أحمد الريايسة يطرق باب العالمية بأغلى ثوب زفاف كريستالي

300 ألف درهم عداً ونقداً قيمة ثوب الزفاف الذي صممه الشاب الإماراتي أحمد الريايسة، ليطبع من خلاله بصمته المبدعة في عالم الموضة والأزياء· ويلفت نظر واحدة من أهم صنّاع الموضة في العالم، فقد اعتبرته ''شواروفسكي'' واحداً من أغلى الفساتين المطرزة بالكريستال في العالم· لكن ما أدهش القائمين على ''شواروفسكي'' أنه لم يستخدم أي خيط أو إبرة في التركيب، فوجهوا له الدعوة وذهب إلى مقر الشركة الرئيسي في النمسا، ليبحثوا معه أوجه التعاون المستقبلية· وبذلك، يكون الريايسة الذي اختار أن يقدم نفسه إلى عالم الموضة والأزياء من خلال مجموعته الأولى المميزة ''الأميرات'' لفساتين السهرة والزفاف، ليس فقط أول مصمّم أزياء محترف من أبناء الإمارات، بل وأول مصمم يدق أبواب العالمية مع مجموعته الأولى· ''دنيا الاتحاد'' حاورته حول التجربة والطموح وعادت بهذا الحوار: ؟ لنبدأ من فستانك الغريب، أو أغلى فستان ''كريستالي'' في العالم، ما هي قصّته؟ ؟؟ كانت الفكرة مكلفّة وجريئة فنياً ومادياً، وأعتقد أن ولعي بـ ''الستراس'' و''الكريستال'' هو السبب، فأنا أجد في لمعانهما نوعاً من السحر والفتنة، دفعاني إلى البحث عن ابتكار غريب يشبع رغبتي في التميز· فابتكرت فستان زفاف تقوم فكرته على تركيب نوع خاص من ''كريستال شواروفسكي''، يسمى بشبكة ''الكريستال'' (crystal mesh)، وهو يعتبر من أغلى الأنواع وأفضلها، وعادة ما يستعمل لتطعيم الفساتين بشكل أشرطة وحسب، لكني آثرت استخدامه كأنه قطعة قماش· أما الغريب في الأمر فهو أنني لم استعمل أي خيط أو إبرة في التركيب، ما أدهش شركة ''شواروفسكي''، فاعتبروا الفستان واحداً من أغلى الفساتين المطرزة بـ ''الكريستال'' في العالم، وسعره نحو 300 ألف درهم· وقد دعيت إلى مقر الشركة الرئيسي في النمسا، وهناك بحثنا أوجه التعاون في المستقبل· جرأة واقتحام ؟ لكن عالم الموضة وتصميم الأزياء غير مألوف أو مطروق لشباب الإمارات، ما يعني أنك تخوض مجالاً صعباً وشائكاً، كيف تنظر أنت إلى الأمر؟ ؟؟ نعم، أعتقد أن قراري بامتهان تصميم الأزياء جريء ومفاجئ، لكنني اتخذته بعد تفكير ودراسة· ولا أنكر أنني وجدت صعوبة في البداية كي أقنع من حولي بجدية دخولي هذا المجال· أنا من مجتمع محافظ، وأفتخر بانتمائي إليه، وأحترم العادات والتقاليد، لكنني أرى الموضوع من منظور مختلف· وتصميم الأزياء في رأيي فن وصناعة· ومجتمع الإمارات محب للثقافة والفنون ويحترم الفنان التشكيلي والنحّات ومصمّم الديكور وغيرها من الفنون، فلماذا يختلف الأمر مع تصميم الأزياء وهو نوع من هذه الفنون؟ كل ما في الأمر أن الفنان التشكيلي يحب اللعب بالألوان والموسيقي يلعب بالكلمات وأنا أحب اللعب بالقماش والألوان والقصّات· ؟ كيف بدأت ومن أين اكتسبت المعرفة والخبرة؟ ؟؟ لطالما أحببت الرسم والابتكار، لكن بدايتي الحقيقية كانت مع المصممّة اللبنانية جمانة الحايك، ومنها تشربت أبجديات المهنة وبدأت المشوار من أوله، من رسم التصميم على الورق (الكروكي)، تخطيط الباترون، قص القماش، ثم الإشراف على الخياطة والشّك والتطريز، وصولاً إلى انتهاء القطعة· وهذا، في اعتقادي، ما يميّزني عن غيري، فأنا أتقن كل خطوات العمل، من الألف إلى الياء· ؟ ماذا عن الدراسة والتخصص؟ ؟؟ مع أن الموهبة هي الأساس في هذه المهنة إلا أن صقلها بالدراسة والعلم ضروري ومهم· ولقد شاركت في عدة دورات في عدد من مدارس التصميم المتخصصة عن طريق الإنترنت· وكنت في الوقت نفسه أعمل وأتدرب على ما أتعلمه في مشغلي الخاص· فأنا أؤمن بأن الإنسان إذا أحب عملاً ما واجتهد فيه وطوّر نفسه فإنه سيصل إلى ما يصبو إليه· تصاميم مترفة ؟ عرضت باكورة أعمالك في معرض العروس 2008 بدبي، فما تقويمك للتجربة؟ ؟؟ معرض العروس يعتبر حدثاً ضخماً ومهماً، وهو يشكل تحدياً لأي مصمّم· ومع أنني كنت متخوفاً من تجربتي الأولى، إلا أنني مؤمن بقدراتي، وكنت متحمساً ومندفعاً إلى النجاح، فحرصت على أن تكون بدايتي قوية ومؤثرة، وقدمت تشكيلة ''الأميرات''، التي رسمتها ونفذتها لكي تكون غنية ومترفة وتعبر عن أسلوبي وخطي الخاصين في التصميم· ولقد فوجئت من الأثر الإيجابي للمجموعة ومن الاحتضان الإعلامي لمجمل العمل· ؟ هل هذا الاهتمام الإعلامي لكونك أول إماراتي يعمل في هذا المجال؟ ؟؟ لا أنكر أن كوني من الإمارات ورجل أفادني في خطوتي الأولى، بمعنى أن الفضول دفع البعض إلى رؤية المجموعة· هذا العامل قد يحضر أو يكون له تأثير في أول مرة لكن العبرة ليست في البداية بل في الاستمرار بالإبداع والنجاح· بالطبع، يبقى جوهر العمل هو الفيصل، ومجموعتي لن تكون يتيمة، وسيكون لي في كل موسم تشكيلة مختلفة، من هنا أراهن على المستقبل· ؟ متى ستطلق مجموعتك التالية ؟ ؟؟ أعمل حالياً على وضع الرسومات الأولية وتحضير الأقمشة، وسأعلنها قريباً· وسأثبت من خلالها قدرتي على الابتكار والاستمرار في العطاء وتحقيق التميّز· وهي، بالطبع، لن تكون خالية من المفاجآت·