الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخطر القادم

16 مايو 2017 23:07
إحصاءات من مصادر عدة، تمثلت في مراكز بحوث واستراتيجيات وجامعات، وغيرها من المطمورة في الأدراج أو المعروضة على أرفف المكتبات، أو المكتوبة في الصحف والدوريات والمجلات، تظهر أن عدد الشباب المنضمين والمستقطبين إلى التنظيمات الإسلامية المتطرفة كبير بشكلي جلي، سواء من المقاتلين أو الداعمين لها في معاركها الهلامية أو الأنصار القابعين الآن في حالة سكون انتظاراً لإشارة ما، بغرض تأسيس الدولة الإسلامية، عبر تكتيكات مرنة واستراتيجيات هادفة إلى إنشاء الخلافة الإسلامية في أي بقعة يسيطرون عليها، مع الأخذ في الاعتبار أن البداية صغيرة المساحة إلى حين السيطرة على أكبر مساحة، ويلاحظ ذلك من خلال استراتيجيتهم وسيطرتهم على الكثير من المناطق في سوريا والعراق، وفي سوريا كانت البداية بالسيطرة على بعض المساحات، ثم الانطلاق بعدها إلى العراق في شكل أفواج منظمة، وممارسة سياسة التخويف والترعيب والترهيب على السكان لإعلان دولة الخلافة الإسلامية المزعومة، والتي هي الآن في العراق تحت مرمى أهداف أبنائه والمجتمع الدولي، وأصبح قاب قوسين أو أدنى من القضاء عليها، والسؤال الآن أين يذهب هؤلاء؟ بعد أن كان السؤال من أين أتى هؤلاء؟، خاصة بعد دروس تجربة أفغانستان بعد الانتصار على السوفييت وأعوانهم والاقتتال الداخلي بين المتطرفين واستغلال المتطرفين واستخدامهم في لعبة صراع النفوذ من قبل المنتصرين بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وتفكك دول المنظومة الاشتراكية، وما أحدثه ذلك من فراغ واختلال في موازين القوى والعلاقات الدولية المتحكمة في التوازن الدولي، وبروز صراع النفوذ في منطقة الشرق الأوسط خاصة. إن هذه الأعداد، وفقاً لخططها المتمثلة في الجمع بين النقائض، الدين والمراوغة السياسية المتطلبة أحياناً التحالف حتى مع الشيطان، هيأت وتهيئ، كلما ضاق بها الخناق، أرضاً جديدة وملاذات آمنة لمعاركها الجديدة، وهي لا تدري أنها مدفوعة دفعاً من قوى لها مصلحة في زعزعة استقرار عدد من الدول وفقاً لاستراتيجيتها الكونية أو الإقليمية، والتعبئة على أساس ديني تجد لها آذان صاغية في المجتمعات المأزومة. ولعلّ أخطر ما يواجه المنطقة اليوم يمكن قراءته في ما أصاب تنظيم القاعدة من وهن وضعف في معقليها الأساسيين أفغانستان وباكستان عسكرياً، وكيف رمت بحممها وأفكارها من خلال دعاية متقنة في المنطقة، مارسها «داعش» النسخة المتطورة من «القاعدة». يقول صاحب كتاب «أعظم حروب عصرنا»، «إن فكر القاعدة ولَّدت مجموعة جهادية في عشرين بلداً حول العالم»، معظمها في الشرق الأوسط، فما بالك أن الفكرة المتشددة لن تولد إلا فكراً أكثر تشدداً، ولذا لم يكن مستغرباً «بعد انطفاء وهج القاعدة أن تتشكل الدولة الإسلامية (داعش)، وتتوسع بحيث تجذب 30 ألف مقاتل من 83 بلداً، منهم 5 آلاف من بلاد غربية، وحتى الذين عادوا إلى بلدانهم، ولم يهاجروا إلى أرض (داعش)، شكلوا فروعاً ظهرت بوضوح في سيناء والجزائر وليبيا»، وهناك منتشرون في كثير من الدول لم يظهروا لضرورات تكتيكية. إعلان بعض الأفراد عن انضمامهم إلى «داعش» أو تنظيمات سلفية جهادية في بعض الدول العربية يوضح أن «داعش» تتحسب لكل شيء بحيث تخلق موالين لها في الدول العربية والإسلامية، ما يجعل فكرها عابراً للحدود، يتم استغلاله لرسم خريطة جغرافية سياسية جديدة للمنطقة. إياد الفاتح - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©