الفلفل صديق الدم والمفاصل

يتفوق الفلفل بفوائده الجمة ونسبة احتوائه على الفيتامينات والألياف والمعادن على جميع الخضراوات· وتختلف استعمالاته حسب النوع واللون والطعم والرائحة، فمنه الحلو بألوانه الزاهية (أخضر، أحمر، أصفر، برتقالي) وله استخدامات واسعة، ويؤكل نيئاً أومطبوخاً· ومنه الفلفل الحار بلونيه الأحمر والأخضر، ومسحوقه أساس لتوابل الطبخ التي تعتمدها وتعشقها الكثير من شعوب العالم لما يتمتع به من نكهة مميزة وطعم حار وحريف، فما هي أهمية الفلفل الغذائية، وما هي فوائده؟ تقول أخصائية التغذية نادين كريم: ''يحتوي الفلفل على عدد من الفيتامينات، أهمها فيتامين (سي) الذي تتضاعف كميته باكتساب ثمرة الفلفل اللون الأحمر، لتصل الكمية في بعض أنواعه إلى 340 مليجرام لكل 100 غرام منه، ما يجعله من أغنى المنتجات النباتية المحتوية على فيتامين (سي)، لكن هذا الأمر يتأثر كثيراً بطريقة الطهي والتجفيف· كما تحتوي كل 100 جرام من الفلفل الطازج على 240 مليجرام من البوتاسيوم تقريباً، و9 مليجرام من الصوديوم، و1 جرام بروتين، و4 جرامات سكريات، و3,0 جرام زيوت، و4 مليجرام من فيتامين (أ)، و6,1 جرام من الألياف، ومجمل الطاقة فيها لا تتجاوز 22 كالوري فقط· وتضيف كريم: ''يحتوي الفلفل أو الفليفلة بكل أنواعه على فوائد جمة تنعكس بشكل أساسي على الجهاز الهضمي والدورة الدموية· فهو ينظم ضغط الدم، ويقوي نبضات القلب، ويخفض الكوليسترول، وينظف وينشط جهاز الدورة الدموية، ويعالج القرحة، كما يوقف النزف، ويسرع من شفاء الجروح، ويساعد على ترميم الأنسجة التالفة، ويخفف من الاحتقان، بالإضافة إلى استخدامه في مستحضرات مسكنة ومعالجة لآلام التهاب المفاصل والروماتيزم· وإذا استخدم مسحوقه الجاف على شكل توابل، فإنه يساعد على الهضم ويخفف من الإرباكات المعوية عن طريق تنشيط المعدة كي تنتج مزيداً من الإفرازات المخاطية''· وبحسب كريم، فإن رابطة التغذية الأميركية سبق أن نصحت بتناول الفلفل الحار باعتدال معتبرة أنه غذاء صحي· وذكرت -أي الرابطة- في نشرة صحية ''ان الفلفل الحار يساعد الباحثين اليوم في التعرف إلى كيفية الإحساس بألم الذبحة الصدرية وألم روماتيزم المفاصل لإيجاد علاج لهما، لكن الحذر لا يزال ضرورياً لمن يشكو من القولون العصبي أو الإكثار منه عموماً''، وهذا ما تؤكده كثير من الدراسات أيضاً· يوفر تناول الفلفل العديد من الفوائد الصحية لاحتوائه على الكثير من العناصر الجيدة، كما أن إضافة الحار منه إلى الطعام تكسبه نكهة وطعماً غنياً، الأمر الذي يصرف عن ذهن الإنسان حاجته إلى طعم الملح في الوجبة الغذائية فيقلل من تناوله· وقد تمحورت الأبحاث الطبية التي تناولت موضوع الفلفل حول أمرين: الأول يتعلق بفائدة أو ضرر تناوله، والثاني حول المواد الكيميائية فيه ومجال استخداماتها الطبية· وحتى اليوم - تقول كريم- لم تثبت لتناول الفلفل أضرار حقيقية على جسم الإنسان السليم لا من ناحية الجهاز الهضمي ولا من ناحية نشوء السرطان في أي مكان في الجسم، وهو ما حدا بالعديد من هيئات الصحة العالمية إلى النصح بتناوله طازجاً أو مضافاً إلى الطعام أثناء الطهي· والحقيقة أن كثيراً من الدراسات تتحدث عن فوائد تناوله بكميات معتدلة، فهو يحسن من قدرة الجهاز الهضمي على هضم الطعام عبر تأثير المواد المهيجة فيه لإثارة إفراز اللعاب وعصارات المعدة والأمعاء، وزيادة حركة عضلات الجهاز الهضمي بدءاً من المعدة إلى القولون، فهو بذاته لا يسبب أمراضاً في المعدة أو القولون، لكن في حالة وجود أمراض فيهما لأسباب أخرى كقرحة والتهاب المعدة أو القولون العصبي بالذات فإن له أضراراً توجب تجنبه حينها· لكن هذا التهييج الذي يقوم به الفلفل للجهاز الهضمي نافع كوسيلة لتنشيطه حينما يكون بكمية معتدلة، أما الإفراط في تناوله فيؤدي إلى أمرين: الأول، زيادة إفرازات المعدة والقولون مما يعيق شفاء قروحهما· والثاني زيادة حركة الأمعاء مما يؤدي إلى الإسهال· والأمر اللافت أن هذا الخضار المميز يحتوي على مواد مثيرة للجهاز العصبي، فحرارة هذه المواد تثير خلايا الفم العصبية التي بدورها تحث الدماغ على إفراز مادة ''الإفدرين'' التي تنبه وتنشط الدورة الدموية وترخي العضلات المتوترة وتخفف من الشعور بالألم لتزيد بالتالي من نشاط الجسم، وإلى هذا يعزى الإحساس بالعافية والقوة لدى متناولي الفلفل من الرجال· وما يبرر الإحساس بالتلذذ من تناوله!· كما أن استخدام الفلفل الحار على الجلد يزيد من تدفق الدم ويخفف من الألم وهو ما جعل البعض ينصح به لتدليك المفاصل المؤلمة· وتختم نادين: هذه هي أهم الفوائد النظرية للفلفل والمركبات التي فيه، وتحتاج هذه الأمور كلها إلى دراسات تثبت الفوائد الطبية بشكل أدق كي ينصح بتناوله لغايات علاجية، وإلا فالدراسات إلى اليوم توجه بتناوله باعتدال كمنتج نباتي مفيد عموماً، خاصة أن معظم الناس يتناولونه كفاتح للشهية وبغية تحسين طعم الوجبة الغذائية·