زيارة محمد بن زايد تتصدر وسائل الإعلام الأميركية

دينا مصطفى (أبوظبي) سلطت وسائل الإعلام الأميركية، المطبوعة والمرئية، الضوء على الزيارة المهمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى واشنطن، والتي تعد الأولى من نوعها في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي بدأت ولايته في يناير الماضي. واستبشر خبراء ومعلقون أميركيون بالزيارة، وشددوا على أهميتها، ورأى بعضهم أنها ستشكل طبيعة العلاقات الأميركية الخليجية خلال الفترة المقبلة، خاصةً أنها تأتي قبل توجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أول زيارة رسمية له إلى المملكة العربية السعودية. وأبرز الكاتب الأميركي، والمحلل الاقتصادي البارز «فيل فلين» في مقال تحليلي مهم له على موقع قناة «فوكس نيوز» الأميركية، أهمية الزيارة، مؤكداً أنها تأتي في وقت تشتد فيه معركة الحرب على الإرهاب التي تعد الإمارات حليفاً قوياً للولايات المتحدة الأميركية فيها، وأشاد بدور الإمارات البارز في التحالف. وأعرب فلين عن تفاؤله بالزيارة، مؤكداً أن العلاقات الأميركية الخليجية شهدت توتراً في عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق أوباما بسبب الملف السوري، بالإضافة إلى رفعه العقوبات عن إيران، والذي أثار مخاوف كبيرة من تهديده باستقرار المنطقة في ظل المطامع الإيرانية. كما أعرب عن آماله في أن يتخذ ترامب المعروف بقراراته الصارمة السريعة إجراءات أكثر تشدداً تجاه إيران للحد من نفوذها في المنطقة، خاصة بعد قراره إطلاق صواريخ «توماهوك» ضد النظام السوري، بعد استخدامه غازاً ساماً في قتل المدنيين السوريين، ما أثلج صدر العديد من الدول المعارضة لنظام بشار الأسد. وتناول فلين في مقاله التحليلي المطول بـ«فوكس نيوز» أبعاد الزيارة، مشيراً أن هناك تغييراً في العلاقات التقليدية الإماراتية الأميركية التي شهدت تحولاً من اقتصاد النفط لتضمن اتفاقات أخرى في مجال مكافحة الإرهاب، فالإمارات حليف استراتيجي قوي لأميركا. وشرح «فلين» كيف أن إدارة أوباما قد أغضبت دول الخليج سابقاً فيما يتعلق بالملف السوري الذي تسبب في زيادة نفوذ إيران في المنطقة، كما أنها تسببت في نزع استقرار اليمن التي تدخل فيه إيران الحرب بالوكالة، فتمول الحوثيين، وتمدهم بالسلاح والتدريب اللازم لاستمرار الحرب الأهلية هناك. ملفات عديدة فيما تناولت قناة «إيه بي سي» الأميركية الخبر باهتمام، مؤكدة أن العلاقات الأميركية - الإماراتية علاقات استراتيجية، واصفة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالشخصية البارزة المحبة لوطنها، كما أشار ترامب في كلمته بالبيت الأبيض. وقالت: إن العلاقات الإماراتية الأميركية هي علاقات تاريخية راسخة، بالإضافة إلى أن دونالد ترامب يعرف محمد بن زايد جيداً، ويعدّه حليفاً وثيقاً مهماً له، وهذا يدل على عمق العلاقة بين البلدين. وذكرت أن الزعيمين سيتناولان في لقائهما العديد من الملفات الاقتصادية، والملفات السياسية، مثل «الملف الإيراني» إلى جانب معركتهما معاً في الحرب على الإرهاب، ومناقشة السبل كافة للقضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي، ما يؤكد أن العلاقات الوثيقة بين البلدين أكثر أهمية من أي وقت مضى. شريك أساسي من جانبها، وصفت صحيفة «يو إس إيه توداي» الزيارة بالمهمة، مشيرة إلى توقيتها قبيل بدء القمة العربية الإسلامية الأميركية بالسعودية، وأشادت بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وقالت: إنه مقدر ويتمتع بمحبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي استقبله أمس الأول بالبيت الأبيض. وألقت «يو إس إيه توداي» الضوء على الملفات التي ستتم مناقشتها بين الزعيمين، والتي تتضمن مجالات الدفاع العسكري، والحرب على الإرهاب، والتجارة والاستثمار. ونقلت الصحيفة، على لسان شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض، أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان المهمة فرصة لتعزيز التعاون مع شريك أساسي في الشرق الأوسط. دور إقليمي رائد وعلقت