إسرائيل: قبة الحديد ينجح في التصدي لصواريخ الجنوب والشمال

قالت الإذاعة الرسمية الاسرائيلية امس، إن اسرائيل قامت في الأيام الاخيرة بتجربة ناجحة لإطلاق صاروخ قادر على اعتراض الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، مثل تلك التي تطلق من جنوب وشمال اسرائيل، أي من قطاع غزة وجنوب لبنان· وقال مصدر أمني في تصريح الى الإذاعة إن المنظومة ستكون جاهزة للاستخدام بعد نحو عام، وستعطي أيضا رداً ملائماً لإطلاق قذائف الهاون· مضيفاً انه تمت تجربة مرحلة أخرى لم يكن مخططاً لها نظراً لنجاح الاختبار· وكانت الحكومة الاسرائيلية قد كلفت الشركة الاسرائيلية لأبحاث وتطوير الاسلحة ''رافايل'' وضع هذا النظام الذي اطلق عليه اسم ''قبة الحديد'' والقادر على إسقاط صواريخ ''القسام'' و''الكاتيوشا'' قصيرة المدى خلال تحليقها· وقام رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في 22 يناير بزيارة مقر الشركة لمعرفة مدى تقدم هذا النظام وتمكن من الاطلاع على نموذج من الصاروخ الذي يتم تطويره· وكشف النقاب امس عن وثيقة عسكرية إسرائيلية أعدتها شعبة البحوث في القيادة العامة للجيش الإسرائيلي، وقدمت لدائرة صنع القرار، وأوصت بأن يرد الجيش على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة بتنفيذ هجمات عسكرية محدودة ومركزة· ودعت الوثيقة إلى إعادة النظر في السياسات الإسرائيلية الحالية في قطاع غزة· وقال معدو الوثيقة في تصريحات صحفية ''إن إسرائيل لا يمكنها أن تسمح بعدم الرد على الخروقات الصارخة، كإطلاق الصواريخ الذي يتعارض بشكل كلي مع الاتفاق (التهدئة) ويتعين على إسرائيل أن ترد بهجمات مركزة على أي خرق للتهدئة من أجل فرض شروط الاتفاق ومنع استمرار إطلاق الصواريخ''· ورداً على هذه الوثيقة، حذرت حركة ''حماس'' من أن التلويح الصهيوني بإمكانية شن هجمات عسكرية على غزة بحجة إطلاق صواريخ هو ''لعب بالنار''· وقالت إن ''على الاحتلال التفكير مطولاً قبل الإقدام على هذه الخطوة''· وأكد الدكتور سامي أبوزهري المتحدث باسم الحركة أنه ''لا يوجد حتى الآن التزام اسرائيلي حقيقي ببنود اتفاق التهدئة؛ فالخروقات لا زالت متواصلة''· وأشار إلى أن نسبة فتح المعابر تعتبر أقل مما كانت عليه قبل التهدئة، وحجم البضائع التي تدخل إلى غزة لا تزيد في أحسن الأحوال عما كانت عليه قبل التهدئة· وشدد على أن هذا يعكس عدم جدية الاحتلال ورغبته في التلاعب بشروط التهدئة، وتوظيفها بما يخدم مصالحه، وابتزاز حركة ''حماس'' والقوى الفلسطينية بما يخدم شروط الاحتلال في ملف الجندي الأسير جلعاد شاليط· وأكد المتحدث باسم ''حماس'' أن تعاطي الاحتلال مع التهدئة بهذه الطريقة، ستكون له نتائج عكسية على ملف شاليط· وكان وزير الجيش الإسرائيلي ايهود باراك قد أصدر امس قراراً بإعادة فتح معابر بيت حانون (ايرز) و''ناحل عوز'' وصوفا في قطاع غزة، مع إبقاء معبر المنطار ''كارني'' مغلقاً بسبب أعمال ترميم تجري فيه· وأطلقت قوات الاحتلال امس نيران أسلحتها الرشاشة باتجاه المزارعين في الأراضي الزراعية القريبة من الجدار الإلكتروني على الحدود شمال قطاع غزة، ما اضطر المزارعين الى الهرب من أراضيهم الزراعية التي بدأوا باستصلاحها فور بدء سريان اتفاق التهدئة· وكان الجيش الإسرائيلي قد قرر منع أهالي قطاع غزة من الاقتراب إلى مسافة تقل عن 300 متر من الحدود· واستنكرت وزارة الزراعة قيام الجيش الاسرائيلي باختراق موجات بث محطات الإذاعة المحلية العاملة في قطاع غزة، وبث بيانات تحذر الأهالي من الاقتراب مسافة 300 متر من الحدود· وفي الضفة الغربية قالت مصادر طبية محلية في قرية نعلين المحاصرة إن 13 فلسطينياً أصيبوا بالرصاص المطاطي خلال مواجهات وقعت امس مع الجيش الاسرائيلي وسط القرية الخاضعة لحظر التجول منذ ثلاثة أيام· وأشارت هذه المصادر الى أن عشرات الحالات تمت معالجتها نتيجة استنشاقها للغاز المسيل للدموع ''لكن لا يوجد اصابات خطرة''· وقال سكان من قرية نعلين في اتصال هاتفي إن الجيش الاسرائيلي اعتقل ثلاثة شبان فجر امس، بتهمة خرق منع التجول، وقام بعمليات تفتيش واسعة لمنازل القرية· وفرض الجيش الاسرائيلي لليوم الثالث على التوالي حظر التجول على قرية نعلين (4600 نسمة) القريبة من رام الله، بعد أن شهدت هذه القرية احتجاجات يومية ضد قيام اسرائيل ببناء جزء من الجدار الفاصل على أراضيها· وقال فلسطينيون من داخل قرية نعلين إن اللجنة الوطنية لمواجهة الجدار وجهت نداء لأهالي القرية لخرق منع التجول عند ساعات الظهيرة· وقال أحد اعضاء اللجنة الوطنية من داخل القرية ''استجاب أهالي القرية لهذا النداء، ووقعت صدامات عنيفة مع قوات الاحتلال، أسفرت عن اصابة ما لا يقل عن 13 فلسطينياً، اضافة الى العشرات من الذين أصيبوا نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع''· ومنع الجيش الاسرائيلي الصحافيين ووسائل الاعلام المختلفة من دخول القرية· وعلى مداخل بلدة امر شمال الخليل أفاد شهود عيان بأن جنود الاحتلال المتواجدين على مداخل البلدة قاموا بإيقاف المركبات والمواطنين والتدقيق في هوياتهم وتفتيش اهالي البلدة·