الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الاستدامة شرط أساسي لضمان مستقبل المدن الكبرى

الاستدامة شرط أساسي لضمان مستقبل المدن الكبرى
6 يوليو 2008 22:58
قبل نهاية العام الجاري سيكون أكثر من نصف عدد سكان العالم، أو ما يساوي 3,3 مليار نسمة، من سكان المدن· ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 5 مليارات نسمة بحلول عام ·2030 ولا بد أن يترافق هذا النزوح الكبير من الأرياف إلى المناطق الحضرية مع تضاؤل المصادر والموارد الطبيعية فيما سيتعرض المخططون وأصحاب القرار السياسي والاقتصادي إلى المزيد من الضغوط لمعالجة هذه الأوضاع المعقدة· والآن، هناك أكثر من مليار إنسان في العالم يفتقدون للمياه الصحية الصالحة للشرب فيما يفتقد أكثر من 2,6 مليار إنسان للمرافق الصحية الضرورية· وفي آسيا وحدها يبلغ هذان الرقمان 700 مليون و1,5 مليار على الترتيب· وسوف تؤدي التغيرات المناخية الناتجة عن ظاهرة تسخّن الأرض إلى تغيير نظام تساقط الأمطار بحيث تحدث الفيضانات والسيول في بعض الأماكن، وتحل مواسم الجفاف الطويلة في أخرى· ولا شك أن المخططين والمسؤولين في المدن الكبرى سوف يجدون أنفسهم أمام مشاكل عويصة لا يمكن حلها إلا باللجوء إلى أساليب مبتكرة لتأمين الحاجات الأساسية لسكان المدن· وتحظى صناعة تأمين المياه الصالحة للاستخدام البشري في هذا الوقت بالكثير من الاهتمام؛ حتى أن مجلة (فورشن) وصفتها بأنها تنطوي على أعظم الفرص الاستثمارية على الإطلاق من بين كافة الصناعات الأخرى· وتنشط الآن أعداد كبيرة من الشركات الخاصة في إجراء البحوث الجادة لابتداع منتجات وخدمات جديدة يمكنها أن تساعد على إدارة المصادر والموارد الطبيعية بفعالية أكبر وأن تتصدى في الوقت نفسه للمشاكل البيئية ذات التأثير المباشر على سكان المدن والحواضر· وحتى تكون الشراكة الاستراتيجية بين القطاعين العام والخاص فعالة في هذا المجال، ينبغي على الحكومات أن تتعامل مع هذه القضايا بشفافية وانفتاح· ومع توفر أنظمة متكاملة للحوكمة الإدارية في المدن الكبرى، يمكن للتكنولوجيات أن تزدهر حتى تتمكن من تلبية كافة احتياجات السكان من الموارد وتقدم في الوقت نفسه الأرضية الصلبة لتأمين هذه الحاجات في المستقبل· وليست التكنولوجيا هي المصدر الوحيد للابتكار بالنسبة لصنّاع القرار والمخططين· ويقول الدكتور يعقوب ابراهيم وزير البيئة والمصادر المائية في سنغافورة: (لقد فرضت الظروف الخاصة لجزيرة سنغافورة على المخططين العمل على ابتداع حلول مبتكرة من أجل تأمين القدر الكافي من المياه المستدامة النظيفة لتلبية حاجة الصناعة والسكان الذين يتزايدون باضطراد· ولم يكن في وسعنا أن نحقق النجاح الكبير في هذا المجال لولا أننا عمدنا إلى تنويع المصادر بالاعتماد على المياه التي يتم تجميعها محلياً من تساقط الأمطار والمياه المستوردة بواسطة الناقلات وتلك التي يتم إنتاجها من تحلية ماء البحر· وبهذا أصبحت سياستنا المائية واضحة كل الوضوح؛ وهي تضمن لنا عدم التعرض لمشكلة نقص الإمداد على الإطلاق· ولم تنطوِ هذه الإنجازات على الفوائد الجمّة بالنسبة لنا فحسب، بل إنها أضافت خبرات جديدة تستفيد منها الآن الشركات الكبرى على المستويين المحلي والعالمي)· وفيما يبدو أن النجاح في استدامة الماء والطاقة والبيئة يبدو صعب المنال في المدن العالمية الكبرى، إلا أنه يعد عنصراً أساسياً لضمان الحياة السعيدة لسكانها· ومرة أخرى، يمكن استقاء المثال الواضح عن هذا النجاح من سنغافورة التي أعلنت عام 2006 عن استثمار مبلغ 242 مليون دولار لتمويل برنامج بحوث مدته خمس سنوات لإنتاج الماء وصيانة البيئة· وما لبثت وزارة البيئة والمياه السنغافورية أن أسست ''مجلس البيئة والمياه'' الذي يتكفل بمهمة تحويل سنغافورة إلى دولة مرجعية على المستوى العالمي فيما يتعلق بالدراسات والتقنيات الخاصة بإنتاج المياه النظيفة· ولهذا السبب، عمدت هذه الدولة الصغيرة إلى تنظيم سلسلة متصلة من الندوات والمؤتمرات الدولية حول استدامة المياه كان آخرها الأسبوع العالمي للمياه الذي نظم في الفترة من 23 إلى 27 يونيو الماضي· نقلاً عن ''إنترناشونال هيرالد تريبيون''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©