الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لا بديل عن «حل الدولتين» لتحقيق السلام في الشرق الأوسط

لا بديل عن «حل الدولتين» لتحقيق السلام في الشرق الأوسط
5 سبتمبر 2009 02:29
شدد توني بلير ممثل اللجنة الرباعية في منطقة الشرق الأوسط ورئيس الوزراء البريطاني السابق على مبدأ حل الدولتين لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، معتبرا أنه «لا يوجد بديل عن هذا الحل الذي من الممكن تحقيقه من خلال المفاوضات». وأكد ممثل اللجنة الرباعية في حوار خاص مع «الاتحاد» أن أهمية حل الدولتين واضحة وجليّة بالنسبة للولايات المتحدة، خاصة وأن هناك نقلة كبيرة حدثت في السياسة الأميركية مع وصول باراك أوباما للسلطة حيث توصلت إلى قناعة بأن لديها مصالح استراتيجية قوية وتحالفات مع دول عربية وإسلامية يجب اعتبارها. وأكد بلير «أن استمرار الاستيطان يعيق إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات كيان وقابلة للتحقق»، معتبرا أن الاستيطان بالرغم من أنها ليست المشكلة الوحيدة إلا أنها الأهم. وأوضح أن الطرح بيهودية إسرائيل إذا كان يقصد منه كون إسرائيل فقط لليهود، فهو طرح خاطئ وغير مقبول. وتطرق بلير خلال حواره مع «الاتحاد» في مقر إقامته بفندق قصر الإمارات بأبوظبي أمس الأول إلى قضايا مختلفة تتعلق بالصراع في الشرق الأوسط، والموقف من حركة حماس، وضرورة استفادة الدول والشعوب من العولمة. وكان توني بلير الذي شغل منصب رئيس وزراء بريطانيا من عام 1997 حتى 2007، ويعتبر الأطول مدة في حكم بريطانيا، أشاد في بداية اللقاء بما حققته دولة الإمارات من إنجازات عديدة، وخلقت لنفسها سمعة عالمية كنموذج ناجح في التطوير والتنمية البشرية، وفيما يلي نص الحوار: ? تتولون حالياً مهمة ممثل اللجنة الرباعية لتحريك مفاوضات السلام في الشرق الأوسط، ولكن عملية السلام تعقدت مؤخراً مع طرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمبدأ «يهودية إسرائيل»، فما هو موقف اللجنة الرباعية من هذا الطرح؟ ?? إن الطرح بيهودية إسرائيل لا يمكن الحكم عليه إلا من خلال معرفة ما هو القصد منه، فإذا كان الأمر يعني أن يكون الأشخاص الذين يعيشون في إسرائيل هم من اليهود فقط، فإن هذا الطرح بالتأكيد خطأ وغير مقبول. وأنا لا أعرف حتى الآن ما إذا كان المقصود من هذا الأمر هو مجرد شعار سياسي أم أنه مبدأ دستوري. هناك مسألة مهمة بشأن عملية السلام وهو طرح مبدأ الدولتين الذي أعتقد أنه من الممكن تحقيقه من خلال المفاوضات. ? ولكن ألم يقل الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه يهدف فقط إلى تحريك وإعادة مفاوضات السلام في الوقت الذي لم يظهر فيه رغبة حقيقية بحل الدولتين؟ ?? لا أعتقد ذلك، فمن خلال حواراتي مع الرئيس أوباما أظهر لي أنه متحمس جداً لمسألة حل الدولتين وقام بتكليف وزير خارجيته هيلاري كلينتون بمتابعة هذا الملف، وأيضا من خلال عملي في فلسطين مع مستشار الأمن الوطني في أميركا جيمس جونز الذي يعتقد أن حل الدولتين أولوية استراتيجية للولايات المتحدة. إننا في الوقت الحاضر ننتظر نتائج المشاورات الحالية بين الفلسطينيين والإسرائيليين والولايات المتحدة بشأن البدء