الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فضل خوري يقطع الإمارات السبع «سائراً ودراجاً» في أسبوع

فضل خوري يقطع الإمارات السبع «سائراً ودراجاً» في أسبوع
26 مارس 2011 22:05
يتمتع بحس إنساني وثقافة عالية وثقة بالنفس يمارس رياضة المشي منذ شهرين، لكن رغم ذلك وجد نفسه بين ليلة وضحاها يقطع مئات الكيلومترات سيراً على الأقدام تارة والسير بالدراجة تارة أخرى، من أبوظبي إلى الفجيرة خلال7 أيام. هناء الحمادي (أبوظبي) - تعتبر هي الرحلة الأولى التي قام بها في حياته، لم يكن يدرك من خلال تجربته هذه أن المشي مفيد ويمكن لكل شخص حين يخطط لرحلة ماشياً على قدميه أن يكتشف الكثير من العجائب أثناء السير ويتعرف على الكثير من الأماكن التي قد يجهلها أثناء قيادته السيارة. لكن فضل محمد رسول خوري، وبفضل عزيمته وإصراره وصبره، استطاع أن يجتاز آلاف الكيلومترات والتنقل من إمارة لأخرى ماشيا على قدميه ليكمل الرحلة التي نجحت بعد جهد كبير. رد الجميل يقول فضل خوري عن تجربته الأولى: «قديما كان الرحالة يجوبون العالم بحثا عن الشهرة أو اكتشاف أماكن وقارات جديدة أو حتى للتعرف على ثقافات مختلفة لذلك من باب حب الرحلات والاهتمام بالصحة أردت أن أخطو بقدمي على كل كيلومتر ممكن من الإمارات فبدأت رحلتي ذات صباح من إمارة أبوظبي وخاصة أمام جامع الشيخ زايد الكبير في الصباح الباكر». يتابع خوري شارحا تخطيطه لهذه الرحلة «لأكون بكامل لياقتي البدنية وباعتباري من سكان منطقة الختم، كنت أمارس رياضة المشي في محمية بوذيب التي تبلغ مساحتها ما يقارب حوالي19,6 كيلو متر، في هذا المكان كنت أمشي مسافة 40 كيلومترا ولمدة 8 ساعات، وذلك حسب سرعة المشي، وبعد أن اكتسبت اللياقة المطلوبة وجدت نفسي قادرا على هذه الرحلة الطويلة». نظرات الاستغراب يواصل خوري حديثه ويتذكر تلك اللحظات حين كان يمشي على حافة الشارع ونظرات الاستغراب تلاحقه «طوال فترة مشي الكثير من قائدي المركبات يلاحظون تواجدي على الشارع. البعض منهم يقف متسائلا عن سبب الرحلة والبعض الآخر يتجاهل وجودي، ولكن كل تلك النظرات كانت تدفعني لمواصلة السير ومتابعة رحلتي التي قررت أن أنهيها مهما كانت الصعوبات والمشاكل التي قد تواجهني». 36 ساعة مشي خطتي للخروج من أبوظبي إلى دبي كانت مقررة أن تكون 30 ساعة. لكن ما حدث كما يقول خوري «تأخرت كثيرا في وقت الخروج في الصباح لتوفير بعض الأغراض والاحتياجات اللازمة لوضعها في حقيبة الرحلة. لكن رغم ذلك بدأت الرحلة بإرادة قوية وعزيمة لا تنضب، فواصلت السير لكن توقفت عند عيادة طبية لمعالجة «أكياس الماء» في قدمي. يذكر عدد مرات التوقف ويتابع «توقفت مرتين إحداها في منطقة الشهامة، والثانية في عيادة عجبان الصحية، وسبب ذلك كما يقول خوري «نظراً لطول المسافة والضغط على قدماي زيادة عن اللزوم تولدت لدى تلك الأكياس المائية التي كانت تسبب الآما مبرحة أثناء المشي. لكن في عيادة عجبان شعر خوري بالراحة أكثر، وعن ذلك يقول «وصف لي الدكتور روشتة تتضمن مضادا حيويا وشراء جوارب خاصة تستخدم لرياضة المشي وهذه تساعد في المحافظة علي درجة حرارة الجسم والتقليل من تدفق إفرازات