جمال إبراهيم (عمان) - طالب متظاهرون أردنيون أمس في عدد من المحافظات بتطبيق الملكية الدستورية، واجتثاث الفساد واستعادة أموال الدولة المنهوبة، وتصحيح النهج الاقتصادي بالتوقف عن ممارسة سياسات تعتمد على رفع الأسعار، فيما نددت جميع المسيرات بزيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للأردن. ففي عمان، شارك المئات في مسيرة دعا إليها حراك «أحرار العاصمة» بعد صلاة الجمعة من المسجد الحسيني، وسط هتافات تجاوزت ما يوصف في الأردن بـ «الخطوط الحمراء». وأكد المتظاهرون أن «الشعب الأردني هو وحده الخط الأحمر»، مستهجنين تصريحات نسبتها مؤخراً مجلة «ذي أتلانتك» الأميركية للملك عبدالله الثاني، وصف فيها بعض المتنفذين من رجال العشائر بـ «الديناصورات»، فيما اعتبر أن أجهزة الأمن تعيق التطور الديمقراطي في البلاد.
وأثارت التصريحات المنسوبة لملك الأردن موجة استياء لدى بعض القبائل الأردنية، لكن الديوان الملكي الأردني شكك في صدقية المجلة متهماً: «إياها بعدم تحري الدقة» فضلاً عن «إخراج تصريحات الملك بشأن معيقات الديمقراطية بتأويلها وتفسيرها بشكل أخرجها عن مسارها الدقيق». وردد المتظاهرون شعارات مرتفعة السقف، وأخرى تؤكد على لحمة الشعبين الأردني والفلسطيني، منها: «شعب واحد مش شعبين»، «هي يالله هي يالله.. منصورين بعون الله»، «فليخسأ الخاسئون.. بإذن الله صامدون»، «إحنا الشعب الخط الأحمر.. يسقط يسقط حكم العسكر».
إلى ذلك، أقامت الحركة الإسلامية مهرجاناً خطابياً في عمان بعنوان «الأقصى في خطر». ودعا المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين همام سعيد إلى توحيد صفوف الأمة والوقوف في وجه العدوان على الإسلام والمسلمين. وحث سعيد على نصرة الأشقاء في الأراضي المحتلة وحذر من مغبة الاعتداء على المسجد الأقصى، معتبراً أن زيارة الرئيس الأميركي بارك أوباما لإسرائيل جاءت في سياق دعم الدولة اليهودية على حساب الهوية الفلسطينية للبلاد. وفي محافظة الكرك (جنوب) أكد معتصمون استمرار الحراك الإصلاحي لحين تحقيق أهدافه، مطالبين بمحاربة الفساد وتشكيل حكومة إنقاذ وطني توافقية، بما يحقق المصلحة الوطنية العليا.
واعتبروا أن: «نوابا ووزراء ورؤساء حكومات ومديري دوائر ورجال أمن قد أساؤوا استخدام السلطة فنهبوا كل المقدرات وقوت الشعب». وانتقدوا «الواسطة والمحسوبية باعتبارها سرطانا ينهش الوطن، ويضيّع مقدراته وثرواته، ويبدد أمواله». ودعوا إلى تحقيق الإصلاح السياسي لبلورة استراتيجية واضحة لقيام مشروع نهضوي أردني في مواجهة تحديات الفساد والفقر. ونددوا بالتصريحات المنسوبة للملك في مجلة «ذي اتلانتك».
وفي إربد (شمال) طالبت مسيرة نظمتها حركة الإخوان المسلمين وشارك فيها المئات بمزيد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية واجتثاث الفساد. وندد المشاركون في المسيرة بالسياسات الاقتصادية المعتمدة على زيادة أسعار السلع والخدمات خاصة رفع أسعار الكهرباء.
وانتقدت المسيرة بطء الإجراءات الإصلاحية والمماطلة في التعاطي مع ملفات الفساد. ورفضوا التصريحات المنشورة في مجلة «ذي اتلانتك»، وهتفوا «إحنا مش ديناصورات». وفي محافظة الزرقاء (شرق عمان) نفذ الحراك الشبابي وقفة احتجاجية، طالب فيها بمحاكمة الفاسدين وإعادة الأموال المسلوبة لخزينة الدولة وعدم رفع الأسعار على المواطنين.
عدد اليوم
