الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عارف العبار: شاركت بأكبر باقة زهور في العالم مهداة للشيخ زايد

عارف العبار: شاركت بأكبر باقة زهور في العالم مهداة للشيخ زايد
5 سبتمبر 2009 23:19
ينتمي الرائد المتقاعد عارف العبار إلى أسرة عريقة من دبي، ولد وعاش طفولته في فريج المرر، حيث كانت البيوت قبيل نشوء الاتحاد وقيام النهضة، عبارة عن غرف مفتوحة على فناء المنزل وأمامها ما كان يسمى«ساباط»- ليوان، وكان بيتهم عبارة عن فيلا مغلقة، حيث معظم البيوت تطل مباشرة على البحر؛ لذا قبل أن تقوم حكومة دبي بإنشاء كاسر الأمواج، كانت مياه البحر تدخل في الشتاء إلى داخل غرف المنزل. ابن النوخذة في منزل والده كانوا يفتحون باب الفيلا ليجدوا البحر طامي إلى داخل «الحوش»- الفناء، لذلك عندما كان الأهالي يعانون هذه الظاهرة ويبدأ العمل في إصلاح ما أفسدته الأمواج، كان الأطفال يجدون في ذلك منتهى المتعة، حيث يخرجون للسباحة في تلك المياه ويصنعون ألعاباً تتناسب وحياة أطفال أهل البحر. يقول العبار عن تلك المرحلة من حياته: «كان كل أهالي المنطقة الواحدة عبارة عن أسرة واحدة يلتفون حول بعضهم، خاصة أن الرجال كانوا يسافرون للتجارة في باكستان والهند، ومنهم والدي الذي كان يعمل «نوخذة» - ربان سفينة، فاعتدت حين كبرت على فراق الوالد الذي كان يسافر من أجلنا». من أهم الذكريات في تلك الفترة أيضاً كان سفر الجيران مع بعضهم في رحلات داخلية في الصيف. ويعجب العبار كيف يمكن لمركبتين من نوع «لاند روفر» القديم أن تتسعا لعدة أسر مع بعضهم بعضا، يقول: «تركب نساء كثيرات مع أطفالهن ومتاعهن من ملابس وطناجر وقدور للطهي، إلى جانب كل أدوات السفرة وكذلك الأرز والبهارات والقهوة والدقيق والسكر والشاي، وبعض الرؤوس من الماعز أيضاً لزوم الولائم التي تقام خلال الرحلة، ولم يكن يخرج معهن إلا حوالي ثلاثة رجال من الأهل». مصروف شخصي تعلم عارف في مدرسة عمر بن الخطاب التي كانت تابعة لمكتب المعارف التابع لدولة الكويت، يقول في ذلك: «على الرغم من مرحلة الفقر التي كانت تمر بها كل دول الخليج في ذلك الوقت، إلا أن الطلاب كانوا يحصلون من دولة الكويت على الكسوة الصيفية والشتوية والكتب والقرطاسية والوجبات والعلاج بشكل يومي». يضيف: «أنا من جيل كان يجب عليه أن يحصل على الثانوية؛ لأنها هي الوحيدة التي تفتح له أبواب كل الدروب، وأذكر أنني خلال المرحلة الإعدادية انتقلت أسرتي من فريج المرر إلى منطقة الحمرية، وفيها كانت تسكن عدة أسر معروفة مثل الكيتوب، بن ذيبان، وعبدالله الجديعي -رحمه الله- وكان مدير الجوازات في مرحلة ما في إمارة دبي». في تلك المساحات الشاسعة من الأراضي البكر أقام الشباب ملعب رياضة من مصروفهم الشخصي الذي كان لا يتجاوز خمسة دراهم لأكثر الشباب ثراء؛ لأن النادي الرياضي كان بعيداً عنهم، وكان الشباب يخصصون أياماً للذهاب إلى المكتبة العامة للمطالعة والقراءة دون أن يدفعهم أحد لفعل ذلك. يسترسل العبار في ذكرياته، ويقول: «كنا خمسة أصدقاء نتشارك كل أسبوع في شراء خمسة كتب من مكتبة كانت تأتي بشتى صنوف الكتب من خارج الدولة، ونتبادل قراءة تلك الكتب حتى (لا تموت الكتب)، وهو تعبير عن الكتاب الذي يتم تداوله ولا يوضع للزينة