الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ولا فتاة لبنانية!

ولا فتاة لبنانية!
6 يوليو 2008 00:55
في أيام الدراسة الجامعية في لبنان، كنت أبقى شهرين كل سنة في بيروت للمذاكرة وأداء الامتحانات، ومجموع أيامي هناك بلغ ثمانية أشهر، ''بحلقتُ'' خلالها في آلاف الفتيات الجميلات لكن لم تنظر في وجهي فتاة واحدة· سألت أخي الذي يكبرني بـ14 عاماً وكان معي معظم الأيام: هل حظيت بنظرة من أي فتاة لبنانية؟ قال: أعتقد إن على رأسي طاقية الاختفاء من أمام الفتيات، فلا أحد يراني هنا، وماذا عنك؟ قلت: أنت محظوظ بالطاقية، فربما تصطدم بك إحداهن لأنها لا تراك، أما أنا، فعدا عن عدم النظر في وجهي، فإنهن يتحاشين الاقتراب مني، كأنني خروف أجرب· قررنا مرة الذهاب إلى صالون حلاقة لعله بتحسين ''أشكالنا'' نلفت أنظار أية فتاة حتى لو كانت شحّاذة· وبالطبع لم نكن نحلم في علاقة غرامية، لكن الرجل يحتاج إلى نظرة واحدة على الأقل أسبوعياً من أية أنثى، لتعينه على رجولته وتشعره أنه كائن حي· أثناء انتظارنا الدور في الصالون أخذت أتصفّح مجلة لبنانية و·· عرفت السر· كان تحقيقاً صحافياً عن مواصفات الرجل الذي تنجذب إليه الفتاة اللبنانية· وللأسف، كل المواصفات المطلوبة، ليست موجودة فينا، وكل المواصفات غير المرغوبة، موجودة فينا وبكثافة· الفتاة اللبنانية تنجذب إلى الرجل الطويل، وحضرتي قصير وأخي أقصر، وكلما تقدمنا في العمر، قصرنا أكثر، وأعتقد إنني سأحتاج في شيخوختي إلى سلّم لصعود نعالي ولبسه· وتريد رجلاً ''يملأ'' الجينز ، وكلانا يعاني من الهزال ، خصوصاً في البنطلون، وكثيراً ما نزل بنطلون أخي وهو يمشي برغم أنف الحزام· ولا ترغب الفتاة اللبنانية برجل رأسه أصلع وعنده كرشه وجسمه ''مشعراني'' أي كثير الشعر، وكأنها تتقصدنا، فصلعة أخي يضرب بها المثل في اللمعان، وحتى رأسي الذي كان مليئاً بالشعر آنذاك، كانت تعرجات منابت الشعر توحي أنني من الصلعان القادمين· وكرشة أخي تشبه شِوال التدريب على الملاكمة، وكرشتي كأنها بطيخة مصرية· والتصحّر الذي يعاني منه أخي رأسياً، يقابله ''التشعّر'' جسدياً مثل الغوريلا، لدرجة أن شعيرات قفاه تخرج من تحت ياقته وتتداخل مع عقارب الساعة في معصمه، ونسبة ''التشعّر'' عندي أقل بقليل· كان أخي متفائلاً بعد أن هذّب لحيته وأدّب شاربه وأصبح جاهزاً لاستقبال النظرات، لكنني واجهته بالحقيقة المُرة وقلت له أنه في لبنان ينظر إليه ككتلة من العيوب المتحركة، وعدنا إلى الفندق ونحن نجر أذيال الخيبة من اللبنانيات· بقيت أعاني من اللا نظر وحدي، فأخي كان متزوجاً ولم يكن مهتماً بالأمر، لكن لم تطل فترة معاناتي، فبعد أيام، كانت هناك فتاة خليجية في الجامعة تحدّق بي كأنني مرآة· عدت إلى الشقة وأنا أرفرف من الفرحة، لكن أخي صدمني حين قال: لا بد أنها كانت تقول: أف من هذه الأشكال·· ورانا ورانا· ahmedamiri47@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©