الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاسكافي يزيل عن الأحذية آثار الزمن

الاسكافي يزيل عن الأحذية آثار الزمن
6 يوليو 2008 00:57
10 أعوام من التنقل بين مهنة ومهنة، وإمارة وأخرى، أمضاها أبو عثمان منذ وطأت قدماه أرض الإمارات، قبل أن يحطّ رحاله ويستقر أخيراً في أبوظبي بمهنة تصليح الأحذية والحقائب· في أحد أزقة شارع النجدة، يقع محلّه الصغير· وهناك، خلف ''ماكينة'' الخياطة، يجلس راج محمد، بين أدواته الكثيرة المتنوعة، أمامه عدد من الأحذية يعمل على إصلاح عيوبها وتجميل شكلها، لتعود إلى سابق عهدها، وربما أجمل مما كانت في السابق· يقول: ''غادرت بلدي باكستان، تاركاً ورائي أسرة مكونة من زوجة وأربعة أولاد وابنتين، وجئت إلى هنا باحثاً عن عمل منذ نحو 16 عاما· تنقلت خلالها بين أكثر من مهنة، في أم القيوين، ومدينة العين، ثم استقررت في إمارة أبوظبي قبل 6 سنوات، حيث عملت في مهنتي الحالية وهي تصليح الأحذية والحقائب الجلدية من مختلف الأنواع والأشكال''· منذ الصباح الباكر، وتحديدا من الساعة الثامنة والنصف وحتى وقتٍ متأخرٍ من الليل، يبدأ عمله بشكل متواصل لا يقطعه عنه سوى فروض الصلاة ووجبة غداء يتناولها سريعاً· وعلى مدار اليوم يستقبل أبو عثمان زبائن ويودع آخرين· كلّ منهم له حاجة· فهذا لديه حذاء جلدي يحتاج إلى كعب جديد، وذاك حذاؤه ''مثقوب'' بحاجة إلى الحياكة، وتلك تحمل حقيبة ''مهترئة'' يلزمها ترميم· وهو جالس في مكانه يصلح ما يمكن إصلاحه ويوفر لهم حاجاتهم على أكمل وجه، ليحظى بالرضا والقبول وكي يعودوا إلى محلّه مرة ثانية· يقول: ''ما زال الناس يقبلون على محال تصليح الأحذية، فالمهنة بخير، ولم تمت على الرغم من تطور الزمن· والناس على اختلاف جنسياتهم وأحوالهم المادية يحتاجون إلينا، وليس صحيحاً أن الأغنياء لا يصلحون أحذيتهم، فبعض الأحذية ثمينة ويعتريها خلل بسيط ولا يحتاج إصلاحها سوى إلى بضع دقائق من العمل، ودراهم معدودة''· بالمطرقة والسندان، وباستخدام المفك والمسامير، الشاكوش، والكماشة، يثبت راج ''الكعبيات'' المناسبة على الأحذية، ثم يطليها بالأصباغ، قبل أن يسلمها إلى صاحبها ويتقاضى أجراً عن عمله: ''أصلّح جميع أنواع الأحذية والحقائب الجلدية، النفيس منها والرخيص، كما أقوم بتركيب ''الكعب''، والخياطة وغيره· أما الأجر الذي أتقاضاه فيتراوح بين 10- 25 درهماً لا أكثر، وذلك حسب نوعية الحذاء والعيب الذي فيه· فهنالك أحذية فاخرة ذات علامة تجارية معروفة، يصل سعرها إلى 400 درهم أو يزيد، وهذه تحتاج إلى ''قطع غيار'' مختلفة عما تحتاج إليه الأحذية رخيصة الثمن''· في الإمارات تبدو حياة أبو عثمان رتيبة، وهي مقسمة على مدار اليوم بين العمل والصلاة والنوم، لكنها حياة مستقرة وهو سعيد وراضٍ بها، ويعبر عن ذلك باللهجة الإماراتية التي يتحدثها ويتقنها كأصحابها: ''الشغل زين'' و''الله يسلمك الحياة زين''، أما في بلاده، باكستان، فالحياة هنالك مختلفة يمضيها حين يذهب في إجازته السنوية بين أسرته وأصدقائه فلا يشعر بمرور الوقت: ''عملي جيد ورزقه وفير والحمد لله، وقد علمت اثنين من أبنائي على المهنة وهما يتناوبان معي على العمل في المحل، فأحدهما يأتي من باكستان والآخر يذهب، أما أنا فأذهب لزيارة أسرتي كلّ عشرة شهور تقريبا، أو عام على الأكثر أقضيها في زيارة الأهل والأقارب وإنجاز بعض الأعمال وشراء بعض أدوات ولوازم العمل''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©