الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تشكيليون: المهرجانات الفنية تصقل إماراتيين برصيد إبداعي ورؤية خلاقة

تشكيليون: المهرجانات الفنية تصقل إماراتيين برصيد إبداعي ورؤية خلاقة
26 مارس 2011 22:12
يتيح مهرجان أبوظبي في نسخته الثامنة للعام 2011، لسكان الإمارات وللعاصمة أبوظبي فرصة لوضع الجمهور على تماس مع كبار وعمالقة الفن العالمي بكل تلاوينه، من خلال عرض المعرفة التشكيلية والموسيقية والقصصية والمسرحية والتعليمية لموهوبين إماراتيين في المدارس والجامعات، ليحتوي بعضهم وتبنيهم فيصبحوا في مصاف الفنانين العالميين. لكبيرة التونسي (أبوظبي) - من بين فعاليات مهرجان أبوظبي 2011 التي رسمت خط البداية لبعض الفنانين التشكيليين المبتدئين وإضافة فنية لآخرين خطوا خطوات كبيرة في عالم الفن ولهم مساهمات داخل الدولة وخارجها برؤية متفردة، جولة فنية في رواق الإبداع، حيث شارك العديد من الفنانين الإماراتيين في مبادرة “رواق الفن الإماراتي” كجزء من المبادرة التي أطلقتها مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون إذ قاموا بجولة فنية مع الفنان رشيد القريشي تعرف بفلسفته الإبداعية ومستنداته الفكرية لاستكشاف أعماله من خلال “طريق الورد”. إضافة فكرية كان من بين الفنانين الإماراتيين المشاركين في الجولة الفنان المعروف جلال لقمان ومطر بن لاحج، وخالد عبد الواحد وسمية السويدي، وابتسام عبد العزيز، وكريمة الشوملي وهدى كانو. عن الإضافة التي قدمتها هذه الجولة لهؤلاء الفنانين، يقول لقمان إن “طريق الورد مبني على أسس علمية وله فلسفة خاصة في أعماله، حيث يعتمد على رقم 7 في بناء وتشكيل لوحاته”، ويشير إلى أن لهذا الرقم دلالات في كل الأديان، منوها إلى أن القريشي استعمله بصورة قوية. ويضيف “عندما تطلع على أعمال فنان ما وتكون عندك صورة معينة عنه، فإن ذلك يختلف عندما تسمع شرح أعماله وفلسفته وتفكيره التي ينقلها في أعماله، حيث تزيد قيمته عندك، وتقدر أكثر ما يقوم به، وهذا فعلا ما حصل عندما كنا في الجولة الفنية والتي ستعقبها ورشات عمل يقدمها الفنان لمجموعة من الفنانين الإماراتيين”. ويضيف لقمان “إن الرحلة كانت فلسفية ودينية وفنية وفكرية، وحازت إعجاب كل المشاركين وكانت إضافة بالنسبة لهم”، موضحاً أن هذه المهرجانات تغرس بذور الفن وعشقه في الجيل الجديد، وهي بادرة قوية وتفتح أجندتها التعليمية أمام الجميع لينهل من الفن الراقي، وهي تشكل أيضا فرصة للتعلم. ويتابع “المهرجان يقدم خبرات سنوات كثيرة وطويلة لمجموعة من الفنانين العالميين ويمنحها عصارتها للفنانين الإماراتيين، وهذا عمل جيد جداً”، مؤكداً أن كل فنان عندما يحتك بأعمال فنية من خلال المعارض والمشاركات في الورش التعليمية الفنية، سواء داخل الدولة أو خارجها، تتكون لديه حصيلة فنية وثقافية وفلسفية أيضا، هكذا تتراكم عنده المعرفة، ويغني رصيده الإبداعي، ومع مرور الوقت ستصبح له فلسفة خاصة به، خاصة أن الجيل الجديد يبحث عن شخصيته. ورش تعليمية ويقول لقمان “ إن المهرجانات تساعد الفرد على اكتشاف ميوله وتدعمها، فالتداول على مثل هذه الفعاليات يغني فكر الفرد ويعمق نظرته للفن”، مشيرا إلى أن مردودية هذه الفعاليات تظهر بشكل مباشر وغير مباشر على المتلقي والمشارك، والحصيلة تظهر في المستقبل القريب، حيث ستكون هناك دفعات من الفنانين والمبدعين الذين أسهم المهرجان في تعميق نظرتهم”. يسمح المهرجان أيضا