إماراتيات يتفوقن على مقاعد الدراسة في معاهد التكنولوجيا التطبيقية

«التكنولوجيا بأيد إماراتية» شعار تسعى معاهد التكنولوجيا التطبيقية بأفرعها الستة في مختلف إمارات الدولة إلى تحقيقه منذ أمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بصفته حاكم إمارة أبوظبي بإنشائه في عام 2005، وفق أرقى المعايير العالمية التي تكفل بما تقدمه من برامج تعليمية تكنولوجية، رفد المجتمع الإماراتي بكوادر وطنية متخصصة في المجالات الهندسية والتكنولوجية قادرة على بناء قاعدة صلبة للاقتصاد المعرفي بالدولة، بما يؤدي إلى تطورها وتقدمها والارتقاء بها في مختلف المجالات. (العين) - أثبت الطلبة والطالبات الملتحقون بالمعاهد، أنهم قادرون على التفاعل والانسجام والتميز مع مختلف التخصصات التكنولوجية المطروحة، والتي التحقوا بها وفق ميولهم ورغباتهم وتحصيلهم العلمي كالهندسة الكهربائية والميكانيكية وتكنولوجيا الاتصال والمعلومات والعلوم التكنولوجية الصحية، ولعل تواجدهم ومشاركتهم في مختلف المعارض والمسابقات العلمية يترجم ذلك، حيث لفتوا الأنظار بما يحققونه من مراكز متقدمة على مستوى مدارس ومعاهد وجامعات الدولة التي يشارك بها طلبة من مختلف الجنسيات والأعمار والمستويات العلمية. هدف المعاهد في البداية، يتحدث الدكتور عبداللطيف الشامسي مدير عام معاهد التكنولوجيا التطبيقية فيقول: إن هدف المعاهد ليس تخريج طلبة ثانوية فقط، فنوعية الطالب وإعداده بكفاءة للانخراط قي سوق العمل أمر أساسي. وحاليا تقوم المعاهد ضمن مدارسها الثانوية بتخريج طالب ثانوية تكنولوجية مؤهل لدراسة هذه التخصصات ووضعه على أحدث مسارات الهندسة والتكنولوجيا. كما تعمل المعاهد حاليا لطرح برامج عليا في التكنولوجيا المتخصصة بمواصفات ومقاييس عالمية، من خلال «بولتيكنك أبوظبي»التي ستنطلق لأول مرة سبتمبر المقبل من خلال الدبلوم العالي في الطاقة النووية والدبلوم العالي في أشباه الموصلات. حيث تعمل المعاهد على توفير كادر وطني بكفاءة عالمية وإنتاجية عالية تلبي احتياجات سوق العمل، وفي هذا الإطار تم إنشاء الأكاديميات المتخصصة الأخرى مثل أكاديمية العين الدولية للطيران وكلية فاطمة للعلوم الصحية بفرعيها في أبوظبي والعين». مصممة لعبة وفي لقاء مع الطالبة سارة فاضل الشكري الطالبة في معهد التكنولوجيا التطبيقية فرع العين، التي تعشق عالم الكمبيوتر والإنترنت ولديها مهارات فذة في تصميم المواقع والبرامج والألعاب الإلكترونية، تقول الشكري عن المسابقات التي شاركت فيها في ذلك وما حصدته من مراكز «منذ أن التحقت بالمعهد انضممت إلى نادي التعلم الذاتي، وهو أحد الأندية التعليمية في المعهد وتلقيت منه الكثير من المهارات المتقدمة في برامج الكمبيوتر فشاركت على إثرها في مسابقة الماراثون التي تعدها جامعة الإمارات لمختلف الطلبة في الدولة وحصلت على المركز الرابع فيها بعد أن صممت لعبة إلكترونية أسميتها (ماث ماستر) أي قصر الرياضيات وتضم مجموعة من الأسئلة لعمر 6-12 سنة تختبر فيهم قدرتهم على إجراء العمليات الرياضية (الجمع والطرح والضرب والقسمة) البسيطة والمعقدة، حيث جعلت أسئلتي متدرجة من السهل إلى الصعب ومرتبطة بزمن محدد، واستخدمت في تصميم هذه اللعبة مهارات برنامجي الفوتوشوب وسكراتش اللذين تعلمتهما في المعهد، أما فكرة المسابقة فهي من إبداعاتي، وشاركت بعدها بمسابقة (تخيلونا) إلى جانب 3 طالبات من نفس المعهد، وهن سارة عبدالله وخديجة مطر وإيمان بخيت، حيث فزنا كفريق بالمركز الأول في المسابقة التي نظمتها شركة ميكروسوفت لمختلف الطلبة على مستوى الدولة، حيث قمنا بتصميم موقع إلكتروني خيالي عن الفقر والمجاعة وضمناه بكل ما يخدم الفكرة مثل فيديو حقيقي أجريناه مع الخدم عن الفقر والمجاعة في بلادهم وإحصائيات وأرقام عن نسبة الفقر والمجاعة عالميا واقتراحات لحل هذه المشكلة التي تؤرق نسبة كبيرة من السكان في العالم وصممنا بجانب ذلك نموذجا لمن يحب التبرع سواء نقديا أو عينيا، بالإضافة إلى تصميم الشعار والبانر الخاص بمقدمة الموقع والصفحات ...