في الرف». اللاعب الرياضي لعب العبار ضمن فريق نادي الشباب في دبي خلال مرحلة الثانوية، وكان لاعباً لكرة الطائرة أيضاً، ولكن أثر ذلك على تحصيله العلمي، مما جعله يرسب في إحدى السنوات، فترك الدراسة الصباحية وانتسب لنظام الصفين، فكان يلعب ويدرس حتى حصل على الثانوية العامة. يقول: «كنت أحلم بأن أصبح طياراً، فقمت بالتسجيل في طيران الخليج وطيران القوات المسلحة، وعملت من خلال المنطقة العسكرية الوسطى في دبي كمرشح طيار، وأعترف أن التدريبات العسكرية أنضجت شخصيتي وصقلتها. وبعد أن أنهيت التدريبات الأرضية الخاصة بالطيران، تم توزيع الضباط والأفراد وكان نصيبي أن أنقل للدراسة في الكلية الحربية في السودان». يبتسم كمن تذكر أمراً، ويقول: «عشت أقسى مراحل حياتي في تلك الكلية لصعوبة الحياة العسكرية، وما كان يخفف عني، مع الزملاء الذين تم ابتعاثهم من مختلف أنحاء الوطن العربي، هو مرح الشباب أنفسهم مع بعضهم البعض. لكنني وجدت أن المنافسة بين الفرق العسكرية كانت محفزاً على تجويد العمل، فكانت السرية التي أعمل من خلالها الأولى في مرحلة ما على البقية من السرايا. وعدت إلى الوطن عام 1998 برتبة ملازم، وتم تعييني ضابط اتصالات». باقة زهور للشيخ زايد بدأت في تلك المرحلة مساعدة القوات المسلحة للجان التي تقيم نشاطات رياضية، مثل الراليات وسباقات الهجن والخيول والقوارب السريعة أو الشراعية، وكان العبار من ضمن الشخصيات العسكرية التي ساهمت في توفير الاتصالات والأمن والإمدادات. وعن أهم الذكريات التي لا يمكن أن ينساها، يقول العبار: «كانت المشاركة في وضع فكرة صنع أكبر باقة زهور في العالم تشارك فيها كل الإمارات، لتقدم للشيخ زايد -رحمه الله- إثر عودته من رحلة علاج، ولم يكن حينذاك أي أحد قد سبق له تقديم فكرة الرقم القياسي، وعندما نجح الأمر، بدأت في تنظيم المناسبات، وجاءني طلب من أبناء عمومتي كي ينظموا حدثاً لأجل العراق». كسر الحصار يسترسل العبار مضيفاً: «بعد عرض الفكرة على الجهات المختصة والحصول على الموافقة، تم البحث عن وسيلة لمواجهة الإعلام الغربي، وسألوا شخصية لبنانية هو طوني زهرة الذي كان يملك شركة دعاية وإعلان، عن الوسيلة الإعلامية التي تستطيع ذلك، فأرشدهم إلى وكالة الأنباء الفرنسية، ثم بقية وكالات الأنباء في العالم. وكان زهرة قومياً وقد أصبح الآن نائباً في البرلمان اللبناني، وكانت المشورة في مكانها الصحيح، وانطلقنا بالقوافل اللتي حملت المعونة والعلاج لأطفال العراق». عمل العبار تلك الفترة، وبعد أن تم تجهيز كل متطلبات المسيرة كان على إدارة العمليات من داخل الإمارات الاتصال والتواصل مع مختلف الجهات للتنسيق، يقول في ذلك: «أذكر أن مضايقات قد واجهت الرحلات في البداية من قبل القوات الأميركية في البحر، ولكن عندما تم التحقق أن كل الحمولة للأطفال استطاعت الإمارات أن تسير 16 رحلة، وكانت كل سفينة تحمل ما بين 700-800 طن من المساعدات التي ساهمت في كسر الحصار ومساعدة أطفال العراق». يعمل العبار اليوم مديراً لإدارة نادي الهوايات، ويقوم بالإشراف على تنشئة وإعداد أجيال تمارس القراءة وركوب الخيل والرماية ورياضات أخرى، يقارب عددهم نحو 500 طفل وناشئ.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©