للطلبة من مختلف الأعمار بالمشاركة في الورش الفنية والموسيقية والكتابية لصقل مهاراتهم وتزويدهم بمعارف وتكوين رصيد فني ولغوي، وتخرجهم من عالم الإلكترونيات والألعاب العنيفة، إلى ذلك يقول لقمان “كل جيل من الأجيال له خصوصية يجب احترامها، وأنا لست ضد ما يتاح لهؤلاء، فلكل وقت ضريبته، وطبيعيا ألا يرضى كل جيل بما يقدمه سابقه، فأنا كنت أرى أبي متخلفا واليوم يراني ابني كذلك، لكن نستطيع أن نغير ونصل إلى قلوب هذه الفئة عن طريق الفن ونغير من آرائهم بالرسائل التي نقدمها، وقد يكون ذلك من خلال محاضرة مثلا أو من خلال كتابة مقال أو من خلال إسماعهم موسيقى راقية فكل ذلك يسهم في تغير نظرتهم للحياة ومن طباعهم أيضا”. ويذكر لقمان أن الاختلاف مهم ويجب استغلال ميول كل شخص بشكل إيجابي، فمثلا يقول إنه كان متمردا ويطرح كثيرا من الأسئلة وذلك في اعتقاده ما جعله فنانا في الموقع الذي يحتله، ويضيف “هذه الورش والأعمال الفنية التي تقدم للأطفال والشباب تسهم في قيم العطاء ونقل التجارب من جيل لجيل، وأنا ضد من يختزن المعرفة لنفسه، لهذا أبسطها أمام من هم في حاجة إليها، ولا أحترم من يختزنها لنفسه ولا يساهم بها لتكوين أجيال أخرى، كما أأمن أن العطاء قيمة من القيم الجميلة التي يجب أن يتحلى بها كل إنسان، وهذا ما أقوم به حين أعمل علي رحلة فنية لصالح شباب يستحقون الدعم وأنفذ العمل على مراحل ويستغرق ذلك أكثر من ستة أشهر للتجهيز لكل رحلة”. ويذكر أن لقمان سيقوم برحلة فنية تحت البحر من أجل صقل مهارات الشباب في إطار التشكيل والتصوير، وتزويدهم بمعارف جديدة ومختلفة. النساء أكثر مهارة سبق وأعلن مهرجان أبوظبي انطلاقته بتكريم الفائزين بجائزة مهرجان أبوظبي والتي تقدم سنوياً برعاية وتصميم شوبارد، لطلاب الجامعات الإماراتيين، وكانت المجموعة الحائزة الجائزة كلها من الإناث، كما تشارك في ورشات العمل الفنية وغيرها مجموعات كبيرة من البنات أكثر من الشباب، وهذا ربما يوضح تعاطي العنصر النسائي مع الفن أكثر من العنصر الرجالي، في هذا الصدد، يقول الفنان جلال لقمان “ربما تكون الملاحظة صحيحة، وهذا مرجعه كون العادات والتقاليد تحد من فرص المغامرات عند البنات بخلاف الأولاد، فنجد الفتاة تميل وتصب طاقتها في الجانب الفني والإبداعي، بالإضافة إلى المشاعر والأحاسيس التي يرتضيها الفن وتملكها الفتاة بطبيعتها المرهفة، في حين يميل الذكور إلى المغامرات، مثل المشاركة في سباق السيارات، كما يكرس الشباب طاقته لممارسة الرياضات المختلفة، وفي نظري أن الشباب الإماراتيين لا يتعاطون بشكل كبير مع الفن”. العلاج بالفن خرج مهرجان أبوظبي من القاعات المغلقة إلى الساحات العامة وإلى المستشفيات والمدارس، إيمانا من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون بأن الفن يعالج ويعلم أيضا. في هذا السياق، يقول جلال لقمان “من خلال مراجعي التي أستند عليها ومن خلال بعض البحوث عن موضوع علاج الفن سواء كان موسيقى أو فن تشكيلي فإن المريض عندما يستمع إلى مقطوعات هادئة أو ينظر إلى لوحات فنية فإن كريات الدم البيضاء تسجل ارتفاعا عنده وهذا يساعد على العلاج، وبشكل عام فإن المريض يخرج من عالم المرض والغرف المحبوسة وعالم الأدوية ويسمح له بالسفر بعيدا بأفكاره ومشاعره ليسبح في أجواء أخرى بدل الجو الذي يعيش فيه، وبالتالي فهي بادرة جيدة تخفف على الناس آلامهم”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©