الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مغتصبو الفتاة الهندية يمثلون أمام القضاء بنيودلهي

مغتصبو الفتاة الهندية يمثلون أمام القضاء بنيودلهي
8 يناير 2013 00:54
نيودلهي (وكالات)- مثل المتهمون الخمسة في قضية الاغتصاب الجماعي لطالبة هندية أمس للمرة الأولى أمام محكمة في نيودلهي في جلسة مغلقة، في أجواء من التوتر بعد هذا الاعتداء الذي هز البلاد بأسرها. والمشتبه بهم الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و35 عاما يواجهون عقوبة الإعدام بتهمة خطف واغتصاب وقتل طالبة في الثالثة والعشرين من العمر في 16 ديسمبر في حافلة. وقال مصدر قضائي، إن اثنين من المشتبه بهم عرضوا التعاون مع القضاء بصفة شهود مقابل عقوبة أكثر رأفة. وأعلنت ناميرتا آجاروال القاضية في محكمة ساكيت في جنوب نيودلهي، في ختام جلسة مغلقة للمحكمة تمت بأمر منها بعد أجواء الفوضى التي سادت وسط المحامين والصحفيين الحاضرين “إنه تم تقديم لائحة اتهام إلى المتهمين والجلسة المقبلة ستعقد في 10 يناير”. واحتجت مجموعة محامين من محكمة ساكيت جنوب العاصمة الفدرالية على وجود محامين آخرين تقدموا للدفاع عن المتهمين، ما أدى الى تأخير بدء المرافعات في المحكمة المكتظة. وقالت القاضية نامريتا اجاروال إن “المحكمة أصبحت مكتظة جدا، وأصبح من المتعذر عليها أن تمضي في عملها في هذا الوضع” فيما كان محامون يحتجون بصخب مع تواجد كثيف لوسائل الإعلام. وأضافت “يطلب من الأشخاص الذين ليس لهم علاقة بالقضية البقاء خارجا”. والأسبوع الماضي اعتبر محامون أنه من “غير الأخلاقي” الترافع عن المشتبه بهم الخمسة، وهم رام سينج وموكيش سينج وفيجاي شارما واكشاي ثاكور وباوان جوبتا. وكان ينتظر ان يمثلوا للمرة الأولى أمام القضاء الخميس الماضي، لكنهم لم يحضروا في نهاية المطاف. والمتهم السادس البالغ من العمر 17 عاما، سيحاكم أمام محكمة الأحداث. والمتهمون يمثلون عادة أمام القضاء بعد عدة أشهر من وقوع الأحداث، لكن في هذه الحالة الخاصة تم تسريع الإجراء القضائي. والطبيعة الشنيعة لهذا الاعتداء الذي أثار تظاهرات حاشدة، وجدلا عنيفا في الهند حول أعمال العنف التي تتعرض لها النساء وتساهل القضاء والشرطة أمام مثل هذا النوع من الجرائم التي تبقى في غالب الأحيان بدون عقاب. وقاعة المحكمة التي لا تتسع لأكثر من ثلاثين مقعدا شهدت تدافع نحو 150 شخصا لدخولها بعد الظهر، بينهم عشرات المحامين الذين لا علاقة لهم بالقضية وصحفيون أجانب. وصباحا، شوهدت عدة حافلات تابعة لشرطة نيودلهي تواكبها سيارات شرطة تدخل الى مقر المحكمة الواقعة في جنوب نيودلهي. ومثُل المتهمون أمام القضاء بعد أكثر من أسبوع على وفاة الشابة في مستشفى في سنغافورة. وتوفيت الطالبة البالغة من العمر 23 عاما، وكانت تدرس المعالجة الفيزيائية، في 29 ديسمبر في مستشفى في سنغافورة بعدما صارعت الموت 13 يوما، على إثر الجروح الخطرة التي أُصيبت بها خلال تعرضها للاغتصاب الجماعي في حافلة. واندلعت مشادة في المحكمة عندما عرض أحد المحامين الدفاع عن المتهمين، فتعالت أصوات محامين آخرين قالوا إن المتهمين لا يستحقون التمثيل القانوني لبشاعة الجريمة التي ارتكبوها. وتعهد أعضاء بنقابة المحامين في المنطقة التي تعقد بها المحاكمة بعدم الدفاع عن المتهمين. لكن مانوهار لال شارما المحامي بالمحكمة العليا وقف أمس عارضا الدفاع عن المتهمين. ونهره محامون آخرون في المحكمة التي اكتظت بالحضور قبل الموعد المقرر لمثول المتهمين. وقال لال شارما “نحن نعيش في مجتمع حديث. كلنا متعلمون. كل متهم حتى في مثل هذا النوع من الجرائم الوحشية له الحق القانوني في عرض قضيته للدفاع عن نفسه”. ومضى يقول “أخشى ألا ينالوا العدالة، لذلك قررت ان أمثلهم أمام المحكمة” لكنه أضاف أن هذا قرار يرجع إلى المحكمة. وفي الأسبوع الماضي افتتح كبير القضاة التاماس كبير ست محاكم للتقاضي السريع للحد من تزاحم قضايا الجرائم الجنسية في دلهي. لكن بعض الخبراء القانونيين حذروا من أن محاولات سابقة للإسراع في نظر بعض القضايا أدت إلى إدانات غير سليمة تم الطعن عليها لاحقا. وللمرة الأولى الجمعة خرج صديق الطالبة، هو مهندس معلوماتية في الثامنة والعشرين من العمر أُصيب بجروح بليغة في محاولته وقف الاعتداء الذي صدم البلاد، عن صمته وتحدث الى وكالة فرانس برس وشبكة “زي نيوز” التلفزيونية الهندية، كاشفا عن تأخر الشرطة ولامبالاة المارة. وقال الشاب في اتصال هاتفي مع فرانس برس “ماذا يمكنني أن اقول؟ يجب ألا تتكرر مثل هذه الوحشية التي رأيتها”. وأضاف “حاولت مقاومة هؤلاء الرجال، ولكن بعدما توسلت اليهم ليدعوها وشأنها”. وبينما كانا عائدين من السينما ورفضت عدة عربات ثلاثية العجلات نقلهما، صعد الشاب وصديقته إلى حافلة مخصصة عادة لنقل تلاميذ، لكن كان يستقلها رجال يقومون “بجولة ليلية” في المدينة. وما إن أصبحا داخل الحافلة حتى قاموا بضربه وباغتصاب صديقته عدة مرات، بمن فيهم السائق، وأُلقيت الشابة بعد ذلك من الحافلة مع صديقها الذي تعرض للضرب. وفرضت الشرطة اجراءات أمنية قصوى قبيل انعقاد الجلسة أمس خشية تعرض المشتبه بهم لاعتداءات. فقد اعتقل رجل الاسبوع الماضي، فيما كان يحاول وضع قنبلة قرب منزل أحدهم. ويرى خبراء قانونيون أنه من المـتوقع أن تحيل المحكمة القضيـة إلى محكمة اخرى تملك صلاحيات تتيح تسريع الإجراءات القضائية. والسبت الماضي أعلن الادعاء أن آثار الدماء التي عثر عليها على ثياب المتهمين تتطابق مع دم الضحية. وتعالت عدة أصوات، وبينها من قبل عائلة الضحية تطالب بإعدام المتهمين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©