الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مارفن روجرز... رؤى لمصالحة «الجمهوريين» والسود!

مارفن روجرز... رؤى لمصالحة «الجمهوريين» والسود!
5 سبتمبر 2009 02:30
عندما يفكر الناس في كارولينا الجنوبية، فإنهم يفكرون عادة في... نعم، قناة «كوميدي سانترل» الكوميدية. وهذا قول شائع، بالنظر إلى ما تشتهر به هذه الولاية من روح دعابة وسخرية! وربما يجدر التفكير بشكل جدي في إمكانية خفض راتب الممثل الساخر جون ستيوارت، إذا عمل هنا. غير أن ما لا يفكر فيه الناس عادة هو وجود «جمهوريين» سود، وهو تصور يمكن أن يتغير قريباً إذا تمكن رجل شاب يدعى مارفن روجرز من شق طريقه والصعود في عوالم السياسة الأميركية. فروجرز هذا مساعد سابق لعضو الكونجرس بوب إينجليس، النائب عن كارولينا الجنوبية في مجلس النواب، وهو يتحدث اللغة الإسبانية ولم يتجاوز عمره الثلاثة والثلاثين عاماً، ويتوفر على مخطط للحزب «الجمهوري» يطمح في النهاية إلى تغيير لون بشرة الحزب. وحتى 2008، وهو العام الذي ترشح فيه للانتخابات التشريعية على صعيد الولاية بدون أن يحالفه النجاح، ربما كان روجرز معروفاً أكثر في أميركا اللاتينية، حيث كان واعظاً دينياً متجولاً لسنوات، أكثر مما هو معروف في أميركا الشمالية. وعندما ترشح العام الماضي لم يحالفه النجاح حيث حصل على 32 في المئة فقط من الأصوات في معقل لـ«الديمقراطيين»، حيث تنافس كجمهوري أسود في عام أوباما. والنتيجة على كل حال إنجاز لا بأس به في الواقع! وقصة روجرز قصة تقطع مع الأعراف والتقاليد. فروجرز، الذي وُلد في بلدة بويلينج سبرينجس الصغيرة، بولاية كارولينا الجنوبية، تربى على أيدي والدين من الطبقة العاملة، تحكمهما القيم، وليس الإيديولوجيا. «وهكذا، كنتُ في منأى عن أجواء العداء بين العرق الأميركي الإفريقي والحزب الجمهوري». وبدون أفكار مسبقة وجاهزة حول الموضع الذي يضعه فيه انتماؤه العرقي سياسياً، بدأ روجز يبحث المواضيع على الورق ثم سرعان ما أدرك أنه يميل من الناحية الفلسفية إلى الجمهوريين أكثر منه إلى الديمقراطيين. ولكن شيئاً طريفاً سيحدث بعد ذلك حين لاحظ في الاجتماعات السياسية التي بدأ يشارك فيها أنه «الشخص الأسود الوحيد هنا. ولكن، ماذا في ذلك؟». وهذا السؤال حفز روجرز للقيام ببحث أفضى إلى تأليف كتاب يوشك على الانتهاء عنوانه «الصمت هو أقوى صوت»، وفيه يحاول شرح الكيفية التي فقد بها حزب لينكولن روحه السوداء. وفي ختام خمس سنوات من البحث والدراسة والاستجوابات، توصل روجرز إلى خلاصة مفادها أن الهوة بين الجالية السوداء والحزب الجمهوري عاطفية أكثر من كونها فلسفية. كما أن الهوة هي نتاج صور رسخها الإعلام أكثر من كونها انعكاساً للواقع. ولعل أفضل تفسير للأمور التي تتم على نحو جيد، يقول روجرز، هو الذي قدمه جاك كمب الذي قال له خلال مقابلة معه: «لقد كان للحزب الجمهوري تاريخ عظيم مع الأميركيين الأفارقة ولكنهم انفضوا من حوله ونفروا منه. وكان للحزب الديمقراطي تاريخ فظيع، ولكنهم تغلبوا عليه وتجاوزوه». وبعض من هذا النفور حدث عقب قانون حقوق التصويت لعام 1965 و«الاستراتيجية الجنوبية» التي تبناها الرئيس ريتشارد نيكسون، والتي حاولت حشد الأصوات عبر استغلال استياء البيض تجاه السود. والحقيقة أن روجرز ليس متفائلا أحمق إذ يعترف بأن هذه المرحلة شكلت «كدمة» للحزب الجمهوري؛ ولكنه يشدد في الوقت نفسه على أن الجميع سيعملون «الاستراتيجية الجنوبية» متى كان ذلك يخدم مصلحتهم. ولعل أكبر مشكلة تواجه الحزب الجمهوري اليوم، يقول روجرز، هي عدم القدرة على «التمييز بين النبرات»، مثلما تُظهر ذلك البرامج الإذاعية والتلفزيونية المحافظة. وفي هذا الإطار، فإن معظم السود لا يطيقون الاستماع إلى المذيع المحافظ «راش ليمبو» لأن كل ما يستمعون إليه هو الغضب، وعن ذلك يضيف روجرز قائلا: «قد يتفقون مع راش حول موضوعات، ولكنهم لا يستطيعون سماعه لأنه يبدو مجنوناً. والناس لا يتبعون الأشخاص الذين يعمدون إلى التهويل والتضخيم والمبالغة». ومن بين الأسباب الأخرى التي تجعل تأييد الحزب الجمهوري محدوداً بين الأميركيين السود، يقول روجرز، حقيقة أن الجمهوريين لا يتحدثون حول المواضيع التي تترك صدى في أوساط الجالية السوداء مثل الفقر، والتحديات التي تواجه الأمهات العازبات، والعدالة الاجتماعية، وتكرار الجريمة، والرأسمالية السوداء. وكانت دراسة الخطابات الجمهورية هي التي أوحت لروجرز بعنوان كتابه، وهو يعتبر أن الطريقة التي يستطيع بها الجمهوريون جذب واستمالة الناخبين السود بسيطة جدا وتتمثل في عبارة: قف وحل المشاكل. عندما انتقل روجرز للسكن في مدينة روك هيل، حيث يعيش اليوم، اختار أن يسكن داخل المدينة بدلا من ضواحيها حيث يسكن الأغنياء والميسورون؛ وحين احتاج فريق محلي لكرة السلة للمال لاقتناء بدل رياضية، لم يتردد روجرز في مساعدتهم. ومع انخراط روجرز في الإعداد لحملته الانتخابية، يمكن القول إن لدى الديمقراطيين ما يخشونه، وأحد الأسباب أنه يقول للأميركيين الأفارقة إنهم جعلوا أنفسهم ضعفاء سياسياً لأنهم يصوتون على نحو جماعي: «إذا كان باستطاعة أحد الحزبين الاعتماد على أصواتنا، فإن ذلك سيجعله يستطيع أن يتعامل معنا باعتبارنا من المسلمات. وذاك أمر غير جيد!». كاثلين باركر - كارولينا الجنوبية محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©