سعيد ياسين (القاهرة)
رغم غياب السينما العربية عن المنافسة الفعلية المأمولة في مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته السبعين التي تقام من 17 إلى 28 مايو الجاري، فإن الحضور العربي سيكون لافتاً من خلال مشاركات متنوعة، في مقدمتها حضور دولة الإمارات في هذا الحدث المرموق للسنة الخامسة عشرة على التوالي، حيث يوفر جناح الإمارات في المهرجان نافذة مثالية للجمهور الدولي، لقصص جديدة وآسرة من العالم العربي، وفرصة لاكتشاف أفضل الأفلام المحلية والعربية وأفلام بوليوود وهوليوود المنتجة في الإمارات العام الماضي، وجناح الإمارات سيكون بمثابة مركز المعلومات والاتصال بالأعمال وترويج صناعة الأفلام الإماراتية إلى الأسواق الدولية، مما يساعد على زيادة الفرص وتعزيز مكانة السينما العربية على الساحة العالمية، ويأتي حضور الوفد الإماراتي إلى المهرجان السينمائي السنوي، تعزيزاً لجهوده الرامية لدعم السينما العربية، وتأكيداً لدور الإمارات كمركز رئيسي للسينما في المنطقة، ويضم الوفد ممثلين رئيسيين في صناعة السينما، مثل لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي ومدينة دبي للاستديوهات، ومهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، ومهرجان دبي السينمائي الدولي، كما تعود الشراكة بين سوق دبي السينمائي ومارشيه دو فيلم، وسيوفر عروضاً حصرية لخمسة أفلام عربية قيد الإنتاج، تقدم منصة أساسية للمواهب العربية للتواصل والازدهار على الساحة العالمية، وتعرض خمسة أفلام أخرى عرضت في الدورة الثالثة عشرة لمهرجان دبي السينمائي بدعم من «إنجاز»، في ركن الأفلام القصيرة في «كان»، وفي موازاة الحضور الإماراتي سيشارك عدد من الدول العربية، ومنها الجزائر وتونس والمغرب ولبنان والأردن، وسينحصر الوجود الناطق باللغة العربية في أفلام «على كف عفريت» للتونسية كوثر بن هنية، ويشارك في قسم نظرة ما، وتدور أحداثه حول قصة الشابة «مريم» التي اغتصبها شرطيان، مع العلم أن هذه الحادثة الحقيقية تداولتها الصحافة باهتمام كبير وتحولت إلى قضية رأي عام، وتعد مشاركة الفيلم تتويجاً جديداً للمخرجة صاحبة التانيت الذهبي عن فيلم «زينب تكره الثلج»، و«طبيعة الوقت» للجزائري كريم موساوي، بينما يشارك الفيلم الفلسطيني «رجل يغرق» لمهدي فليفل في مسابقة الأفلام القصيرة، ويشارك المخرج المصري محمد دياب في عضوية لجنة تحكيم نظرة ما بالمهرجان، وهي اللجنة التي تترأسها النجمة الأميركية أوما ثرومان، وتضم الممثل الفرنسي رضا كاتب، والمخرج البلجيكي جواشيم لافوس، وكان دياب شارك العام الماضي بفيلمه «اشتباك» الذي افتتح تظاهرة «نظرة ما»، وهي المسابقة التالية في الأهمية للمسابقة الرسمية، واختار المهرجان أن يضع على الملصق صورة الأسطورة الإيطالية كلوديا كارينالي المولودة في تونس، وتوقف الناقد طارق الشناوي عند الغياب المصري عن المهرجان، وقال: مصر هي الأعرق سينمائياً في الوطن العربي، وواحدة من الدول العشر الأولى التي عرفت صناعة السينما، ولكن لا أحد يتحمس لجناح سينمائي يحمل اسمها، نتيجة عدم قدرة مهرجان القاهرة على تحمل المسؤولية المالية لإقامة الجناح مع تضاؤل الميزانية، كما لم يشارك أي من رجال الأعمال في الدعم، بينما غرفة صناعة السينما بعيدة عما يحدث.
عدد اليوم
