سقوط الأطفال من مبانٍ سكنية مأساة تصيب ثلاث عائلات خلال أسبوع واحد

أسباب كثيرة تكمن وراء تكرار حوادث سقوط الأطفال من البنايات السكنية· ومقتل ثلاثة اطفال (طفلين باكستانيين بعمر خمسة اعوام وطفلة عربية بعمر سبعة اعوام) في اسبوع واحد نتيجة حوادث سقوط من بنايات سكنية، ''أمر يحتاج الى اتخاذ اجراءات سريعة وحاسمة''، وفق كلام الموجهة الأسرية في محاكم دبي وداد لوتاه· وشرحت لوتاه اسباب وقوع مثل هذه الحوادث، واعتبرت ان منها ما يتعلق بدرجات الأمان في البنايات الحديثة غير الكافية أحيانا أو بإهمال الأسرة في تربية أطفالها وتركهم بمفردهم لساعات طويلة داخل شقة سكنية يسلكون فيها تصرفات بريئة قد تضع نهايات لحياتهم· أو لتأثر الاطفال بالإعلام المرئي ومحاولتهم تقليد أبطال مسلسلاته الخيالية بالقفز من فوق مرتفعات معتقدين في مخيلتهم البريئة أن ما يرونه هو الواقع· وشددت لوتاه على وجوب اتخاذ السلطات والجهات المعنية اجراءات لدرء وقوع حوادث مماثلة· وطالبت المهندسين والمقاولين والاستشاريين بوجوب الاخذ في الاعتبار تحقيق أكبر قدر من الأمان في المباني التي يقومون بتشييدها وخاصة فيما يتعلق بالنوافذ والشرفات والسلالم والمصاعد الكهربائية ووضع أسياج حديدية تحمي الأطفال من السقوط· وناشدت البلديات والجهات المعنية بالإشراف على البنايات سواء كانت الأبراج أو الفيلات· وإلزام شركات المقاولات بوضع الضوابط الوقائية التي تكفل لقاطنيها الأمان· وحصر الحصول على شهادات الإنجاز بالالتزام بهذه الشروط· بدوره أشار مساعد مدير بلدية الشارقة للمشاريع الحكومية والخدمات العامة، المهندس سلطان عبد الله المعلا إلى وجود لائحة شروط ومواصفات خاصة بالبناء في الإمارة تلزم المقاولين والشركات والمهندسين والاستشاريين على اتباع ''الشروط التي تحفظ للإمارة هويتها وتحقق الأمن والسلامة في مبانيها تتعلق بالدفاع المدني والكهرباء والمياه والغاز الطبيعي وكذلك الشرفات والنوافذ وفتحات التهوية''· وأوضح أنه من ضمن الشروط التي تضمنتها اللائحة أيضاً للسلامة والأمن أن تؤمن النوافذ وأن توفر واقيات السقوط بارتفاع لا يقل عن متر، وضرورة توفير أعلى مستويات الأمان بالنسبة لطريقة فتح النوافذ وإقفالها خصوصاً للنوافذ المفصلية من أعلاها حفاظاً على الأطفال من خطر السقوط· وذكر أن بلدية الشارقة لا تمنح مقاولي الإنشاء تصريح الإنجاز النهائي إلا بعد التأكد من التزامها بكافة الشروط والمواصفات التي حددتها من قبل· وحملت لوتاه الأسرة المسؤولية الاساسية برعاية اطفالهم وتوجيههم وتعريفهم بوجود أخطار يجب الابتعاد عنها· وحثت الأهالي على تفعيل الحوار مع اطفالهم حول الواقع والممكن وخاصة فيما يتعلق بمتابعتهم لأفلام الحركة والخيال العلمي غير الواقعية· وأبدت الموجهة الأسرية استغرابها من ترك اولياء الامور أطفالهم بمفردهم في الشقق السكنية· ووصفت الامر بـ ''إفراز سلبي لحالات الغلاء التي يواجهها المجتمع وحرص الأهل على تجميع الأموال حتى ولو كان ذلك يسبب خطرا على حياة أبنائهم''· وطالبت لوتاه أيضاً المسؤولين عن الإعلام وخاصة المرئي بضرورة النظر إلى البرامج الخاصة بالأطفال ومخاطبتهم من منطلق الواقع الذي نعيشه وعدم سيطرة الخيال على برامجها· وبينت لوتاه أن المرحلة العمرية من الرابعة وحتى السابعة تعتبر من أهم المرحل التي يقوم فيها الطفل بالتقليد الأعمى للشخصيات فيحاول مثلاً القفز من مرتفعات كبيرة تقليداً للبطل الذي في مخيلته وعليه يستطيع فعل أشياء كثيرة دون أن يعي بمصيره· الى ذلك، حددت إدارة الدفاع المدني في الشارقة بعض أصول ومبادئ السلامة العامة والتي تحمي الأطفال من خطر الحوادث· واشارت إلى أنهم، غالبا، يتعرضون في بداية حياتهم سواء في المنزل أو الشارع لمخاطر أهمها صعق الكهرباء وحوادث الغرق والاختناق والسقوط والجروح والحروق والتسمم والكسور والتكهرب· واعتبرت ان جميع هذه الحوادث تقع لعدم إدراك الطفل بالمخاطر المحيطة به وانعدام الرقابة من قبل الأسر وتوعية أطفالهم بإرشادات الوقاية والسلامة من مختلف المخاطر· وطالبت ادارة الدفاع المدني مرافقي الأطفال بضرورة التأكد من عدم وجود فتحات سهلة التسلق من قبل الأطفال مما يعرضهم لخطر السقوط من أعلى وفقدان حياتهم· وأشار مدير العلاقات العامة والإعلام في شرطة الشارقة بالإنابة النقيب إبراهيم مير إلى أنه لا يوجد إحصاء حول أعداد الأطفال الذين توفوا جراء السقوط من أعلى على وجه الخصوص· وقال إن هناك حالات وفاة مسجلة تحت بند ''سقوط من أعلى أدى إلى وفاة'' وهو ما يضم سقوط عمال أو حالات الانتحار وغيرها من الحوادث، متحفظاً على ذكر الأعداد التي توفيت في تلك الحوادث