الصين تراجع سياساتها الخاصة بالباعة الجائلين

تستعد الصين إلى منح الملايين من الباعة الجائلين في الطرقات وضعاً قانونياً مشروعاً في خطوة تهدف إلى استحداث الوظائف، إلى جانب إيقاف موجات النزاعات التي تتسم بالعنف ما بين البائعين والموظفين في سلطات إنقاذ القوانين في شوارع المدن الصينية. وظلت بكين تناضل لفترة 4 سنوات ماضية من أجل إدارة جموع الباعة الجائلين الذين يبيعون كل شيء ابتداءً من الأواني المنزلية وحتى الملابس والفاكهة والخضراوات في عربات تسير في شكل دراجة أو على منصات خشبية تمتد على طول رصيف المشاة. واستمر الباعة الجائلون يشكلون مصدراً للسلع الرخيصة لفئات شتى من السكان المحليين، إلا أن العديد من المسؤولين الحكوميين ظلوا ينظرون إلى هؤلاء التجار كمصدر للإزعاج والقبح يسيء ويشوه الصورة الجمالية للمدن. وكانت بكين قد شنت هجمة شرسة على الباعة في الطرقات قبيل انطلاق الألعاب الأولمبية قبل عام من الآن، حيث ظلت أعداد الباعة الجائلين تتناقص بشدة في مركز المدينة من ذلك الوقت. أما الآن، فقد أصبحت «نانجينج»، التي يؤمها أكثر من سبعة ملايين نسمة في شرق الصين المدينة الأولى التي تمنح وضعاً قانونياً لحوالي 10 آلاف من السكان الفقراء الذين طالما ظلوا يعانون خطر الملاحقة بسبب قيامهم ببيع مختلف أنواع السلع في الطرقات. وأصدرت بكين مؤخراً لائحة وطنية تختص بالعمل وتطالب بتسجيل «الأعمال التجارية الذاتية» بما فيها تلك التي ليست لديها عناوين ثابتة، ولكن اللائحة مازالت تخضع للمناقشات في داخل أروقة مكتب الشؤون القانونية التابع لمجلس الولايات والتي من المقرر أن تصبح نافذة بحلول نهاية العام، كما يقول أحد الخبراء القانونيين. وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي أصبحت فيه البطالة تمثل قلقاً متنامياً للحكومة منذ أن بدأ الركود العالمي في الانتشار، وكانت وزارة العمل قد ذكرت مؤخراً أن معظم المهاجرين الذين فقدوا وظائفهم أثناء عمليات الطرد الجماعي من المصانع والشركات تمكنوا من الحصول على وظائف في الأشهر الأخيرة، إلا أن الوضع بالنسبة لإجمالي البطالة مازال «يتسم بالخطورة»، علماً بأن العديد من العاطلين الجدد في الصين شرعوا في مزاولة أعمال بيع السلع في الطرقات. وكما يقول لي جيبينغ المحامي المتخصص في قوانين ولوائح الأعمال التجارية صغيرة الحجم «بمجرد إزالة هذه الحواجز، فإن من المؤكد أن السوق سوف يعمل على اجتذاب المزيد من الأشخاص لكي يلعبوا دوراً في الاقتصاد المحلي، وفي النهاية، فإن هذا من شأنه أن يساعد المزيد من الأشخاص على الحصول على وظائف». وبات من المرجح أيضاً أن تنطوي اللائحة على شروط تتعلق بالالتزام بالقوانين المرعية الحالية فيما يختص بنوع السلع التي يرغبون في بيعها مثل حظر بيع المواد والسلع المقرصنة أو الممنوعة الأخرى، كما أن المرجح أيضاً أن يخضع هؤلاء الباعة إلى إجراءات وفحوص تتعلق بالسلامة والصحة العامة. وفي الوقت الذي رحب فيه العديد من الباعة الجائلين بهذه المبادرة، إلا أن بعض ملاك المتاجر الصغيرة أعربوا عن غضبهم الشديد حيال اللائحة المقترحة، إذ يقول اكسو جونج صاحب أحد بوتيكات الملابس في بكين «هنالك أصلاً منافسة محتدمة بين التجار، كما أن هذه اللائحة تعني في المقام الأول أن نقوم ببيع أي سلعة بسعر متدن، وفي حال أن قدر لي الخروج من السوق فلن يعود أمامي في نهاية المطاف سوى أن أتحول إلى أحد الباعة الجائلين». عن «وول ستريت جورنال»