السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مطربو «المناسبات» !

26 مارس 2011 22:15
هُناك مطربون عرب كبار، ارتبطت أسماؤهم بالمناسبات الوطنية، داخل بلدانهم أو في بلدان أخرى تدعوهم للغناء، في أعياد قومية أو إنجازات تخص هذه الأوطان وتعتز بها الشعوب، حتى أن هُناك مطربين، أطلق عليهم البعض، «مطربي المناسبات الوطنية» أو «مطربي الأنظمة»، من كثر ما يظهرون في هكذا مناسبات، كضيوف دائمين على مسرح النظام.. ووسط الاضطرابات التي تسود بعض الدول العربية، وجدنا حركات الاحتجاج تضع بعض المشاهير في «قوائم سوداء»، باعتبارهم مُوالين لأنظمة حاكمة سابقة، الأمر الذي أصاب الوسط الفني بالانزعاج، خاصة أن مقاطعة الجمهور للفنّان يُعد صفعة قوية لشهرته، قد تتسبب في سقوطه فنياً وتجاهله، وقد تهدد مستقبله. وقد حدث هذا مع بعض فنّاني مصر الذين اتهموا بمعاداة ثورة 25 يناير، ووجدوا أسماءهم في «قائمة سوداء»، ما أثر على نجوميتهم، وباتت أعمالهم الجديدة مرهونة برضا الجمهور عنهم، وإلا احترقوا فنياً، وضاع رصيدهم الفني تحت عجلات الغضب الشعبي، ومن هؤلاء، مثلاً، غادة عبد الرازق، وطلعت زكريا، وتامر حسني الذي تعرَّض للضرب في ميدان التحرير على يد بعض من الشباب، رغم أنه في مصاف نجوم الطرب العربي حتى أن البعض أطلق عليه «مطرب الجيل» .. ورغم ذلك اكتوى بنار غضب الثوَّار، وعض أصابع الندم بعد أن غُرر به في لعبة سياسية لايدركها ولا يتفهم أبعادها. وارتباط الفن بالسياسة ليس بجديد في وطننا العربي، فكثيراً من المطربين العرب يحيون مناسبات وطنية في دول أخرى وتتم دعوتهم للغناء أمام الرؤساء وكبار الشخصيات، ويحصدون آلاف الدولارات، من دون تفكير في بقاء أو رحيل هذا النظام، الأمر الذي يضع الفنّان في قفص الاتهام، في حالة سقوط نظام أو ارتكاب مسؤول جرائم ضد شعبه ووطنه. والمطربون العرب سواء من ناحية تعاطيهم مع الأنظمة، فلا يعقل أن يرفض فنان دعوة للغناء أمام رئيس دولة أو ملك، ولكن من سوء حظ الفنّان أن يشدو بصوته أغاني تمجد أحد الرؤساء، ثم يحدث تغيير للنظام سواء كان بالقوة أو بالتراضي، هنا يجد المطرب نفسه في دائرة الشبهات، ويصبح متهماً من شعب بأكمله، رغم أنه لم يفعل شيئاً، سوى أنه قدّم أغنية في مناسبة وطنية وبدعوة سامية. هذه التساؤلات طاردت الفنَّان الإماراتي حسين الجسمي، من جانب محبيه عبر عدة مواقع ، حيث كان قد قدَّم أغنية «ليبيا يا جنة» خلال أعياد ثورة الفاتح من سبتمبر، التي يحتفل بها العقيد القذافي منذ أكثر من 40 عاماً، ويحرص على استقطاب نجوم العالم العربي للغناء في هذه المناسبة.. فهل يدفع الجسمي فاتورة هذه المشاركة ويخسر بعضاً من رصيده وحب الجمهور له على المستوى العربي، خاصة أن التلفزيون الليبي يعرض هذه الأغنية مراراً على الشاشة في محاولة لتحسين صورة القذافي في الشارع الليبي بعد تزايد حدة الاحتجاجات ضده داخلياً وخارجياًَ، أم سنرى الجسمي يتنازل عن أجره الذي حصل عليه في الحفل، ويتبرع به لأي جهة خيرية، على غرار نجوم عالميين مثل بوينسيه وماريا كاري وفيفتي سنت، وغيرهم من الذين أعربوا عن ندمهم بعد أن أحيوا حفلات خاصة لأفراد من عائلة القذافي، بعد إدانته على المستوى الدولي نتيجة ما ارتكبه من جرم في حق شعبه؟ أم سيصمت الجسمي وينتظر ما سوف تسفر عنه الأحداث مثله مثل فنانين عرب غنوا في حضرة القذافي بليبيا أيضاً، مثل عمرو دياب وفضل شاكر ونجوى كرم وميريام فارس، وغيرهم..؟! سلطان الحجَّار | soltan.mohamed@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©