفر، صفر· لم ندفع اي دولار او اي بيزوس او اي يورو· لا شيء''· في غضون ذلك، طلبت بيتانكور من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ولجان الدعم الفرنسية التي كثفت جهودها طوال الأعوام الماضية لتحريرها، مواصلة مساعيهم من أجل تحرير باقي الرهائن المحتجزين لدى ''فارك''· وقالت بعد وصولها مساء أمس الأول إلى باريس للخضوع لفحوصات طبية: ''لقد تركت هناك في الأحراش أشخاصا لا يزالون في قبضة جماعة فارك، ولذا فأنا أطلب مساعدتكم''· وأضافت ''إنني متأثرة لدرجة أنني لا أفعل شيئاً سوى البكاء منذ أن أطلقوا سراحي ولدي رغبة في احتضانكم واحداً واحداً، لأنني أدين لكم بحياتي''· وتم استقبال بيتانكور وأفراد أسرتها، بترحاب كبير من ممثلي لجان الدعم الفرنسية في قاعة الاحتفالات بقصر الإليزيه، حيث وصلت بصحبة ساركوزي وزوجته كارلا ولقيت ''استقبال الأبطال وقال لها ساركوزي: ''انتظرنا هذه اللحظة منذ وقت طويل· إن فرنسا كلها سعيدة لانك هنا· إن كل فرنسا معجبة بكرامتك''·