فعلياً في مفاوضات السلام. إن أهمية حل الدولتين واضح وجليّ بالنسبة للولايات المتحدة، وأعتقد أن هناك نقلة كبيرة حدثت في السياسة الأميركية مع وصول باراك أوباما للسلطة والذي كان من المتوقع أن يحدث في أي وقت مضى، وهو أن أميركا توصلت إلى قناعة بأن لديها مصالح استراتيجية قوية وتحالفات مع دول عربية وإسلامية، وليس فقط مع إسرائيل التي هي أيضا حريصة على ضمان أمنها واستقرارها. ? من المصاعب والتحديات الرئيسية التي تواجه تحقيق السلام استمرار مشكلة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية. كيف تتعامل اللجنة الرباعية مع هذه المشكلة؟ ?? لا شك أن استمرار الاستيطان يعيق إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات كيان وقابلة للتحقق وليست فقط مجرد مناطق متفرقة. إن توقف المفاوضات بين الإسرائيليين والأميركيين الآن هو بسبب استمرار الاستيطان الإسرائيلي، وهذا الأمر يحسب للجانب الأميركي الذي أبدى اهتمامه الكبير بمسألة الاستيطان واعتبار وقفه دليلاً على جدية إسرائيل في مباشرة المفاوضات. إلا أن الاستيطان ليست المشكلة الوحيدة، حيث إن هناك مشاكل أخرى عديدة ولكنها الأهم. ? تعتزم حكومة سلام فياض رئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية إعلان قيام الدولة خلال سنتين بغض النظر عن تقدم المفاوضات، ما هو موقف اللجنة الرباعية من هذا الأمر، وألا تعتقد أنه قد آن الأوان لإعلان الدولة ولو من جانب واحد؟ ?? أعتقد أنه لا يمكن فعلياً الإعلان عن دولة فلسطينية دون إقامة حكومة مقتدرة ولها قدرة فعلية على إدارة مؤسسات الدولة، وهذا لا يمكن تحقيقه بالإعلان عنه من جانب واحد، وإنما من خلال إيجاد رؤية وخطة واضحة وقابلة للتطبيق، والمسألة الآن هي كيف يريدون إدارة الدولة، وهذه المسألة حتمية فيما أسميه أنا المنهج من الأسفل للأعلى، وهو أن إنشاء الدولة الفلسطينية ليست مسألة تناقَش فقط على مستوى القيادات الحكومية بالخرائط وغيرها، وإنما آلية إدارة حكم الفلسطينيين يوماً بيوم، أعتقد أن هذا الشيء لا يغيب عن سلام فياض. ? ما هو موقف اللجنة الرباعية من حركة حماس، وهل تعتقدون أنه بالإمكان المضي في عملية السلام دون الاعتبار لدور الحركة في الساحة الفلسطينية؟ ?? السؤال هو هل من الممكن إيجاد أرضية مشتركة لإشراك حماس في المفاوضات؟ بالتأكيد سيكون من الأفضل إشراك جميع الأطراف الفلسطينية في هذه العملية، وفي الوقت نفسه نحتاج إلى استراتيجية أخرى للتعاطي مع غزة، حيث أنني أقوم حاليا بمفاوضات مع الإسرائيليين بضرورة الاعتبار للأوضاع الإنسانية في القطاع، والسماح بإدخال المياه والكهرباء والوقود وتحديث البنى التحتية والإسكان، حيث تتوفر الأموال والخطط ولكن نريد الوسائل التي من خلالها تنفذ برامجنا.. وبالتأكيد سيخدم هذا الأمر إذا أوجدنا طريقة لإشراك حماس، ولكن المشكلة التي يقلق منها المجتمع الدولي هي نفس المشكلة التي يواجهها الفلسطينيون داخليا، ألا وهي الاقتتال الداخلي، ضرورة التوافق والمصالحة الداخلية. والمسألة ليست هي أن نستمع إليهم وهم يستمعون إلينا ولكن المهم ما هو نتيجة ذلك وإلى أين سنصل. وهناك دائماً حلول ســلمية لحل مشاكلنا السياسية. والمشكلة أنه