الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مفهوم الشعبوية «1 - 2»

16 مايو 2017 23:11
لا يزال السؤال حائراً، وربما سيبقى إلى أمد طويل دونما إجابة، فعصرنا الذي نعيش فيه اليوم تطورت وسائله بشكل متسارع، لدرجة تجد فيها الكثير من الأجيال السابقة صعوبة في اللحاق بوتيرة تطوره، والذي يصب في تسهيل وتوفير حياة أكثر سهولة ويسراً لبني الإنسان وأينما يكون، حتى بات من الصعب القبول بمنطق أو بفكر مريض يسير عكس هذا التيار، ويبقى السؤال حائراً، كيف سيبرر العالم سكوته ولا يزال عن تمدد شرور إيران؟.. فهي ضد التطور التاريخي للحضارة بشكلها المعاصر، وضد كل القيم والمفاهيم الإنسانية التي يعيش اليوم تحت ظل قوانينها الإنسان. الطائفية والشعبوية هي نتاج فكري وعقائدي مريض ومعتل ومجنون وبامتياز، فالشعبوية أو الشعوبية كمفهوم تاريخي، هي حركة ظهرت للعيان في بدايات العصر العباسي، وهي حركة من يرون أن لا فضل للعرب على غيرهم من العجم، وقد تصل إلى حد تفضيل العجم على العرب والانتقاص منهم، قال عنها القرطبي هي حركة «تبغض العرب وتفضل العجم»، وقال الزمخشري في أساس البلاغة: «وهم الذين يصغرون شأن العرب ولا يرون لهم فضلاً على غيرهم»، وتعرف الموسوعة البريطانية الشعوبية بأنها كل اتجاه مناوئ للعروبة كان الشعوبيون يسمون حركتهم «حركة التسوية»، التسوية بين حقوقهم وحقوق العرب، الحركة الشعوبية تحولت تدريجياً من حركة تسوية إلى حركة تفضيل العجم على العرب، وعملت عبر ترويج المشاعر القومية وإشاعة اليأس من الإسلام إلى ضرب سلطة الخلافة. إن الحركة الصفوية استنادها يعود إلى مبدأ «الشعوبية»، بغية ترسيخ أفكارها وأهدافها في ضمائر الناس لتذوب مع عقائدهم وإيمانهم، وعمدت الصفوية إلى إضفاء طابع ديني على عناصر حركتها وجرّها إلى داخل بيت النبوة إمعاناً في التضليل، ليتمخض عن ذلك المسعى حركة شعوبية، مستغلة التشيع لكي تضفي على الشعوبية طابعاً روحياً ومسحة قداسة دينية، ولم يكن ذلك الهدف ممكناً إلا عبر تحويل الدين الإسلامي إلى مذهب عنصري وشخصيات فاشية لتبرير القتل والدمار وإلغاء الآخر لغرض التمدد والهيمنة، تؤمن بأفضلية التراب والدم الإيراني والفارسي منه على وجه الخصوص، وهو فكر مريض ومبتسر وبامتياز. لم يتوقف نقد النزعة الشعوبية لدى التيار الصفوي، بطريقة أكثر جذرية من الأدباء والمفكرين العرب والفرس على السواء، ومن بينهم المفكر الإسلامي الدكتور علي شريعتي، فقد بَيَّن آلية المزج في الموروث الصفوي الروائي ما بين السلطة الإيرانية والنبوة الإسلامية، ويعتبر واحداً من القلائل الذين استطاعوا التجرد بعيداً عن هوى المذاهب والتمذهب. وسعى بكل ما أوتي من قوة إلى لملمة الصفوف تجاه الوحدة، فانتقد ما سماه «التشيع الصفوي» والمغالاة في التحزب أياً كان. مرت عصور وقرون عديدة اقتربنا فيها من صحيح الدين، واقتربنا أكثر من كوننا مسلمين، وكانت تلكم هويتنا التي سادت نتيجة تطورنا ونتيجة زيادة إدراكنا ووعينا، ولم يعد السؤال عن الملة والطائفة والمذهب يبدو ملحاً وبتوكيد مثلما يحدث الآن. كان الوعي الجمعي حاضراً طيلة عقود، ولم نشهد حروباً أهلية أو طائفية، تقوم على هذا المنظور الضيق، بل أصبح الاختلاف السائد بيننا يقوم على أسس ومفاهيم اجتماعية وفكرية سياسية وثقافية، ورأيناه من خلال تكون الأحزاب الاشتراكية التي نمت وترعرعت إبان حقبة المد الشيوعي، وكذلك النظريات الرأسمالية والأحزاب القومية والوطنية، وبعدها جاءت الأحزاب العلمانية كبديل فكري لبعض المسميات والتوجهات، وحتى حركات الإسلام السياسي التحفت الدين كستر وغطاء لأجل تمرير أفكارها وانتشارها، وهي في أصلها حركات سياسية تنتهج سبلاً مختلفة للوصول لأهداف تتبع من أنشأها، وساعدها ولأغراض الفرقة ودوماً، ومنها ظهر مفهوم وظاهرة التطرف والذي أدى بنا لمواجهة مفهوم أكثر خطوره أطلق عليه الغرب الإسلامفوبيوية والذي كان هو الهدف لضربنا والإضرار بنا وتفتيتنا. مؤيد رشيد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©