الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سرقة العقول

16 مايو 2017 23:07
«مرحباً أعزائي السنابيين، اليوم سأتحدث لكم عن منتج عجيب غريب، المنتج قمت بتجربته خصيصاً وله فوائد عديدة، فلكم أن تتخيلوا معي دواء خاصاً لإزالة الدهون وتخفيف الكرش وتنسيق جسمك الجميل ليصبح قوامك مثل الرياضي الذي يبذل كل جهده، يا ترى ماذا تنتظر؟ هناك عرض لمدة 24 ساعة، والمحظوظ من ينال الفرصة الذهبية للحصول على المنتج، هيا أسرعوا بالطلب قبل فوات الأوان». مضت 24 ساعة كانت الأكثر ضجة على هاتف صاحب القصة، الكل يريد أن يعرف يا ترى ما هذه الحبة التي تذيب الشحوم واللحوم التي راكمتها الوجبات الشهية والسريعة في الأجسام طوال السنين الماضية، الكل كان مستعداً للدفع والكل يقدم الألف بدل المئة، بل ساهموا بنشر الخبر ووفروا لصاحب السناب التعاقد مع شركات الإعلانات، انتهت الـ 24 ساعة، ظهر فيها الكابتن صاحب السناب ليقول للجميع: فعلاً أدركت كم هو سهل غشكم وسرقة أموالكم؟! أردت أن أضعكم في مثل هذا الموقف لأريكم أنفسكم أمام مرآتي التي تقول لكم إن سرقة العقول في هذه الأيام أسهل من سرقة المال، فمن يصدق أن دواء قادراً على مثل ذلك؟ ومن يدريك أن منتجات أخرى قادرة على فعل المستحيل إن لم يكن يندرج في حياتنا اليومية نظام غذائي ورياضي يحافظ على صحتنا ويقيننا شرور السمنة وتبعاتها؟ حقاً بتنا نجري وراء الكلام المعسول والصور المزيفة لكثير من الإعلانات التي يزيفها العديد من أفراد «السوشيال ميديا»، ضاربين عرض الحائط بالمصداقية وكل القيم الإنسانية التي تهتم بالإنسان أولاً قبل المال. المغزى من هذا الكلام: ليس كل ما يقال حقيقة، وليس كل ما يعرض يتوجب علينا أن نصدقه ونحسب له ألف حساب، لذا أوصى الجميع بتحكيم العقل قبل كل شيء، فليس كل ما يعرض حقيقة، وليس كل ما هو موجود واقعاً، وليس كل ما يباع صالحاً للاستهلاك الآدمي.. فقصص عديدة سمعناها لأشخاص كانت نهايتهم وخيمة جراء مثل هذه المنتجات، لذا كلنا نأمل أن يزيد الوعي بين مجتمعاتنا للحفاظ على حياتنا الغالية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©