الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التسوق الليلي يسعف في حالات الطوارئ

التسوق الليلي يسعف في حالات الطوارئ
6 يوليو 2008 00:44
الليل وقت الرومانسية والنقاء والراحة، فيه يلقي الإنسان أعباء قلبه وجسده لينعم بالهدوء والسكينة بعد يوم حافل بالتعب والإرهاق، لكن الحياة العصرية صارت تجبر الكثيرين على وصل النهار بالليل· وأمست الكثير من المهن تتطلب العمل الليلي، فدب الانتعاش في الظلام، وفتحت بعض المتاجر أبوابها لأربع وعشرين ساعة مستقبلة زبائن أكثر يوماً بعد آخر· ''شمس النهار الحامية تقلل من متعة التسوق''، هذا ما قاله بدر خليفة (موظف) وهو يقلب بعض المنتجات بين يديه، وأكمل: ''صحيح أن مراكز التسوق الليلي محدودة ومقتصرة على بعض محال ''السوبرماركت'' وأسواق السمك والخضار لكنني شخصيا أحب شراء ما أحتاجه ليلا''· وبدر ليس من هواة التسوق، ويشتري ما يحتاجه ''من ملابس من المراكز التجارية نهاراً''، بينما يفضل شراء ''الأغراض الاستهلاكية اليومية ليلاً بعد الساعة الواحدة من أي ''سوبرماركت'' يعمل بنظام 24 ساعة''· ويبرر ذلك بأن ''هذه المحلات عادة تكون مزدحمة في النهار حتى أننا لا نجد أماكن لصف سياراتنا أحيانا، لكنها بعد الواحدة ليلاً تكون أقل ازدحاماً بكثير، ويستطيع المرء قضاء الوقت الذي يحب لاختيار ما يريد من أغراض''· متطلبات الأسرة تختلف أسباب سعيد الراشدي عن أسباب بدر، فهو يلجأ إلى التسوق في الليل بسبب طبيعة عمله التي تجعله بعيداً عن المدينة في النهار، يقول: ''أعمل في المنطقة الغربية، وأعود متأخراً إلى أبوظبي، وبالطبع يحتاج أبنائي إلى الكثير من الأغراض بشكل يومي· وحين أعود في المساء ألجأ لأي ''سوبرماركت'' مفتوح ليلاً، وأشتري ما يحتاجون إليه''· ويرى الراشدي أن ''هذه المحال - بالرغم من محدودية الخيارات التي تتيحها - ساهمت في تخفيف العبء عنا، وصرنا نجد الكثير من الأغراض تحت سقف واحد عوضا عن البحث في شوارع المدينة عن أي بقالة مفتوحة لشراء الناقص منها''· الأمر نفسه يحدث مع حمد الجابري الذي يعمل عادة حتى الحادية عشرة مساء ولا يستطيع الخروج من عمله قبل هذا الموعد إلا نادراً، ويشير إلى أن ''العمل ليلا سمة التطور الذي نعيشه في الإمارات· هناك الكثير من الوظائف اليوم أصبحت تشتغل بنظام المناوبات والعمل الليلي بشكل يتيح للمؤسسة أن تعمل 24 ساعة متواصلة، وهذا النوع من العمل يحرم الموظفين من متعة التسوق، لكن هذه المحلات تجعلنا نحصل على احتياجاتنا من الأغراض وتسلية أنفسنا بالتسوق في نفس الوقت''· يضيف: ''يحدث أحيانا أن نحتاج بعض الأشياء بصفة عاجلة، ووجود هذه المحال مفتوحة يؤمن لنا الحصول على ما نريد بأسرع وقت''· يوافق نادر أبو الحسن على ما قاله الجابري، ويتابع: ''أعيش في الإمارات منذ اثني عشر عاما تقريباً، لكن ظاهرة المحلات التي تفتح 24 ساعة بدأت منذ عدة سنوات في أبوظبي، ولم تكن موجودة قبل ذلك ربما لأن البيئة في الإمارات بيئة محافظة بشكل كبير، ولم تكن طبيعة الأعمال في البلد تتطلب وجود محال تعمل 24 ساعة، بالرغم من وجود بعض البقالات والمطاعم التي تعمل حتى الثانية صباحا· وأعتقد أن الفكرة نجحت وصارت هذه المحال تمثل ملجأ مهماً لمن يحتاجون التبضع في وقت متأخر، بل ووفرت فرصة لتغيير ''الجو'' الخاص بالتسوق وصار الكثيرون يحبون التبضع بعد منتصف الليل وقبيل الفجر أيضا''· نظرة المجتمع إذا كان التسوق الليلي يحمل الكثير من الإيجابيات والراحة بالنسبة للرجل، فهل الحال هو نفسه مع المرأة؟ صفية خميس كانت تتسوق أيضاً قرابة الساعة الثانية صباحا حينما التقيناها، وقالت: ''لو لم يكن زوجي مسافراً لما خرجت في مثل هذا الوقت لشراء أغراضي من ''السوبرماركت''· وتتابع: ''رغم أنني امرأة إلا أنني لا أحبذ أبدا أن تخرج السيدة للتسوق ليلاً إلا إذا كانت هناك حالة اضطرار فعلي· ومع أن البلد آمن إلا أن مجتمع الإمارات مجتمع محافظ ولا يستطيع أي شخص أن يغير من وجهة نظر المجتمع للمرأة حينما تخرج ليلاً، لذا أجد من الضروري جدا أن تصطحب المرأة التي تحتاج بشكل عاجل فعلي للتسوق بعد منتصف الليل شخصا معها سواء كان طفلها أو شقيقها، والأفضل طبعا أن ترسل زوجها لشراء ما تحتاجه عوضا عن الخروج من منزلها في وقت متأخر''· رغم ذلك، تعترف صفية بأن ''هذه المحال ساهمت بالفعل في تيسير الحياة على الناس''· وتؤكد: ''يحصل أحيانا أن أنسى حاجتي لغرض ما ولا أتذكر إلا في وقت متأخر جدا، وعندها يخرج زوجي لشراء ما ينقصنا من أغراض من هذه المحال، وهذا يسهل الأمور كثيراً علينا وبالتأكيد على الآخرين أيضا''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©