الماء في القدم. لافتاً بابتسامة «رغم ذلك استطعت الوصول إلى إمارة دبي بعد 36 ساعة. لتكون رحلتي في اليوم الأول مواصلة السير بلا توقف وبدون أخذ قسط من النوم». خلال رحلته التي استغرقت 7 أيام، طاف فضل خوري بأماكن لا يعرف بها أحد. عن ذلك يقول «مررت بأماكن لا أعرف فيها أحداً ولا أجد أحدا، لكن الخوف لم يتطرق إلى قلبي ساعة، وطموحي لم يقف عند حد. مشيراً بتفاؤل «نمت في العراء أحيانا وتحت أشجار السمر أحياناً كثيرة. والتقيت بمجموعة من الناس والشباب البعض منهم كان يلتقط صوراً معي للذكرى، وآخرين يستفسرون عن رحلتي الطويلة والمعاناة والصعوبات التي واجهتها. مؤكداً بابتسامة «كل هذا الاهتمام والعناية الإلهية كانت تدفعني إلى متابعة الرحلة برغم صعوبتها ومشقتها». زقزقة العصافير لكن من أكثر ما لفت انتباهي أثناء السير. كما يقول خوري «ليس صوت السيارات المسرعة ولا روائح العادم ولا نظرات الاستغراب، إنما زقزقة العصافير التي كانت دائما ما تبعث في داخلي الشعور بالراحة والطمأنينة. يصمت خوري ويتحدث عن موقف تعرض له ولفت انتباهه ومازال يدور بخلده. ويقول «أثناء وجودي في إمارة رأس الخيمة وسيري في إحدى الطرقات المظلمة أحسست بمن يلاحقني. يتذكر خوري تلك اللحظات المخيفة ويقول « اكتشفت أن من يقوم بملاحقتي هو «كلب» ينظر إلى بنظرات مخيفة. في البداية شعرت أنه جائع ويريد أن يأكل أي شيء، ولكن نظراً لخبرتي البسيطة في التعامل مع هذه الحيوانات اقتربت منه ووضعت يدى عليه بمسح رقبته ليشعر بالأمان وأعطيته بعض «الحلاوة» التي في حقيبة الظهر». يواصل خوري رده فعل الكلب ويقول « نظراً لمعاملتي الحسنة معه كان يلف ويدور حولي أثناء السير. لكن بعد مسافة من المشي حاولت الهرب منه وإبعاده عني». هذه هي رحلة الشاب الإماراتي الذي قطع آلاف الكيلومترات، على الرغم إنه لم يحصل على أي دعم مادي أو معنوي من بعض الجهات الرسمية، إلا أنه رغب في القيام بهذه الرحلة لوحده وبمجهوده الشخصي - فعلى حد قوله «أحببت أن أعيش لحظة مغامرة الرحالين الذي يقطعون آلاف الكيلومترات من أجل هدف سامٍ» حقيبة الظهر كل من يقوم برحلات طويلة لا بد أن يحمل معه بعض الأغراض المهمة التي يحتاجها. عن ذلك يقول خوري « في أثناء الرحلة حملت معي حقيبة تضم 3 قنينات ماء صغيرة الحجم، و3 من المشروبات الأيونية التي تمد الجسم بالطاقة، إلى جانب بطانية واحدة للصلاة والنوم ويمكن استعمالها أيضا كغطاء، بالإضافة إلى بنطلون الجينز و 2 تي شيرت وجاكيت للتدفئة في حالة إن كان الجو بارداً ليلاً أثناء السير. وبالنسبة للغذاء يواصل خوري ويضيف «كذلك أخذت 7 تفاحات خضراء و 5 جوارب حلاقة ومظلة شمسية وكريم الفولترين في حالة الإصابة بتشنج العضلات. أما الحقيبة الثانية فكانت أصغر حجما وتُربط على الخصر وتضم المحفظة ومفاتيح السيارة التي ركنتها في مواقف المسجد الكبير للشيخ زايد، بالإضافة إلى ذلك القفازات وقصاصة الأظافر و4 من قطع حبات السمسم المعسول و4 قطع من حلاوة الفول السوداني ذات الحجم الصغير جداً، إلي جانب ذلك القبعة التي كانت تقيني من حرارة الجو أثناء المشي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©