الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرسول العربي قدوة في كل المجالات (1-2)

5 سبتمبر 2009 23:19
كان نبينا صلوات الله عليه يمثل القدوة في كل المجالات، فهو الحاكم المشرع العادل الذي يحكم بما أراه الله، وهو القائد الحربي الشجاع الذي يتقدم الجموع بسيفه وجسده، وهو في البيت الزوج الحنون المحب العطوف الذي يقسم بين أزواجه بعدالة مطلقة، وهو بين بناته الأب العطوف، صاحب القلب الكبير، وهو في النهاية أب لجميع المؤمنين، وأولى بالمؤمنين من أنفسهم. أما في مجال الرياضة وألعاب القوة، فهو زعيمهم الذي علمهم الروح الرياضية والأخلاق، وأرسى لهم دعائم لم تعرفها البشرية إلا في العصر الحديث. كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يغتنم الفرص ليعلم أصحابه مكارم الأخلاق، والتسامح، والمحبة، والأخوة، والتعاون، والتنافس الشريف من غير تعصب ولا تعنت ذميم. فعن أنس رضي الله عنه أن نبينا -صلى الله عليه وسلم- كانت له ناقة تسمى العضباء، وكانت أصيلة نفيسة، تعودت على الفوز في كل سباق تخوضه، وذات يوم من الأيام جاء أعرابي على قعود، وسابقها فسبقها، فما كان من أمر الصحابة إلا أنهم غضبوا وشق ذلك عليهم، ولا غرابة في ذلك فهم في النهاية بشر، ولكن النبي -صلى الله عليه وسلم- استغل هذه الفرصة وعلمهم ما ينبغي أن يكون عليه المسلم من الخلق الكريم، والتواضع الحسن، وأرشدهم إلى شيء مهم للغاية، ألا وهو أن هذه المسألة ترجع إلى أمور الدنيا، وتعتمد بعد توفيق الله على الفن والمهارة، والتمرين والتدريب، ولا صلة لها بالنبوة من قريب أو بعيد. إن الفائدة التي أردنا إثباتها من خلال إيراد هذه القصة هي في دلالتها على تأثر الصحابة لما حصل حمية للناقة، فأراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يهون عليهم الأمر ويعلمهم أن المسابقة ينبغي أولا أن تكون حلالا، ثم لابد أن يكون هناك غالب ومغلوب، ومنتصر ومهزوم، وأن ما يحسم الموضوع المهارة والفن، ولا فرق بعد ذلك بين رئيس ومرؤوس، وصغير وكبير. لقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- القدوة السباق في كل فضيلة، القائد في كل خير يسوق الناس إلى ما ينفعهم في الدنيا والآخرة. د. علي عبدالهادي أخصائي تقويم العمود الفقري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©