طعن أكبر حزب معارض لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس بنتائج الانتخابات البلدية في أنقرة واسطنبول، أكبر مدينتين في تركيا فاز بهما حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ الحاكم. وفيما تدخلت الشرطة مستخدمة خراطيم المياه لتفريق الآلاف من المحتجين على عمليات التزوير المزعومة في أنقرة، رفض وزير الطاقة تانر يلديز وجود أي علاقة بين انقطاع التيار الكهربائي وحصول عمليات تزوير. وقال «على الذين خسروا ألا يتذرعوا بالكهرباء لتبرير هزيمتهم»، موضحا أن هراً يقف وراء انقطاع الكهرباء في عدد من مراكز الاقتراع.
وبعد يومين على الفوز الانتخابي لأردوغان، قدم حزب الشعب الجمهوري طعنا لدى المجلس الانتخابي الأعلى، ضد «مخالفات» في نتائج العاصمة حيث فاز حزب العدالة والتنمية بفارق ضئيل. ويشار إلى أنه لم يتم إعلان النتائج الرسمية بعد.
كما أصيب أمين إرماك، الذي كان مرشحا عن حزب السلام والديمقراطية الكردي في جنوب شرق تركيا بطلقات نارية بعدما تعرض لهجوم على يد مجهولين. وقد شابت عدة أعمال عنف الانتخابات التي جرت الأحد الماضي، وأسفرت عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة أكثر من 20 شخصا.
وأمس، احتشد أكثر من ألف من أنصار حزب الشعب الجمهوري أمام مقر المجلس الانتخـابي الأعلـى في أنقـرة للمطالبـة بإعـادة فرز الأصوات مردديـن «دافعـوا عن أصـواتكم».
وقال المتظاهر طولاي اوزتورك «اعتقد أن عمليات تزوير قد لطخت هذه الانتخابات. ولهذا السبب أتيت إلى هنا، أُريد انتخابات نزيهة». وقال المتظاهر الآخر إيهن سليمان «لقد سرقوا انتخاباتنا».
وأكد مرشح حزب الشعب الجمهوري في أنقرة منصور يفاس في رسالة بثت على تويتر على رغم الحظر الذي أعلنته الحكومة إن فرزا جديدا من شأنه «قول الحقيقة».
وأعلن مليح غوكجك رئيس بلدية أنقرة منذ 1994 والعضو في حزب العدالة والتنمية فجر أمس الأول أنه فاز بولاية خامسة بحصوله على 44،79% من الأصوات في مقابل 43،77% ليفاس. ويفصل حوالى 32 ألف صوت بين المتنافسين على حوالى ثلاثة ملايين ناخب.
وأعلن المتنافسان تباعا فوزهما مساء الأحد الماضي في أجواء متوترة أججتها الاتهامات بالتزوير التي ملأت شبكات التواصل الاجتماعي، وانقطاع التيار الكهربائي خلال فرز الأصوات.
أما مرشح حزب الشعب الجمهوري في اسطنبول مصطفى ساري جول الذي هزم الأحد فشكك أمس الثلاثاء أيضا بنتائج الانتخابات في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة.
وقال ساري جول في تصريح صحفي «يتعين إعادة فرز جميع الأصوات حتى يوافق جميع سكان اسطنبول على النتائج موافقة لا شائبة فيها». وأضاف أن «بلادنا أكبر من أن تكون مطية لعمليات التزوير الانتخابي والمناورات السياسية».
وقد أُعيد انتخاب العمدة المنتهية ولايته من حزب العدالة والتنمية قادر طوباس الأحد الماضي بحصوله على 48% من الأصوات في مقابل 40،1% لمنافسه ساري جول.
وتعبيرا عن التوتر السياسي السائد في تركيا، احتج الحزب الحاكم أيضا على فوز حزب العمل القومي بفارق طفيف في أضنة (جنوب).
وحيال هذه الكم الهائل من الطعون، دعا رئيس المجلس الانتخابي الأعلى سعدي قوفن الناخبين والأحزاب السياسية إلى التهدئة. وقال «هذه إجراءات قانونية، وسنرى ما سينجم عنها». ورفض وزير الطاقة تانر يلديز وجود أي علاقة بين انقطاع التيار الكهربائي وحصول عمليات تزوير محتملة.
قال يلديز «على الذين خسروا ألا يتذرعوا بالكهرباء لتبرير هزيمتهم»، موضحا أن هراً هو الذي تسبب بانقطاع التيار الذي حمل بعض أقلام الاقتراع في أنقرة على فرز الأصوات على ضوء الشموع. وأضاف يلديز في تصريح صحفي «لست أمزح.. دخـل هــر إلى أحـد المحــولات. وهذه ليست المرة الأولى التي يحصل فيها ذلك».
وفي نهاية حملة انتخابية صاخبة، حقق حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان انتصارا كبيرا الأحد في الانتخابات البلدية بحصوله على 45% بالإجمال من الأصوات في جميع أنحاء البلاد. (إسطنبول وكالات)
عدد اليوم
