الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أعلام ماتوا في رمضان ابن ذكوان.. عالم فصيح من أئمة الاجتهاد

5 سبتمبر 2009 01:32
العلماء ورثة الأنبياء ومصابيح الهدى للبشر، يضيئون لهم الطريق فيسيرون على هديهم للوصول إلى جنة ربهم، ومن هؤلاء أبوالزناد عبدالله بن ذكوان، وأبوه مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة زوجة الخليفة عثمان، وقيل: مولى عائشة بنت عثمان بن عفان. تربى على يد الصحابة الذين تربوا في الجامعة المحمدية فتشربت أخلاقه بأخلاقهم، حتى صار محراب علم يقصده الناس، فحدث عن أنس بن مالك، وأبي أمامة بن سهل، ومن التابعين إبان بن عثمان، وعروة، وابن المسيب، وهناك كثيرون غيرهم. حتى صار من علماء الإسلام، ومن أئمة الاجتهاد، وحدث عنه أعلام العلماء ومنهم صالح بن كيسان، وهشام بن عروة، وابن عجلان، وابن إسحاق، ومالك والليث، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وغيرهم كثير. يقول عنه المزي في «تهذيب الكمال» والسيوطي في «طبقات الحفاظ»:كان سفيان الثوري يسمي أبا الزناد أمير المؤمنين في الحديث. وقال البخاري عنه: أصح الأسانيد كلها: مالك، عن نافع، عن ابن عمر وأصح أسانيد أبي هريرة: أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وعن عدد تلاميذ أبي الزناد وكذلك عن علمه وتمكنه من علوم كثيرة حتى صار إمام عصره، يشير الذهبي في «سير أعلام النبلاء» فيقول: «دخل أبو الزناد مسجد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومعه من الأتباع مثل ما مع السلطان، فمن سائل عن فريضة، ومن سائل عن الحساب، ومن سائل عن الشعر، ومن سائل عن الحديث، ومن سائل عن معضلة» وكل يسأل فيجد له عند الإمام جوابا شافيا كافيا. وعن الليث بن سعد قال: رأيت أبا الزناد وخلفه 300تابع من طالب فقه وشعر. وعن أبي حنيفة قال: قدمت المدينة، فأتيت أبا الزناد، ورأيت ربيعة فإذا الناس على ربيعة، وأبو الزناد أفقه الرجلين. هذه شهادات سجلها التاريخ لكبار الأئمة والعلماء في حقه. لقد كان أبو الزناد همزة الوصل بين الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز وبين إمام عصره سعيد بن المسيب فيقول عن ذلك ما يرويه الذهبي: «كان الفقهاء في المدينة يأتون عمر بن عبد العزيز، خلا سعيد بن المسيب، فإن عمر بن عبدالعزيز كان يرضى أن يكون بينهما رسول، وأنا كنت الرسول بينهما». ويشير محمد بن سعد في طبقاته إلى بعض صفات أبى الزناد فيقول: «كان أبو الزناد ثقة كثير الحديث، فصيحا بصيرا بالعربية، عالما عاقلا». وقال ابن عيينة: قلت للثوري: جالست أبا الزناد؟ قال: ما رأيت بالمدينة أميرا غيره، وكنت أسأل أبا الزناد، وكان حسن الخلق. ويقع الخلاف بين الإمام ربيعة شيخ مالك وبين أبي الزناد، ويحكي عن هذا الإمام الليث بن سعد فيقول: جاء رجل إلى ربيعة فقال: إني أمرت أن أسألك عن مسألة، وأسأل يحيى بن سعيد، وأسأل أبا الزناد، فقال: هذا يحيى، وأما أبو الزناد، فليس بثقة. أما الإمام أحمد بن حنبل فيشهد شهادة مخالفة لذلك فيقول إن أبا الزناد أعلم من ربيعة. ويرد الذهبي على مالك حين أنكر حديثا على أبي الزناد فيقول عن ابن القاسم قال: سألت مالكا عمن يحدث بالحديث الذي قال: «إن الله خلق آدم على صورته « فأنكر ذلك إنكارا شديدا، ونهى أن يتحدث به أحد، فقيل: إن ناسا من أهل العلم يتحدثون به قال: من هم؟ قيل: ابن عجلان، عن أبي الزناد، فقال: لم يكن يعرف ابن عجلان هذه الأشياء، ولم يكن عالما، ولم يزل أبوالزناد عاملا لهؤلاء حتى مات، وكان صاحب عمال يتبعهم. قلت: «الخبر لم ينفرد به ابن عجلان، بل ولا أبو الزناد، فقد رواه شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد، ورواه قتادة عن أبي أيوب المراغي عن أبي هريرة، ورواه ابن لهيعة، عن الأعرج وأبي يونس، عن أبي هريرة، ورواه معمر، عن همام، عن أبي هريرة، وصح أيضا من حديث ابن عمر. وقد قال إسحاق بن راهويه عالم خراسان: صح هذا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهذا الصحيح مخرج في كتابي البخاري ومسلم فنؤمن به ونفوض ونسلم ولا نخوض فيما لا يعنينا مع علمنا بأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ومن الأحاديث التي وصلت لنا عن أبي الزناد حديث يبعث الأمل في القلوب فعن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله عز وجل: إذا هم عبدي بحسنة فاكتبوها، فإن عملها فاكتبوها عشر أمثالها، فإن هم بسيئة، فلا تكتبوها، فإن عملها، فاكتبوها مثلها، وإن تركها، فاكتبوها حسنة». وتصعد الروح الطاهرة بعد أن علمت العلماء فيقول الواقدي: مات أبو الزناد فجأة في مغتسله ليلة الجمعة لسبع عشرة خلت من رمضان، وهو ابن ست وستين سنة في سنة ثلاثين ومائة.وقال ابن سعد في طبقاته: مات في رمضان منها. وقال يحيى بن معين، وابن نمير، وعلي بن عبد الله التميمي وغيرهم: مات سنة إحدى وثلاثين ومائة. رحم الله الإمام أبا الزناد رحمة واسعة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©