الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سنة مكسيكية «صعبة»

5 سبتمبر 2009 02:31
الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون قالها بنفسه: «لقد كانت سنة صعبة»: مستويات تاريخية من العنف، إنفلونزا الخنازير، تراجع إنتاج النفط، ركود اقتصادي هو الأسوء من نوعه منذ عقود، جفاف مدمر. كل هذه ليست سوى بعض التحديات الكثيرة التي يواجهها هذا البلد. ومع ذلك، فقد أشاد كالديرون، خلال خطابه السنوي يوم الأربعاء الماضي، بالحكومة لأنها قادت المكسيك إلى الأمام فيما تراجعت بلدان أخرى تحت وطأة الأزمة الاقتصادية العالمية. ويبدو أن المكسيكيين يتفقون مع هذا التقييم. ففي استطلاع للرأي نشرته صحيفة «ريفورما»، أعرب 68 في المئة من المستجوَبين عن رضاهم عن قيادة كالديرون، رغم أن المشاكل الاقتصادية وانعدام الأمن كلف حزبه المحافظ حزب «العمل الوطني»، مقاعد في الانتخابات النصفية التي جرت في يوليو الماضي. وفي هذا الإطار، يقول لورينزو لازو من «أليمان فيلاسكو آند أسوشيتس»، وهي شركة استشارات في مجال الاقتصاد والسياسة العامة في مكسيكو سيتي، إن المكسيك «أبلت بلاءً حسناً في ظروف غير مسبوقة». وينسب «لازو» نجاح المكسيك إلى التزامها بالمؤسسات وحكم القانون، مضيفا أن «الناس يدركون أن الرئيس ملتزم بعمله». كالديرون كشف النقاب عن مخطط من 10 نقاط يبدأ تبنيه العام المقبل، ويشمل إصلاح قطاع الاتصالات لجعله أكثر تنافسية، واستئصال الفساد في وكالات الطاقة، وتخفيف البيروقراطية. وذلك «لأن الوقت والموارد بصدد النفاد، ولأن احتياجات السكان باتت ملحة بشكل متزايد... وبالتالي، فإن إصلاحاً عميقاً اليوم هو الخيار الوحيد أمامنا». فإنتاج النفط يواصل تراجعه، مما يضع ضغوطاً كبيرة على الإنفاق العام، علما بأن عائدات الصادرات النفطية تمول نحو 40 في المئة من الميزانية الفدرالية. وجاء وباء إنفلونزا الخنازير ليلحق ضرراً بالغاً بقطاع السياحة. وكان الركود قوياً في المكسيك التي ترسل نحو 80 في المئة من صادراتها إلى الولايات المتحدة؛ وقطاع صناعة السيارات تأثر بقوة؛ والاقتصاد قد ينكمش بـ7.5 في المئة هذا العام، حسب البنك المركزي المكسيكي. لكن رغم كل هذه التحديات، فإن كالديرون مازال يحظى بشعبية مرتفعة. ففي استطلاع للرأي أجرته مؤخراً مؤسسة «ميتوفسكي كونسالتينج»، فإن 62 في المئة من المكسيكيين راضون عن أدائه، ويعزى ذلك في جزء منه إلى حقيقة أن أعداداً كبيرة منهم تنظر إلى كثير من مشكلات المكسيك باعتبارها خارجة عن سيطرته. وفي هذا السياق، يقول خورخي بوينديا، خبير استطلاعات الرأي في العاصمة المكسيكية: «نجح كالديرون في إخراج نفسه من الأزمة». والأهم من ذلك، يضيف بوينديا، أن التضخم ظل منخفضاً. استهل كالديرون خطابه السنوي بتعداد إنجازات إدارته، بدءاً بما شكل حجر الزاوية في فترة رئاسته، ألا وهو الحرب على الجريمة المنظمة. وبينما أخذ كالديرون يعدد نجاحات إدارته في معركة حصدت أرواح أكثر من 11000 شخص في ثلاثة أعوام، كانت تعرض بشكل متزامن صور المخدرات وحجز الأسلحة على شاشتين عملاقتين. ومع ذلك، فالجريمة المنظمة احتلت مرتبة متدنية ضمن مخططه المؤلَّف من عشر نقاط، في إشارة إلى أن الاقتصاد سيكون محور أجندته خلال السنوات الثلاث الأخيرة في السلطة. ورغم التفاصيل الوافية لمخططه الإصلاحي، إلا أن مسألة تمويله ستكون موضوعاً جدلياً خلال الأسابيع المقبلة. وفي هذا الإطار يقول بوينديا: «الجميع سيكون موافقاً على الأهداف، لكن الوسائل هي التي ينتظر أن تكون مثار نقاش. والسؤال: من أين سيأتي المال؟». كما أن الإبحار بين أمواج المشهد السياسي سيمثل تحدياً كبيراً بالنسبة لكالديرون؛ فأجندته المنقحة تأتي في وقت يبدأ فيه الكونجرس المكسيكي دورته الجديدة، وهو يضم عدداً أكبر من أعضاء المعارضة التي رفضت خطة لتعويض النقص في عائدات النفط بزيادة الضرائب غير النفطية. غير أنه حالياً على الأقل، يمكن القول إن نبرة كالديرون خلفت جواً من التفاؤل، وهو القائل: «كانت سنة صعبة بالنسبة للمكسيكيين؛ لكن بدلا من أن تخيفنا الأزمة وترهبنا، واجهناها بشجاعة وحزم». سارة ميلر لانا- ميكسيكو سيتي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©