عند اللجـوء إلى خيارات العنف واسـتهداف المدنيين فإن ذلك ليس فقـط خيار خاطئ ولكنه أيضا يعطي المبرر لؤلئك الذين لا يرغبــــــون في حل الدولتين في إسرائيل بـأن يقولوا لا يمكننا قبول هذا الحل بسبب العنف القائم، مما يزيد من ضلوع الطرفين في دوامة العنـــف، وقد ســــبب هـــذا الأمــر في زيادة معاناة سكان غزة حيث أن الآلاف فقـدوا أرواحهم وتهدمت منازلهم. ? هناك مخاوف من احتمال تجدد استهداف اسرائيل لحزب الله أو نشوب حروب أو مواجهات مسلحة أخرى، ألا تعتقدون أن مثل هذا العمل سيدمر أي فرصة أمام السلام؟ ?? أتمنى ألا يحصل هذا الشيء، كما أعتقد أن إسرائيل لا مصلحة لديها من دخول أي صراعات جديدة، لذلك من المهم ألا تتعرض إسرائيل لأي هجمات حتى لا تقوم برد فعل انتقامي.إننا في اللجنة الرباعية نحاول إيجاد الظروف الموائمة لتحقيق السلام، ومن ثم الشروع في مشاريع التنمية. فعلى سبيل المثال تمكنت حكومة فياض في السنة الماضية من توفير الأمن من خلال الفلسطينيين في الضفة الغربية، تمكنا بالتالي من تسيير التجارة إلى الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية. ووفقا لصندوق النقد الدولي فإن معدل النمو الاقتصادي في الضفة وصل إلى ما يزيد عن 7% خلال الربع الأول من العام الجاري. ويمكننا فعل ما هو أفضل من ذلك بكثير، ولذلك من المهم جداً إيجاد مفاوضات سلام لحل الدولتين، وتحقق مصالح الأطراف وتوفر بيئة آمنة ومستقرة للتنمية. ? تحدثت خلال محاضرتك في مجلس سمو الشيخ محمد بن زايد الرمضاني مساء الأربعاء الماضي عن حتمية العولمة كخيار مهم لتحقيق التنمية، ولكن بالرغم من إيجابيات العولمة إلا أن هناك مخاوف عديدة من آثارها وتبعاتها، حيث أن بعض الدول تعتقد أنها قد تخسر أكثر مما قد تجنيه من العولمة؟ ?? المخاوف من سلبيات العولمة ليس فقط هاجس لدى البعض في الدولة النامية، وإنما أيضا في الدول المتقدمة فإن مواقف الناس متفاوتة تجاه هذه الظاهرة، إلا أن الشيء المهم بالنسبة للعولمة أنها ظاهرة تقودها الناس وليست الحكومات كما يُعتقد، حيث أن التكنولوجيا ووسائل الاتصال والمعرفة الحديثة والإنترنت أصبحت أكثر تأثيرا وباتت توجه الأفكار في العـــالم، لذلك حسـب وجهـــة نظري فإن الانغلاق والتقوقع على الذات في عالم اليوم لم يصبح ممكناً بدون أن يدخل الشخص أو يدخل المجتمع في عزلة. إشادة بنموذج الإمارات في التنمية رداً على سؤال عن تقييمه لتجربة الإمارات في التنمية في ظل العولمة قال بلير: التنمية والتطور في الإمارات جديرة بالملاحظة، وحازت الإمارات على سمعة قوية وبات اسمها معروفاً في العالم، وهذا ليس فقط في الجانب الاقتصادي، وإنما في مجالات أخرى عديدة مثل الريادة الثقافية في أبوظبي التي تنفذ حاليا برامج وخططا لتصبح مركزاً ثقافياً عالمياً، وكذلك في دبي حيث انه بالرغم من الأزمة الاقتصادية إلا أنها منطقة ذات جذب كبير وتستقطب الناس من العالم سواء للسياحة أو للعمل. كما حققت الإمارات إنجازا كبيراً باستضافة مقر المنظمة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا»، حيث تمكنت من الفوز باستضافة المقر بالرغم من المنافسة القوية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©