قناة «سي بي إس» الأميركية على أهمية الزيارة، مشددة على قوة دور الإمارات الإقليمي المتزايد، مؤكدة أنها أصبحت شريكاً استراتيجياً مهماً في مكافحة الإرهاب والأمن الإقليمي، وهي شراكة يأمل الرئيس دونالد ترامب في زيادتها. وقالت: على هامش الزيارة، سيتناول الزعيمان مناقشة رؤية كل منهما للملفات كافة في المنطقة، وذكرت أن ترامب سيستمع إلى رأي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في العديد من الملفات الأمنية المهمة، فهو يرى فيه مرجعاً سياسياً وشخصية بارزة لقراءة العديد من الملفات. في السياق نفسه، اهتمت صحيفة «واشنطن تايمز»، وسلطت الضوء على أهمية الزيارة، موضحة أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان فرصة كبيرة لبناء علاقة وثيقة وتحالف طويل الأمد بين البلدين، مشيرة إلى أن الزعيمين يدشنان مرحلة جديدة من العلاقات ذات الاهتمام المشترك، خاصةً في مجال مكافحة الإرهاب، ومنع انتشار المتشددين، ومحاربة «داعش». اهتمام بريطاني ولم تكن الصحف البريطانية أقل اهتماماً بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى واشنطن، حيث تناولت العديد من المقالات قوة العلاقات الاقتصادية والسياسية بين أبوظبي وواشنطن، كما أشادت «الإنديبندينت» و«الجاردين» بالإمارات كلاعب رئيس قوي يصعد بقوة في منطقة الخليج والشرق الأوسط. من جانبه، قدم الكاتب الصحفي البريطاني ريتشارد سبنسر تحليلاً مهماً في مقال مطول نُشر على صفحات جريدة «التايمز» البريطانية العريقة، واصفاً علاقة الزعيمين بالعميقة، فدونالد ترامب يعرف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان جيداً، ويستمع إلى رؤيته فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط. ولفت إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يتطلع من جانبه أن يلعب ترامب دوراً أقوى من سابقه في البيت الأبيض، كما أنه يريد التأكد من أن الإدارة الجديدة في البيت الأبيض ستحافظ عل دعم الولايات المتحدة لحلفائها في الخليج. وقال سبنسر: إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شدد في اجتماعه مع الرئيس ترامب على أهمية الدور الأميركي الحاسم في تحقيق الاستقرار في المنطقة، وأشاد بالجهود التي يبذلها الرئيس ترامب للبحث عن سبل جديدة لتسوية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، كذلك أكد سموه، أهمية بذل المزيد من الجهود الجماعية لتحقيق السلام والاستقرار في كل من ليبيا واليمن وسوريا. كما شدد سموه على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية وتوسيعها، والتنسيق بين الأطراف كافة لمواجهة التحديات الإنسانية المتزايدة، والناجمة عن الصراعات والنقص في الإمدادات الغذائية في أرجاء المنطقة كافة. وأكد أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس ترامب عبرا عن رغبتهما في تعميق العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين في السنوات المقبلة، وأن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، شكر الولايات المتحدة لدعمها برنامج الفضاء الإماراتي، كما أثنى على المبادرات العديدة الناجحة بين الدولتين في مجالات التعليم والرعاية الصحية والفنون والتقنية، كما وجه سموه دعوة رسمية للولايات المتحدة للمشاركة في معرض إكسبو الدولي لعام 2020م الذي سيقام في دبي. السفير الإماراتي بواشنطن يوسف العتيبة: ترامب يشيد بالإمارات كنموذج في الاستقرار والتقدم والانفتاح أبوظبي (دينا مصطفى) قال يوسف العتيبة، سفير الإمارات في واشنطن: «إن الرئيس ترامب أكد لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أهمية دور دولة الإمارات باعتبارها نموذجاً يحتذى به في الاستقرار والتقدم والانفتاح في الشرق الأوسط». وأشار في تصريح له من واشنطن، إلى أن القائدين ناقشا المشاريع الإيجابية والواعدة القادمة، وتأثيرها على مستقبل المنطقة، والتي من شأنها أن تسهم في توفير فرص عمل أكبر للشباب، فضلاً عن التأكيد مجدداً على أهمية الابتكار والمشاريع الرائدة، والعمل على تمكين المرأة في المجالات كافة.