الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إخراج الزكاة.. عنوان تراحم المجتمع

إخراج الزكاة.. عنوان تراحم المجتمع
29 يونيو 2016 22:45
أشرف جمعة (أبوظبي) من جمال شريعة الإسلام في مراعاتها للحاجات الإنسانية، وإشاعة روح التعاون والتراحم والتعاطف بين أفراد المجتمع، فيعطف الكبير على الصغير، والغني على الفقير، والقوي على الضعيف، ومن صور هذا التعاطف فريضة الزكاة حيث يُزال البخل من نفس المزكي حين أداء زكاته، ويزاد بركة في رزقه وماله وعافيته كما أن الزكاة تزكي نفس الفقير من الحسد والغل والحقد حين يأخذ الزكاة من الأغنياء، فهو يشعر بروح التراحم والتعاون حيث لم يتخلَّ الأغنياء عن عون الفقراء . ولا يختلف اثنان على أن الزكاة فيها إغاثة للملهوف وكشف للكرب عن المكروب وتيسير أمور من تعسرت عليه ظروف حياته فأصبح رهينا بأثقال الفقر والحاجة والحرمان ومن الضروري أن تنمي الأسر في أبنائها مثل هذه السلوكيات الإيجابية حتى يشبوا على الإحساس بغيرهم ويؤدي فريضة مهمة من أركان الإسلام راحة كبيرة يقول محمد العامري، موظف، إنه يفضل في شهر رمضان إخراج زكاة ماله لذا فهو يذهب إلى منافذها في الدولة من أجل إخراج بعضها أما البعض الآخر فهو يخرجه للمحتاجين الذين يعرفهم ويشير إلى أنه يشعر براحة كبيرة عندما يخرج زكاة ماله لكونها قربة إلى الله عز وجل فضلاً عن أنها سلوك ينمو مع المرء منذ صغره من خلال ما يغرسه الأهل في أبنائهم ويلفت إلى أنه ينتهج هذا السلوك مع أسرته ويتحاور معهم في المعاني السامية للزكاة فهي من الفرائض المكلف بها المسلم، وهي واجبة عليه حين تتوافر شروطها ويرى أن هؤلاء الذين لا يخرجون ذكاة مالهم قد حرموا من خير كثير. تطهير النفس وتبين ريم حسين أنها تخرج الزكاة كل عام عندما يحول الحول على مالها فضلاً عن أنها تخرجها أيضاً عما تمتلكه من ذهب وترى أن الزكاة فريضة تطهر نفس المؤمن وتقربه من الفئات المحتاجة في المجتمع وأنها في غالب الأمر تذهب إلى المنافذ الرسمية لإخراجها حتى تصل إلى مستحقيها، وتشير إلى أن الأسرة مسؤولة عند تدعيم أداء هذه الفريضة في نفوس الأبناء حتى يتحقق مبدأ التكافل خصوصاً أن هناك فئات كثيرة في المجتمع تحتاج إلى الزكاة مؤكدة أن لو فرد أخرج زكاة ماله كما يجب فإن لن يكون هناك محتاج، لافتة إلى ضرورة أن تعيش الأسرة المسلمة لحظات خاصة الأبناء، بحيث تجعلهم شركاء في إخراجها بمعنى أن يخوضوا التجربة أثناء ذهاب أولياء الأمور إلى الفقراء أو المؤسسات التي تتلقى أموال الزكاة وهو ما يرسخ في أنفسهم عادات نبيلة وأصيلة من واقع الإسلام السمح. الخير الكثير ويذكر جاسم الحمادي أن المال عزيز على الإنسان لذا هناك فئات في المجتمع تبخل ولا تخرج زكاة مالها كما ينبغي حتى ولو كانت غنية جداً وقد صادف بعض الفئات التي تهمل الزكاة وتؤديها كما ينبغي لذا فهو حريص على توعية المقربين منه بأهميتها، خصوصاً أنه كلما أخرجها بعد أن يحول عليها الحول يجد الخير الكثير، وأن البركة تحل في ماله وفي صحته ويشعر بالراحة والاطمئنان، ويبين الحمادي أن يجب توعية أفراد المجتمع وتحفيزهم على إخراج الزكاة، وكذلك كيفية حسابها موضحاً أن هناك فئات أخرى تخرجها على حسب الأهواء. الغني والفقير ومن واقع تجربته، يورد فاضل الهاملي أنه منذ سنوات طويلة وهو يحسب زكاة ماله أمام أبنائه الثلاثة حتى يتعلموا أصولها، ومن ثم يعطي كل واحد منهم جزءاً من المال ويطلب منهم الذهاب إلى بعض الفقراء ومنافذ تلقى الزكاة في الدولة ويؤكد أنه أولاده أصبحوا يذكرونها بها كل عام ويتحفزون لإخراجها وهو ما جعله يشعر بالاطمئنان خصوصاً أنه لديه مالا وفيرا وشركات ويحرص في الوقت نفسه أن يخرج من هذا المال حق الفقراء فيه مهما كان كثيراً، ويوضح أن تربية الأبناء على سلوكيات الإسلام السمح تجعلهم يكبرون في حالة صحية نفسية جيدة لأنه من الضروري أن يشعر الغني بغيره من الفقراء. مكاسب كثيرة ولا تخفي موزة المرزوقي أنها عند إخراج زكاة المال تتحدث مع زوجها حتى يخصص جزءاً منها إلى الأقارب