الخ». مهارات الإمارات تتابع الشكري حديثها عن المسابقة الثالثة التي فازت فيها وتقول :» شاركت بمسابقة خاصة بالطلبة الإماراتيين من مختلف الجامعات والكليات والمعاهد والمدارس تسمى (مهارات الإمارات)، وهي أيضا تختبر القدرة على تصميم المواقع الإلكترونية مع موضوع مختلف هذه المرة وهو (التوظيف)، استخدمت فيه برنامجا إضافيا لم يستخدمه أحد غيري من المتسابقين اسمه (Adobe flash) صممت منه البانر أو الشريط العلوي للموقع بصورة حركية يتبدل فيها عرض الصور التي زودتنا فيها لجنة المسابقة أما اللوجو أو الشعار فقد استخدمت فيه برنامج الفوتوشوب، أما شكله فكان عبارة عن يد مفتوحة تدعو إلى التعاون تتوسط خريطة دولة الإمارات، الصعوبة في هذه المسابقة في يومها الثاني، حيث لم أجد صعوبة في اليوم الأول الذي نقوم فيه بالتصميم للموقع دون الاستعانة بالإنترنت ودون معرفتنا بموضوع الموقع المراد تصميمه قبل بدء المسابقة. ففي اليوم الثاني يجب أن يقوم كل متسابق بربط مكونات الموقع الذي صممه ببعضها مع قاعدة بيانات، مما يتطلب مهارات عقلية ذهنية عالية جدا وقدرة على التركيز، وقد فزت في هذه المسابقة بالمركز الأول وحصلت على ميدالية ودرع ذهبيين» المركز الأول كما شاركت اليازية النعيمي الطالبة في معهد التكنولوجيا التطبيقية فرع العين، بمسابقة مهارات الإمارات لكن عن فئة أخرى مختصة بالتمديدات الكهربائية حيث كانت وزميلتها أول طالبتين تنافسان الطلاب في هذا المجال، والأجمل من ذلك أن النعيمي فازت بالمركز الأول وميدالية ودرع ذهبيين على جميع الطلبة المشاركين وبالأخص الشباب والذين يوجد بينهم من يدرسون الهندسة في الجامعة أو الكلية بينما النعيمي لا تزال على مقاعد الثانوية العامة. تفيد النعيمي أنها تلقت مهارات التمديدات الكهربائية من خلال دراستها للهندسة التطبيقية في المعهد مع تعقيدات أكثر في المسابقة تثير التحدي لدى محبي هذا المجال ... تقول النعيمي «قمت بتركيب مجمع كهربائي على لوحة مثبتة على الحائط وأوصلته بأسلاك تقص بمقاسات محددة وأوصلت فيه 6 علب كهربائية أو ما يسمى إبريز وضوئين و3 أسلاك أخرى تخرج من المجمع إلى مصدر كهربائي حقيقي يزودها بالكهرباء، واحتجت أثناء عملي لاستخدام الدريل والمفك والمطرقة والمنشار من أجل ثقب الجدار وقص الأسلاك وتقطيع القاعدة الحديدية المثبت عليها، وقد كان العمل مقسم على يومين مع وجود لجنة تتوسط القاعة تراقب المتسابقين الثمانية الذين كنت وزميلتي الفتاتين الوحيدتين بينهم، مما جعلني أشعر بالخوف لأن الشباب أكثر مهارة من الفتيات في هذه الأمور، لكنني تفوقت عليهم جميعا وفزت بالمركز الأول» وتؤكد النعيمي أن المسابقة لم تكن سهلة، بل تطلبت مهارات يدوية وعقلية معا وقدرة على التركيز والدقة، حيث توجد قياسات محددة لكل قطعة نركبها وينبغي أن يكون الشكل النهائي لهذه التمديدات مرتبا ومنظما وصحيحا ويعطي نتائج سواء عبر إضاءة الضوء الذي أوصله كل متسابق أو عبر استخدام إحدى العلب الكهربائية أو الإبريز بوضع الفيش أو السلك كالشاحن الكهربائي للموبايل مثلا لمعرفة وجود كهرباء من عدم وجودها. صاحبة المركز الثاني الفوز بمسابقة مهارات الإمارات لهذا العام أيضا كان من نصيب الطالبة سارة عبدالله اليافعي، الطالبة في معهد التكنولوجيا التطبيقية فرع العين التي حصلت على المركز الثاني وميدالية ودرع فضيين عن تصميمها المتميز لموقع إلكتروني خاص بالتوظيف استخدمت فيه برامج ومهارات تدربت عليها أسبوعين في المعهد وهي بحسب اليافعي 5 برامج ( دريم ويفر والفلاش والفوتوشوب والنافيكات والوام سيرفر، كما شاركت ضمن الفريق الذي حصد المركز الأول في مسابقة تخيلونا والذي تحدثت عنه الشكري سابقا . وتعتبر اليافعي هذه المسابقات مفيدة جدا حيث تنمي فيهم روح المنافسة والتحدي والقدرة على الابتكار والإبداع بالإضافة إلى تشغيل الطاقات العقلية بصورة بناءة وإيجابية وتنمية مهارات التركيز المطلوب في الدراسة بشكل أساسي.