الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرياضة وسيلة لا غاية

5 سبتمبر 2009 01:31
تميز الإسلام العظيم بميزة عظيمة غاية في الأهمية والخطورة، حيث كان متوازنا ومعتدلا في جميع الأحكام الدنيوية والآخروية، النفسية والجسدية، المادية والمعنوية على السواء. وقد اعتبر الإسلام أن من الظلم والحيف أن يطغى جانب على جانب، وأن يظهر شيء على حساب شيء آخر. ومن الخطورة بمكان أن نهتم بالمهم دون الأهم، والمندوب دون الواجب، وأن نجعل الوسائل أهدافا وغايات. من هنا كان حب البعض منا للرياضة واهتمامه بها على حساب المهمات في حياتنا أمر يدعو الإنسان العاقل إلى وقفة تأمل. ينظر الإسلام إلى الرياضة على أنها وسيلة لا غاية، وهذا أمر في غاية الإنصاف والعدل والمساواة مما يساعد على التسلية والترفيه وقتل الروتين في حياتنا حيث أصبح هذا الأخير يهدد الحياة، ويعكر الصفو والمزاج. من المفيد والجميل أن تشغل الرياضة جزءا من حياتنا، شريطة ألا تزاحم علاقتي بربي، من صلاة وصيام وأحكام أخرى، ولا تهدد علاقتي بأهلي بألا أصلهم ولا أقوي علاقتي بهم من حين لآخر، كذلك علاقتي بنفسي من تأمل ونظر ومحاسبة، كذلك لا تشارك الدراسة ومساعدة الأهل ومساعدة كل من يحتاج للمساعدة. إذاً، لتكن الرياضة تربية للأخلاق وتهذيبا للسلوك، تأخذ بأيدينا إلى معالي الأمور، وتبعدنا عن سفسافها، لا أن تكون أساسا ومنهاج حياة، وأن نجعلها أساسا للبراء والولاء، ونحب بها ونعادي عليها، ونجتمع عليها ونفترق عليها فهذا مالا يرضاه الله ورسوله الكريم. عندها تصير الرياضة نقمة لا نعمة، وتصير عيبا لا شرفا، والأحسن عند ذلك عدم ممارستها والاحتفال بها. د. علي عبدالهادي أخصائي تقويم عمود فقري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©