لافتة إلى أنهم أولى بالمعروف وتشير إلى أنها تخرج مع زوجها وأولادها وتذهب إلى أولي القربى من المحتاجين وتضع بين أيديهم بعض المال وتشير إلى أنها مع هذه الرحلة تخرج بمكاسب كثيرة فهي وفت حق الله وحق الأقارب في الزكاة، وكذلك علمت أولادها سلوكاً حميداً، حيث وجهت نظرهم إلى أهمية صلة الأرحام، وأن أولى القربى هو أولى بالمعروف. بيوت الفقراء قرر عمر إبراهيم أحمد أن يحمل جزءاً من زكاة المال المستحقة على والده ويذهب بها إلى أحد منافذ «الهلال الأحمر»، ويؤكد أنه أراد أن يخوض هذه التجربة، خصوصاً أنه كان يذهب مع أبيه في العام الماضي إلى مثل هذه الأماكن كما أنه رأى والده وهو يمر على بيوت بعض الفقراء والعمال أثناء إخراج زكاة المال. سبع سنابل ويؤكد الدكتور إبراهيم الجنابي الواعظ الديني أنه ينبغي على المزكي أن ينظر أولاً إلى الأقرباء قبل غيرهم لأنهم الأولى إن كانوا في فقراء أو ممن يستحقون الزكاة ولقد قال تعالى (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزَكيهِم بها وصلِّ عليهم إِن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم (103) ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عبادة ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم) (104) التوبة، لافتاً إلى أن الزكاة طهارة ونماء وسمو وارتقاء. قال تعالى (وما آتيْتم من ربا ليرْبو في أموال النّاس فلَا يربو عند اللَّه وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون) (39) الروم، فتتضاعف الأجور للمزكين في الآخرة وتتضاعف لهم أموالهم في الدنيا ولقد قال تعالى (مثل الذين ينفقونَ أموالهم فِي سبيلِ الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حلة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم) (261) البقرة. مالك النصاب ويوضح الدكتور أنس قصار الواعظ والباحث في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف أن الزكاة تجب على المسلم الحر المالك للنصاب، من أي نوع من أنواع المال الذي تجب فيه الزكاة، كالنعم والنقدين وعروض التجارة والمعشرات، فأما النعم أو الأنعام (الماشية) فالمقصود بها الإبل والبقر والغنم دون سائر الدواب، وأما النقدان فهما الذهب والفضة، وكذا تجب في عروض التجارة، وتجب أيضاً في المعشرات وهي مَا يجب فيه العشر أو نصفه من حبٍّ أو تمْر، وكذا تجب في المعادن كالحديد ونحوه. حولان الحول ويرى أنه يشترط في المال المزكى أن يكون فائضاً عن حاجة الإنسان الضرورية التي لا غنى للمرء عنها، كالمطعم، والمشرب، والملبس، والمسكن، والمركب، وآلات الحرفة، كما يشترط حولان الحول على المال المراد تزكيته، والحول هو مضي عام قمري على وجود المال، ويبدأ توقيت الحول بدءاً من امتلاك النصاب، فمثلاً: إذا بلغ المال (الذهب والفضة أو ما يقوم مقامهما من النقود) النصاب، فإنه يبدأ فيه الحول من ذلك اليوم الذي بلغ فيه النصاب، فإذا تمت سنة قمرية كاملة عليه وهو نصاب، فإنه تجب الزكاة، وإذا نقص أثناء الحول، وكان عيناً ذهباً أو فضة، فإن هذا النقصان يبطل الحول. حساب الزكاة ويذكر أن النصاب هو الحد الأدنى الذي تجب فيه الزكاة، ويقدّر بالنسبة للذهب بـ(85) جراماً من الذهب الخالص، وبالنسبة للفضة بـ(595) جرام فضة، فمتى بلغ المال النصاب مع بقية الشروط وجبت الزكاة بمقدار ربع العشر، أي: 2.5%، وهي النسبة الحاصلة من تقسيم المبلغ على (40) . أما نصاب الزرع أو الثمر فهو خمسة أوسق، لقول النبي: ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة» (رواه الجماعة )، والوسق: ستون صاعاً بالإجماع، والصاع: أربعة أمداد، والمد: ملء اليدين المتوسطتين غير مقبوضتين ولا مبسوطتين، ويُقدّر بـ(430.08) ج، ويورد أن مقدار الواجب فيما سقي بالآلات نصف العشر، وما سقي بالأمطار والأنهار ونحو ذلك مما لا مؤنة فيه العشر. لقول النبي: «فيما سقت السّماء والعيون أو كان عثريًّا العشر، وما سقي بالنَّضْح نصف العشر» [البخاري].
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©