مرسـى دبـي جـمال يشـبه الأسـاطير

في مدينة دبي، ملتقى الشرق والغرب، التي تجمع بين رفاهية المدن الحديثة وجماليات الصحراء القديمة، يقع واحد من أهم المشاريع العمرانية والترفيهية في المنطقة، يضاهي في ترفه وتصميمه أهم الضواحي العالمية المطلة على الماء، بما في ذلك ''الريفيرا'' الفرنسية، وهو بمناظره الخلابة وواجهته البحرية يعتبر اليوم محطة سياحية ونقطة جذب للزائرين من كل حدب وصوب· في أي وقت أخذتك قدماك إلى هناك، ستجد المتنزهين من هواة المشي والحركة ومن محبي القوارب والبحر، فرادى وجماعات، ومن كل الفئات والجنسيات، يستمتعون بالتجول بين المقاهي والمحلات المطلة على نادي اليخوت، مراقبين حركة القوارب العصرية والمراكب الراقية، وهي تتهادى على الأمواج لتعانق زرقة السماء في النهار، وتلاحق خيوط الشمس الغاربة في المساء· ''دنيا الاتحاد'' تجولت هي الأخرى بين المتجولين في مرسى دبي، وسألتهم عن المكان وخدماته، وعادت بهذه الحصيلة: خيارات متنوعة خالد سالم طالب في الجامعة الأميركية، دائم الحضور مع أصحابه لزيارة ''دبي مارينا''، فهو كما يقول: ''مكان مثالي للقاء المعارف والأصدقاء وتزجية أوقات الفراغ، لأنه يجمع عدداً كبيراً من المقاهي والمطاعم العالمية الشهيرة''· ويبدو أن الخيارات الكثيرة هي السبب الذي يجذب خالد وصحبه، وعلى حد تعبيره يمكنني أن ''ألتقي مع ''الشلة'' هنا كل أسبوع، وفي كل مرّة نغير المقهى أو المطعم الذي نجتمع فيه، لأن في المرسى خياراتٍ عدةً، كما أننا لا نشعر بالملل بسبب التغيير الدائم في الجلسة التي تتم وسط أجواء من الضحك والمرح والحركة التي تميز المكان''· عدم الملل هو ما يجذب صديقه عمر كريم أيضاً، والذي يرى أن ''أهم ما يميّز المكان أنك لا تملّه، فهو دائم النشاط والحركة، ويحتوي على الكثير من المتغيرات، وهذا شيء يناسب الشباب الذين يحبون الأجواء الصاخبة، فهنا نرى وجوهاً جديدة وجنسيات عديدة، واستعراضاً رائعاً لأرقى وأغرب السيارات والدراجات النارية واليخوت في العالم''· لكن الشباب ليسوا وحدهم رواد هذا المكان الجميل، فقد اكتشفت فيه العائلات أيضاً مكاناً للسمر والاستمتاع والترويح عن النفس، تقول نهى جميل الموظفة في إحدى الشركات، إنها تصطحب أسرتها في نهاية كل أسبوع تقريباً إلى ''المارينا''، فتستمتع هي وزوجها بالجلوس وشرب القهوة في أحد المقاهي المطلة على الواجهة البحرية، ويراقبان بحبور أطفالهم الثلاثة وهم يقفزون فرحين على أنغام وأضواء النافورة الراقصة التي تتوسط المرسى· وتضيف: ''أجمل ما في المكان أنه مناسب للصغار والكبار، وأنا وعائلتي نحب المشي على امتداد المرسى في الأمسيات خاصة عند ما يكون الجو لطيفاً والهواء عليلاً، فهي فرصة للترويح عن النفس من ضغوطات الحياة مع التمتع بمناظر رائعة، إذ ليس هناك أجمل من التجمّع كعائلة لقضاء أوقات سعيدة في نهاية الأسبوع''· أجواء راقية من السعودية جاء فهد سلمان ليقضي بعض الوقت في الاستجمام، فهو -على حد قوله- يحب السياحة في الإمارات عامة، لأنها ''بلد مفتوح على العالم، متطور، ومتحضّر بشكل دائم، ولقد دهشت بزيارة مرسى دبي لأنه -ببساطة- ينقلك لأجواء راقية من الرفاهية والفخامة، وهو يحاكي أجمل المراسي البحرية في العالم، ولقد أعجبتني خلال زيارتي له فكرة الاسترخاء على أحد المقاعد ومراقبة حركة اليخوت المائجة على الماء وخاصة عند وقت الغروب''· أما جميلة العلي من الكويت، وهي طالبة تدرس في جامعة الشارقة، فأشارت إلى أن ''روعة المكان تتلخص في موقعه المتميّز الواقع في قلب ما يسمى الآن بـ''دبي الجديدة''، والتي تعد من أكثر المناطق التي يقصدها الأفراد من سواح أو مقيمين، واللافت أن ''دبي مارينا'' تحولت من منطقة سكنية بنمط حياة عصري، إلى منطقة سياحية من الطراز الأول، بمقاهيها المصطفة على طول ميناء اليخوت، وبممراتها الطويلة الأنيقة التي تتيح للزائر متعة المشي والتنزه العائلي''· وتلتقط زميلتها رانية غازي خيط الحديث لتؤكد ''تعدد الأنشطة التي يمكن القيام بها في منطقة مرسى دبي، من التمتع بأجواء المقاهي والمطاعم التي تقدم أشهى المأكولات العالمية من المطبخ الأميركي، والتايلندي، والهندي، والياباني، والصيني، واللبناني، إلى فرصة القيام بالمشي أو الهرولة، أو ممارسة الرياضات البحرية المثيرة''· بقي أن نقول: إن ''مرسى دبي'' أو ''دبي مارينا'' بني ليكون إضافة متميزة إلى وجهات الحياة العصرية الراقية في دبي، وهو ينفرد بإطلالات مائية قلَّ مثيلها، ويوفر لقاطنيه وزواره العديد من المرافق والتسهيلات المتكاملة التي تشمل: المراسي المائية، المطاعم الفاخرة المنتشرة على الواجهة البحرية، سوق الجمعة الموسمي والمتاجر المتنوعة، الأندية الصحية، والرياضات المائية مما يؤهله ليكون أحد أكثر المجمعات السكنية والترفيهية شهرةً في الإمارات، ولهذا يعتبر مكاناً متميزاً يستحق الزيارة، وتجربة مثيرة لمتعة السياحة داخل الوطن·